صناعة النقل البحري وتحديات التحول إلى الوقود الأخضر
صناعة النقل البحري وتحديات التحول إلى الوقود الأخضر
يدعم قطاعُ النقل البحري الاقتصادَ العالميَّ، حيث يشارك بتسعين في المئة -تقريبًا- من إجمالي التجارة، كما تشير التقديراتُ الصادرة عن غرفة الشحن الدولية إلى أنه يتم نقل حوالي 11 مليار طن من البضائع بواسطة السفن في كل عامٍ، مِن المواد الخام إلى المنتجات النهائية. على جانبٍ آخرَ، يُطلِقُ الشحن البحري العالمي ما يقارب 3٪ من إجمالي انبعاثات الكربون العالمية، وهي انبعاثات يمكن أنْ ترتفعَ مرَّةً أخرى -إذا لم يتم ضبطها- بمقدار النصف عند حلول عام 2050.
وفي هذا السياق، أظهر تقريرٌ جديدٌ أنَّ 33% من عمالقة صناعة النقل البحري لم يبذلوا أيَّ جهودٍ لخفض البصمة الكربونية والانتقالِ إلى الوقود الأخضر في إطار استراتيجية عام 2050، في حين كشفتْ دراسةٌ حديثةٌ -تتعلق بانتقال صناعة الشحن إلى أنواع وقود ذات كربون منخفض- عن أنَّ ثلثَ -تقريبًا- الشركات العاملة في هذه الصناعة الحيوية لا يمكنها تأكيد النوعَ الذي ستستخدمه سفنُها في العقود القادمة.
تباين التوجهات بين شركات النفل البحري
أجرى المركزُ العالميُّ لإزالة الكربون البحري، والمنتدى البحريُّ العالمي، ومركزُ ميرسك للشحن الخالي من الكربون – استطلاعًا بين عدد من شركات الشحن، التي تمتلك وتُشَغِّلُ أساطيلَ يشكل مجموعُها ما يقارب 20٪ من إجمالي صناعة الشحن العالمية.
وأوضح الاستطلاعُ أنَّ نسبةَ 46٪ من المشاركين قد قاموا فعليًّا بتشغيل برامج تجريبية تتضمن نوعًا واحدًا -أو أكثر- من أنواع الوقود ذي الكربون المنخفض، مثل وقود الديزل الحيوي، في حين أنَّ 35٪ منهم لمْ يتخذْ أيَّ إجراءٍ فيما يتعلق باستخدام الوقود الأكثر صداقةً للبيئة.
على جانبٍ آخرَ، أفاد 33٪ من المشاركين في الاستطلاع بأنه ليس لديهم فكرة محددة عن نوع الوقود الذي ستعمل به أساطيلهم بين عامَي 2030 و2050، في حين أنَّ 67٪ منهم قد أظهروا توقعات متباينة حول ما يتعلق بنوع الوقود المستخدم في المستقبل.
الضغط المتزايد على شركات النقل البحري
بينما يتوقع الخبراءُ أنْ تستخدم أساطيلُ النقل البحري -بحلول 2050- الأمونيا الخضراء والديزل الحيوي والوقود التقليدي بنسبة 16٪ لكلِّ واحدٍ مِن هذه الأنواع – فإنَّ الأمونيا الزرقاء، والغاز الطبيعي المُسال (LNG)، والميثانول الذي تنتجه مصادر الطاقة المتجددة، والميثانول الحيوي، والميثان الحيوي، والميثان الذي تنتجه مصادر الطاقة المتجددة؛ ربما تكون وقودَ هذه الأساطيلِ بنسبة تتراوح بين 6٪ و10% لكلٍّ منها.
وفقًا للمشاركينَ، تخطط شركاتُ الشحن لتوزيع الاستهلاك بين أنواع متعددة من الوقود، حيث يمكن أنْ تستخدمَ محركاتُ سُفُنِهَا هذه الأنواعَ بالتبادلِ، ومنها: الوقود الثقيل، وزيت الغاز البحري، وزيت الديزل البحري، والديزل الحيوي، والغاز الطبيعي المسال.
لن نبالغ إذا قلنا: إنَّ تحقيقَ قفزةٍ نحو الاعتماد على الوقود الأخضر في صناعة الشحن ربما سيتطلب عقودًا من الزمن، لكن أوضح مشاركو الاستطلاعِ ما الذي يمكن أنْ يتطلبه الأمرُ للتحول بهذه الصناعة إلى الوقود الأخضر بشكل أسرع، حيث حصروا هذا في أربعة عوامل، هي:
- توافر أنواع الوقود البديلة.
- تخفيض تكلفة الوقود البديل.
- استعداد العملاء لتحمل زيادة التكلفة.
- تعديلُ الإطارينِ التنظيمي والتشريعي.