الاستغناء عن الوقود الأحفوري باتفاق تاريخي
الاستغناء عن الوقود الأحفوري باتفاق تاريخي
تمتد اليوم -الأربعاء- أعمالُ مؤتمر المناخ في الإمارات؛ لمناقشة أمر التخارج من الوقود الأحفوري، حيث تسعى أطراف COP28 إلى تفعيل اتفاق تاريخيّ حول التحول إلى الطاقة الجديدة والمتجددة، وهذا في خلال العقد الحاليّ.
يأتي هذا التمديدُ في ظل جدل حول مصير التحول العالميّ عن الوقود الأحفوري، المتمثل في النفط والغاز والفحم، وهو الأمر الذي نادتْ إليه دولٌ عديدةٌ؛ لأجل الوصول إلى حيادٍ كربونيّ بحلول عام 2050، بما يتماشى مع مبادئ اتفاقية باريس، مع النظر بعين الاعتبار إلى توصيات العِلم، الخاصة بهذا الشأن.
وعن هذا قال رئيسُ مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين: «إنه قرار تاريخيّ لتسريع العمل المناخيّ». وأضاف الدكتور/ سلطان الجابر: «صغنا الاتفاقَ النهائيّ صياغةً موضوعيةً بشأن التخارج مِن الوقود الأحفوري».
هذا، وقد تَطَرَّقَ مشروعُ الاتفاقِ -لأول مرَّة في تاريخ مؤتمرات المناخ- إلى جميع أنواع الوقود الأحفوري المسئولة عن التغيُّرات المناخية. وفي هذا الاتفاق وجَّه المجتمعُ الدوليّ رسالةً إلى أصحاب المشروعات الاستثمارية وصُنَّاعِ السياسات؛ تقول بأنَّ العالمَ الآنَ راغِبٌ في الاستغناء عن الوقود الأحفوري، حيث إنَّ هذا التحولَ آخرُ حائط صدٍّ أمام كوارث بيئية محتمَلة.
ولكن، علَى الرغم من أنَّ أكثرَ الدول قد وافقت صباح اليوم -13 ديسمبر- علَى هذا القرار، إلَّا إنَّ دولًا رفضت قرارَ الاستغناء عن النفط والغاز والفحم؛ ومن بينها: السعودية، والكويت، والعراق.
وحول هذا الشأن، أكدت وزيرةُ انتقال الطاقة الفرنسية “أنييس بانييه روناشيه” أنَّ اتفاقَ التخارج من الوقود الأحفوري في COP28 انتصارٌ للدبلوماسية المناخية. وصرَّحتْ كذلك بأنَّ نَصَّ الاتفاقِ يدعو إلى التخلي التدريجيّ عن الوقود الأحفوري، اتباعًا لهدف: وقف الاحترار المناخيّ العالميّ عند 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الذي صاغته اتفاقية باريس عامَ 2015.
ومن جهته، علَّق الأمينُ العامُّ للأمم المتحدة -أنطونيو غوتيريش، قائلًا: «لقد انقضى عصرُ الوقود الأحفوري». وفي وقت سابق من مساء أمس -الثلاثاء- أكَّد المبعوث الأمريكيّ للمناخ -جون كيري- مدى التقدم المُحرز في COP28 حول الوقود الأحفوري.
ومما تجدر الإشارة إليه، هو أنَّ دولَ الأطراف لم تُحقق حتى الآن سوى هدف “خفض استخدام الفحم”. وهو الهدف الذي دعا إليه العالمُ في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين بمدينة جلاسكو، وهناك لم تتناول الدولُ الأطرافُ قضيةَ النفط أو الغاز.
ومِن هنا، يُقرّ الاتفاقُ الجديدُ في الإمارات بدور الطاقة الانتقالية، في إشارة إلى الغاز، كما يتضمن الاتفاقُ مضاعفةَ قدرات الطاقة النظيفة ثلاث مرَّاتٍ، وكذلك مضاعفة وتيرة تطوير كفاءة الطاقة مرتينِ بحلول عام 2030، ودعم التقنيات التكنولوجية المختصة بخفض الانبعاثات الكربونية، مثل تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.
لأجل ذلك كله، تنظر حماة الأرض بعين الاعتبار إلى دعوات COP27 وقرارات COP28، باعتبار أنَّ هذينِ المؤتمرينِ فرصةٌ مهمةٌ لتحقيق أهداف اتفاقية باريس، وتحقيق خطوات ملموسة في أرض الواقع بالنسبة إلى البيئة ومواردها؛ حتى يكون عالمنا عالمًا مستدامًا.