استراتيجية توتال إنرجيز المستدامة في تحول الطاقة
استراتيجية توتال إنرجيز المستدامة في تحول الطاقة
يأتي عددُ سبتمبر في هذا العامِ مِن مجلة حماة الأرض بملف خاص عن “تحول الطاقة”؛ ليناقش ما يمثله الوقود الأحفوري من عقبة في طريق تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما يناقش المسئوليةَ الكبيرةَ المُلقاة على عاتق الشركات والقطاع الخاص -تحديدًا- بخصوص هذه القضية؛ لذا قام فريقُ تحريرِ خطى مستدامة ببحث عميق في العديد من القطاعات، بحثًا عن أفضل الشركات صاحبة الخطى المستدامة في ملف الطاقة، وذلك لإبراز إنجازاتها على أرض الواقع، لتكون بذلك مثلًا يُحتذى به، فلا شك في أنَّ توتال إنرجيز أَتَتْ على رأس هذه الشركات، لتكون -بجدارة- أهلًا لأَنْ تُعرض إنجازاتُها على صفحات حماة الأرض.
البداية كانتْ في عامِ 2018، حيث قامتْ شركةُ توتال -المعروفة الآن بتوتال إنرجيز- بالشروع في رحلة تحويلية؛ لتبني الطاقة الشمسية، واعتمادها جزءًا أساسيًّا في استراتيجيتها المستقبلية لسوق الطاقة العالمي.
وبعد ثلاثة أعوامٍ قامتْ توتال بتغيير جذري لهُويتها، لتصبح “توتال إنرجيز – Total Energies”؛ رغبةً منها في إعطاء صورة واضحة عن التزامها بالإسهام في تطوير مختلف أنواع الطاقة، وليس فقط الوقود الأحفوري.
استراتيجيةُ توتال إنرجيز جعلتِ الحيادَ الكربونيَّ عنصرًا أساسيًّا في مستقبل الشركة؛ من أجل تحقيق الهدف العالمي المأمول “صافي انبعاثات صفري” بحلول عام 2050، إلا إنَّ هذا لم يكن وحده السبب الذي جعلنا نُفْرِدُ هذه المساحة لعملاق صناعة الطاقة الفرنسي، وإنما بسبب الإنجازات التي نجح في تحقيقها على أرض الواقع، وتحديدًا تلك التي تمت في مصر.
تُشارك توتال إنرجيز -بشكل مستمر- في برامج الاستدامة، مع التركيز -بشكل خاص- على الابتكار والإبداع في كل ما هو مستدام، لتعلن عن برنامجها الخاص “Sustainab’ALL”، والذي تطمح مِن خلاله بأنْ تصبح واحدةً مِن بين أكبر خمسة منتجينَ عالميينَ للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2030.
وفي إطار رؤيتها الطموحة، تسعى توتال إنرجيز إلى خفض بصمتها الكربونية في مختلف بقاع العالم، ومن بينها مصر؛ لتبدأ أولى خطواتها لتحقيق هذا الحلم بتحويل مستودع مطار مرسى عَلم إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية، موفرةً بهذا 43% من استهلاك الطاقة، ليكون بذلك المستودع الأول من نوعه في إفريقيا من حيث اعتماده على الطاقة الشمسية.
كما يتبلور الطموح الكبير لـ”توتال” في سعيها إلى تزويد ٥٠٠٠ محطة خدمة حول العالم بألواح الطاقة الشمسية، وهذا من خلال استثمارات تصل إلى ٣٠٠ مليون دولار، تلتزم الشركةُ مِن خلالها بأنْ تصبح رائدةً في مجال الطاقة الصديقة للبيئة.
أما على الصعيد المحلي، بدأت توتال إنرجيز -بالفعل- مشروعها لتحويل محطاتها في مصر إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية في تلبية احتياجاتها من الكهرباء، وقد وصلتْ نسبةُ محطاتِهَا التي تم تحويلها بالفعل إلى ٤٨٪ حتى الآن.
إنَّ نجاحَ توتال إنرجيز الكبير لا يكمن في وضعها لاستراتيجية واضحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتحول إلى الطاقة النظيفة فحسب، وإنما في تطبيقها لهذه الاستراتيجية على أرض الواقع. وما استعرضناه من إنجازات خضراء في هذا المقال لهو خير دليل على هذا، ولعلنا في الأعداد القادمة نسلط الضوء على المزيد من إنجازاتها المستدامة في قطاع الطاقة، لتكون خير مثال يُحتذى به في التحول إلى الطاقة النظيفة؛ تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة.