سعاد الشامسي.. شمس مضيئة في عالم الطيران الإماراتي
سعاد الشامسي.. شمس مضيئة في عالم الطيران الإماراتي
في الأيام القليلة المقبلة سوف يحتفل العالم بـ”اليوم الدوليّ للمرأة”، الذي يوافق الثامن من مارس كل عامٍ، وفيه تسعى الأمم المتحدة واليونيسف والعالم كله إلى تسليط الضوء علَى دور المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ فهو يوم دوليّ تستعين به شعوبُ العالم علَى دعم استراتيجيات تمكين المرأة في كل مكان، وهو ما يجعل من خطوات تعزيز حقوقها -اجتماعيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا- ضمانًا لتنفيذ تطلعات وآمال شطر المجتمع.
هذا العام -عام 2024- هو العام الثاني علَى التوالي، الذي تشارك فيه حماةُ الأرض الاحتفالَ باليوم الدوليّ للمرأة، من خلال تسليط الضوء علَى إنجازاتِ سيداتٍ مصرياتٍ وعربياتٍ بارزاتٍ ورائداتٍ -عِلميًّا وعَمليًّا- في مجالاتهنَّ؛ لذا تصحبكم المجلةُ في الأيام القادمة عبْرَ رحلة -سلسلة مقالات اليوم الدوليّ للمرأة- معبِّرةٍ عن نماذج نسوية مُشرِّفة، أشرقتْ شمسُ مسيرتها المهنية في سماء مصر والعالم العربيّ، وهذا من خلال إنجازات ألهمتْ نساءَ العالمِ كله؛ ليكون تمكينهنَّ أسلوبَ حياة عادلة، وصورةً من صور تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أمَّا عن بطلة هذا المقال فهي الدكتورة المهندسة/ سعاد الشامسي، “مديرة ومستشارة فنية في كبرى مشروعات الطيران الإماراتي”، وهي أول مهندسة طيران إماراتية متخصصة في معدات هبوط الطائرة وإقلاعها، وهكذا صارتِ الأولى في أكثر من مجال علَى مستوى الوطن العربيّ. وهذا السعي الدؤوب قد بدأته بحصولها علَى درجة البكالوريوس في إدارة هندسة الطيران من جامعة “كوفنتري”، ثم حصلت علَى الدبلوم العالي في هندسة الطيران من جامعة “هيرتفوردشاير” في المملكة المتحدة، وفي البلد نفسه حصلت علَى درجة الماجستير في إدارة الطيران.
وبَعد هذه النجاحات العلمية أصبحتِ المهندسةُ/ سعاد الشامسي دكتورةً في إدارة الطيران من الأكاديمية الأمريكية للدراسات المتخصصة؛ لتصبح بهذه المكانة العلمية الفريدة من نوعها أولَ إماراتية تُبتَعثُ إلى المملكة المتحدة لدراسة هندسة الطيران، وتعود من هناك محمَّلةً بأفكار وتجارب وخبرات تقدمها إلى وطنها العربيّ، وحينها تأهَّلتْ للانضمام إلى شركات عالمية عديدة في قطاع الطيران.
وعلَى المستوى الوطنيّ فقد تدرجت في مناصبَ عديدةٍ داخل الشركات الإماراتية العاملة في قطاع الطيران، حيث التحقت بشركة طيران الإمارات، وهذا بصفتها أولَ مهندسةِ طائرات معتمَدة، وهناك كانت مسئولةً عن ورشة العجلات والفرامل. وفي خلال 11 عامًا ظلتْ تبني الدكتورة المهندسة/ سعاد الشامسي مسيرتها المهنيةَ بروح وطموحات لا تحدها حدودٌ، حتى صارتِ الآنَ مديرةً ومستشارةً فنيةً في أكبر مشروعات الطيران في دولة الإمارات.
لم تكن ثقةُ شركات الطيران العربية والعالمية في كفاءة الدكتورة المهندسة/ سعاد الشامسي مِن فراغٍ، فهي المرأة الإماراتية صاحبة المهارات العديدة في المشروعات الدولية الخاصة بالطيران وهندسته، حيث ساعدت علَى النجاح في مشروعات طيران عديدة، مثل تصميم وصنع طائرة من مقعدينِ، بالإضافة إلى تدريبها الذي أتمَّته في كبرى شركات الطيران، مثل شركات: ميسير بوجاتي، هانيويل، إيرباص، بوينج.
وإلى جانب كفاءتها الفنية في هندسة الطيران فإنَّ الدكتورةَ المهندسةَ/ سعاد الشامسي عضوةُ لجنةِ تحكيم نجوم العلوم، وعضوةٌ دائمةٌ في جائزة جيمس دايسون العالمية، وعضوة لجنة تحكيم جائزة المرأة في الطيران؛ وغيرها من ميادين العمل العامّ.
هذه المسيرة المهنية الحافلة بالإنجازات غير المسبوقة كانت سببًا في أنْ نالتِ الدكتورةُ المهندسةُ/ سعاد الشامسي كثيرًا من التكريمات والجوائز؛ ولهذا كرَّمها سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم برسالة شكر. كما حظيت بدرع الإماراتية المتميزة في أبو ظبي، وكرمتها شخصيات حكومية مرموقة، كالدكتورة/ منى محرز “نائبة وزير الزراعة المصريّ”، والدكتورة/ مايسة شوقي “نائبة وزير الصحة المصريّ”، وهذا في مؤتمر منهجية المرأة في بناء الأوطان.
وأمَّا علَى المستوى العالميّ فقد لَفَتَتْ إنجازاتُ الدكتورة المهندسة/ سعاد الشامسي عيونَ الغربِ؛ لذا كانت أولَ عربيةٍ تُكرَّم في مجال الطيران بجائزة عالم الاختلاف، وهذا من التحالف الدوليّ لتمكين المرأة في أستراليا، كما كُرِّمت في “مبدعين حول العالم”، حتى حصلت العام الماضي علَى لقب المهندسة الحديدية، وهذا من مؤسسة الإنجازات والإبداعات العربية.
إنَّ مسيرةَ الدكتورة المهندسة/ سعاد الشامسي مسيرةٌ براقةٌ، وجهودها منظورة علَى المستويين الإقليميّ والعالميّ، وهو ما جعلها جديرةً بأنْ تُمثل دولةَ الإمارات في محافل دولية ومؤسسات مرموقة؛ لأنها نموذج استطاع تحويل حلم طيران المرأة إلى واقع وطنيّ وضرورة تنموية؛ لتستحق أنْ تُكرم في اليوم الدوليّ للمرأة.