حديقة تلال الفسطاط.. الأكبر في الشرق الأوسط لتحقيق البنية التحتية المستدامة

حديقة تلال الفسطاط.. الأكبر في الشرق الأوسط لتحقيق البنية التحتية المستدامة
تجسِّد حديقة تلال الفسطاط ميلادًا جديدًا لقلب القاهرة، حيث يلتقي عبق التاريخ بنبض الحاضر، حيث تُعيد المدينة رسم ملامحها بروح من التجدد والاستدامة، وذلك من خلال رؤية متكاملة تعكس فلسفة الدولة المصرية في تحويل التراث إلى طاقة متجددة تُنعش المجتمع والبيئة معًا.
إنَّ حديقة تلال الفسطاط خطوةٌ كبرى على طريق بناء مدنٍ خضراء تحترم ذاكرة المكان، وتمنح الأجيال القادمة حقًّا أصيلًا في حياة كريمة وهواء نقي، وذلك ضمن مسارٍ وطنيٍّ يضع الإنسان في صميم التنمية المستدامة، وبالتوافق مع محاور الأجندة الوطنية “رؤية مصر 2030“.
ومن هذا المنطلق، تُسلّط مؤسسة حماة الأرض في السطور القادمة الضوءَ على هذا المشروع الفريد باعتباره علامةً فارقة في مسيرة التنمية الحضرية المستدامة في مصر، ولأنه نموذج يتيح للجمال الطبيعي أنْ يلتقي بالتراث الثقافي، ويحققَا معًا أهداف التنمية المستدامة؛ فتابعوا القراءة.
ما حديقة تلال الفسطاط؟
تُعد حديقة تلال الفسطاط من أكبر المشروعات الخضراء في القاهرة؛ فهي تمتد على مساحة 500 فدان في قلب العاصمة التاريخية، وذلك من أجل تطوير الوجه الحضاري لهذه المنطقة، وتحويلها إلى مقصدٍ سياحيٍّ وثقافيٍّ وبيئيٍّ متكامل، يربط بين “المتحف القومي للحضارة المصرية” و”بحيرة عين الصيرة” و”مجمع الأديان” و”جامع عمرو بن العاص”.
تشمل الحديقة مناطقَ ترفيهية وثقافية واستثمارية، وتضم ممرات خضراء وتلالًا طبيعية ونهرًا صناعيًّا ونافورة مائية ضخمة، إلى جانب مسرح روماني. كما يشهد المشروع ترميم جامع عمرو بن العاص، وتنفيذ مرافق بنية تحتية متكاملة، ومحطة معالجة للمياه، وبوابات ذات طراز يجمع بين الأصالة والحداثة.
التنمية المستدامة في قلب القاهرة
وحول ذلك المشروع الوطني أعلن الدكتور/ مصطفى مدبولي “رئيس مجلس الوزراء” خلال مؤتمرٍ صحفيٍّ أنَّ حديقة تلال الفسطاط أصبحت في مرحلة اللمسات النهائية، وستكون -بحق- أكبر حديقة عامة على مستوى الشرق الأوسط، في إنجازٍ يُعيد رسم ملامح القاهرة التاريخية، ويؤكد التزام مصر بـ”رؤية مصر 2030″.
تحويل الماضي إلى مستقبل مستدام
وقال رئيس الوزراء: «إنَّ حديقة تلال الفسطاط عبارة عن تطوير عمراني مستدام، ومشروع حضاري لإحياء واحدة من أقدم المناطق التاريخية في القاهرة التي كانت تضم في الأساس مناطق غير آمنة»، مضيفًا أنَّ المشروع يهدف إلى إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والبيئة والتراث، وذلك في إطار فلسفة عمرانية تستلهم من روح الحضارة المصرية العريقة.
وأوضح الدكتور/ مصطفى مدبولي أنَّ الحديقة تُعَد جزءًا من المخطط العام لإعادة إحياء القاهرة الكبرى، مؤكدًا أن الدولة المصرية حرصت على أنْ يكون طابع المباني في الفسطاط مستوحًى من طابع الحضارة المصرية، في مزيجٍ يجمع بين الأصالة والتجديد، ويحافظ في الوقت نفسه على الهُوية البصرية للمدينة القديمة.
تنمية مستدامة بروح حضارية
كذلك أشار رئيس الوزراء إلى أنَّ تكلفة تنفيذ هذا العمل الحضاري العظيم تجاوزت 10 مليارات جنيه، لافتًا إلى أنَّ المشروع يعكس توجه الدولة نحو التنمية المستدامة، من خلال تحويل المناطق العشوائية إلى مساحات خضراء مفتوحة؛ تخدم المواطنين، وتُحسِّن جودة الهواء، وتُعيد للقاهرة توازنها البيئي والعمراني.
وأضاف -أيضًا- أنَّ الانتهاء من مختلف الأعمال بحديقة الفسطاط سيتم خلال الأسابيع القليلة القادمة، تزامنًا مع اكتمال الأعمال في افتتاح المتحف المصري الكبير، بما يشكل لوحة متكاملة من النهضة العمرانية والثقافية والبيئية في آنٍ واحد.
القاهرة القديمة.. عودة الروح
وأكد رئيس الوزراء أنَّ إحياء القاهرة القديمة يجري وفقًا للتوجيهات الرئاسية، مع الحفاظ على التراث المعماري والتاريخي الذي تتميز به العاصمة، مشددًا على أنَّ بناء العاصمة الإدارية الجديدة لا يعني التخلي عن العاصمة القديمة، بل على العكس؛ لأنه يعزز جهود الدولة في الحفاظ على التراث، وإعادة القاهرة إلى رونقها الذي يليق بتاريخها العريق.
ختامًا، فإنَّ حديقة تلال الفسطاط نموذج بارز لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف رقم (11) مدن ومجتمعات محلية مستدامة، والهدف رقم (13) العمل المناخي؛ لأنَّ حديقة تلال الفسطاط مساحة خضراء، ومشروع بيئي متكامل يُسهم في تقليل البصمة الكربونية، وتحسين جودة الهواء، ويعيد صياغة مفهوم «المدينة الصديقة للإنسان والبيئة”.
وعلى ذلك ترى مؤسسة حماة الأرض أنَّ حديقة تلال الفسطاط تجسد التحول المنشود نحو تنمية مستدامة تتكامل فيها البيئة مع التراث والتخطيط العمراني الحديث؛ فهي نموذج عملي لرؤية الدولة القائمة على تحقيق التوازن بين حفظ الهوية التاريخية وتعزيز الاستدامة بشتَّى أبعادها.





