ابتكارات مُستدامة بأيادٍ مصرية
ابتكارات مُستدامة بأيادٍ مصرية
لم يكُن واضحًا لدى الكثيرين مفهوم التنمية المُستدامة منذ سنواتٍ قليلة، إلا أنَّه -وفي ضوء رؤية مصر 2030 وتبنِّي الاستدامة وتحقيق أهدافها- خرجت إلى النور ابتكارات تضع الاستدامة نُصب أعينها هدفًا وأداةً لقضاء الأمور والشؤون اليومية.. في السطور المُقبِلة نعرض عليكم بعضًا من هذه الجهود.
تداوُل الملابس المُستعمَلة وتوجيه العائد للفقراء
ألقت «حُماة الأرض» الضوء على منصة «دايرة» إذ إنها مشروع خدميٌّ أبرزت جهوده مدى أهمية العمل التطوعي في المجتمع -وجدوى الابتكارات- إذ يُمثِّل حلقة الوصل بين الفئتين الأعلى والأقل دخلًا.
و«دايرة» هي منصة إلكترونية، أُطْلِقَت عام ٢٠٢٠م بهدف بيع وشراء الملابس المُستعمَلة التي تكون بحالة جيدة، وذلك بأسعار مناسبة؛ ليُوجَّه جزء من العائد لصالح الفئات الأكثر احتياجًا.
ولا بُدَّ من الإشارة إلى أنَّ «دايرة» قد تمكَّنت من جمع ٢٠٠٠ قطعة ملابس، وبيع أكثر من ١٠٠٠ قطعة، والتبرُّع لأكثر من ١٥ مؤسسةً ومستشفى خيريَّةً، بالإضافة إلى عقد شراكات مع مُصمِّمي أزياء مشهورين لهم ابتكارات، وعارضات أزياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لشراء الملابس ذات الاستخدام الواحد، وعرضها للبيع بسعر مناسب على المنصة بعد تنظيفها وتعقيمها، وذلك لمَن يرغب في الشراء.
تَبرُزُ أهمية المشروع من كون خزانة الملابس لدى بعض الناس تمتلئ بالملابس القديمة وغير المُستخدَمة، في ظلِّ ارتفاع أسعار الملابس الجديدة بشكلٍ يفوق إمكانيات شريحة كبيرة من المواطنين، بالإضافة إلى حاجة الفئات المُستهدَفة للمساعدات النقدية أكثر من الملابس التي يُتبَرَّع بها.
كما أنَّ هناك أهميةً أخرى للمشروع تكمُن في أنَّ صناعة الملابس تُعدُّ ثاني أكبر صناعة مُلوِّثة للبيئة في العالم، في ظلِّ التغيُّرِ السريعِ للموضات، وارتفاع حجم مُخلَّفات الملابس إلى نحو ١٩ مليون طن ملابس سنويًّا على مستوى العالم، ولا شكَّ أنها من أكبر الصناعات استهلاكًا للوقود، وبذلك فإنَّ إعادة تدويرها بتلك الطريقة يُقلِّل من تصنيعها؛ ممَّا سيُسهِم في ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية.
ويجب التنويه إلى أنَّ هناك أكثر من ٢ مليون و٣٠٠ ألف قطعة ملابس يُتبَرَّع بها سنويًّا، وهو رقم ضخم يمكن بكل تأكيد إعادة بيعه بأسعار مناسبة، مع دعم مؤسَّسات المجتمع المدنيِّ بجزءٍ من عوائد البيع؛ لتصُبَّ في صالح غير القادرين والفئات الأَوْلَى بالرعاية، وبناءً عليه فقد رأت «حُماة الأرض» أنَّ تلك المنصة حقَّقت بجدارةٍ العديد من أهداف التنمية المُستدامة من قضاءٍ على الفقر وترشيدٍ لاستهلاك الموارد الطبيعية.