خطوات بي إم دبليو المستدامة نحو الاعتماد على الوقود الهيدروجيني
خطوات بي إم دبليو المستدامة نحو الاعتماد على الوقود الهيدروجيني
لا تخفى على أحد في هذا العصر تلك التأثيراتُ البيئيةُ والصحيةُ الخطيرةُ، التي تنتج عن حرق الوقود في صورة مُرَكَّبَاتٍ ثانويةٍ ضارةٍ، مثل: ثاني أكسيد النيتروجين، وأول أكسيد الكربون، والهيدروكربونات، والبنزين، والفورمالديهايد. بالإضافة إلى ما سبق، انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وهو أكثر غازات الاحتباس الحراري -بسبب الإنسان- شيوعًا.
يُعتبر قطاعُ النقل أحدَ القطاعات الأساسية التي تستخدم مختلف أشكال الوقود على نطاق واسع؛ وبالتالي تتسبب -بشكل مباشر وكبير- في انبعاث كميات ضخمة من الغازات التي أشرنا إليها، وهو ما سلط الضوء على هذا القطاع -خصوصًا صناعة السيارات- في الأعوام الأخيرة؛ لِتَبَنِّيَ حلولٍ أكثر استدامةً. مثال هذا، تلك السيارات الكهربائية التي أصبحتِ الآن جزءًا أصيلًا من الطرازات الجديدة بين أغلب مُصَنِّعِي السيارات حول العالم، ولكن ماذا عن الحلول الأكثر ثوريةً؟
أُثِيرَتْ في الأعوام الأخيرة فكرةُ أنْ تعملَ السياراتُ باستخدام الهيدروجين، تزامنًا مع الخطوات الكبيرة التي يخطوها العالَمُ نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر، باعتباره مصدرًا واعدًا وبديلًا جيدًا للوقود الأحفوري، إلا إنَّ عالَمَ السياراتِ منقسمٌ حول هذه التقنية مَا بين مؤيدٍ ومُعارضٍ؛ فبعض الشركات ترى أنه لا جدوى من البحث والاستثمار في التعرف على إمكانية استخدام الوقود الهيدروجيني، في حين أنَّ بعضها الآخر لا يرفض التجربةَ، ومِن بين هذه الشركات: عملاقُ صناعة السيارات الألماني بي إم دبليو.
خطوة نحو استدامة النقل
الشركة البافارية أعلنتْ عن إطلاق أسطول سيارات تجريبي، حيث تعمل هذه السيارات بالهيدروجين تحت اسم “iX5 Hydrogen”، وهو الطراز الذي يتم تجميعه في مصنع بمدينة ميونيخ. تحتوي كل سيارة من هذا الطراز على خَزَّانَيْ وقودٍ يمكن تعبئتهما بالهيدروجين في غضون خمس دقائق.
سوف تستخدم السيارةُ خلايا وقود طورتها شركةُ تويوتا، ويمكن لهذه السيارة الجديدة -التي تمثل علامةً فارقةً في استخدام الطاقة الهيدروجينية- أنْ تصلَ إلى سرعة قصوى تبلغ 180 كم في الساعة، في حين أنَّ مداها يمكن أنْ يبلغ 500 كم تقريبًا، قبل أنْ تحتاجَ إلى إعادة التزود بالوقود مرَّةً أخرى.
الطراز الجديد سيدخل الخدمةَ بشكل تجريبي اعتبارًا من العامِ الجاري، ولكن بنسبة صغيرة، حيث سيرسل خَطُّ التجميع 100 سيارة إلى الخارج؛ لِغَرَضَي التجربة والعَرْض.
طريق إلى المستقبل
يبدو أنَّ نجمَ الهيدروجين يواصل صعوده في عالم السيارات، وبي إم دبليو -باعتبارها واحدةً من كبرى شركات السيارات العالمية- تتطلع إلى الابتكار والتعرف على إمكانات الهيدروجين، وهو الطريق نفسه الذي تسلكه شركاتٌ عملاقةٌ، مثل: نيسان، وهيونداي، وتويوتا.
رئيس مجلس إدارة الشركة “أوليفر زيبس” علَّق، قائلًا: «الهيدروجين مصدرُ طاقةٍ متعدد الاستخدامات، ويمكن أنْ يكون ذَا دورٍ رئيسيٍّ في عملية الانتقال إلى البدائل النظيفة من الطاقة؛ ومن ثَمَّ الإسهام في حماية المناخ».
وأضاف: «يجب أنْ نستخدم قدراتنا -هذا باعتبارنا أحد أكبر مُصَنِّعِي السيارات في العالم- في بحث جدوى الحلول الواعدة التي يقدمها الهيدروجين، وهذا لكونه حَلْقَةً مفقودةً عندما يتعلق الأمر بالتنقل المستدام الخالي من الانبعاثات. ولكنني أوكد هنا أنَّ الهيدروجين لن يكون العنصرَ الوحيدَ في سياسة التنقل المحايد للكربون، وإنما يجب أنْ يُدمجَ بغيره من التقنيات؛ لأجل الوصول إلى أفضل منتج».