ما الطاقة المتجددة؟
ما الطاقة المتجددة؟
تُعتبر مصادرُ الطاقة المتجددة أمرًا حيويًّا في عصرنا الحاليّ، فهي تعتمد علَى مصادرَ طبيعيةٍ مستدامة مثل الشمس والرياح والمياه، وتوفر بديلًا نظيفًا ومتجددًا عن الوقود التقليديّ؛ أي أنها مصادرُ ذات تأثير إيجابيّ في البيئة والمناخ، حيث تُقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراريّ، وتُحسن جودة الهواء، مما يحد من التلوث وتغيُّر المناخ.
بالإضافة إلى ذلك، تُتيح لنا تلك المصادرُ المتجددةُ الاستفادةَ من الطاقة بأساليبَ جديدةٍ وابتكاريةٍ، كما أنها تُعزز استقلالنا المحليّ في قطاع الطاقة، وتُخفض تكلفتها علَى المدى الطويل؛ لذا فإنَّ استخدامَ المصادر المتجددة يُعدُّ هدفًا مهمًّا لتحقيق تنمية مستدامة، والمحافظة علَى كوكبنا لنا وللأجيال القادمة. والسؤال التقليديّ هنا، هو: ما تعريف الطاقة المتجددة؟
تعريف الطاقة المتجددة
تُنتَجُ الطاقة المتجددة مِن مصادر طبيعية تتجدد بمعدل يتجاوز معدلَ استهلاكها، فأشعة الشمس -مثلًا- مصدر مِن المصادر التي تتجدد باستمرار. وتتميز هذه المصادر المتجددة بتوافرها في كل مكان حولنا، وعلَى خلافها نجد الوقودَ الأحفوريَّ -مثل الفحم والغاز- مصدرًا غير متجدد، ويستغرق تكوينه مئات الملايين من السنين، فضلًا عن أنه يتسب في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة كثاني أكسيد الكربون.
أمَّا انبعاثاتُ توليد الطاقة المتجددة، فهي أقل بكثير من تلك الطاقة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوريّ؛ ولهذا يُعتبر التحولُ من الوقود الأحفوريّ -الذي يُمثل حاليًّا الجزء الأكبر من الانبعاثات- إلى الطاقة المتجددة ضروريًّا في مواجهة أزمة المناخ. ليس هذا فحسب، وإنما يمكننا مواجهة مشكلات تنموية أخرى، فالطاقة المتجددة يمكنها أنْ تُتيح وظائفَ صديقةً للبيئة أكثر من ذي قبل، فضلًا عن تنوع مصادرها.
أهم مصادر الطاقة المتجددة
-
الطاقة الشمسية
الطاقة الشمسية أكثر مصادر الطاقة وفرةً، ويمكن توليدها حتى في الأيام الغائمة. وتستطيع تقنيات الطاقة الشمسية توفير الحرارة والتبريد والإضاءة الطبيعية والكهرباء والوقود لمجموعة من الاستخدامات، حيث تقوم هذه التقنيات بتحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية، سواء عبر الألواح الشمسية، أم عبر المرايا التي تتجمع فوقها أشعة الشمس.
وقد شهدت تكلفة تصنيع الألواح الشمسية تراجعًا كبيرًا في العقد الماضي، مما جعل الطاقة الشمسية متاحةً للجميع وبأقل تكلفة غالبًا، بالإضافة إلى أنَّه يمكن استخدام الألواح الشمسية مدةً تصل -تقريبًا- إلى 30 عامًا، وتختلف في جودتها اعتمادًا علَى نوع المواد المستخدَمة في تصنيعها.
-
طاقة الرياح
تكون الاستفادةُ من طاقة الرياح عن طريق حركة الرياح، فباستخدام توربينات كبيرة مثبتة علَى اليابسة أو في المياه العذبة أو البحر يمكننا استخراج طاقة مستدامة من الرياح. واستُخدمت طاقة الرياح منذ آلاف السنين، غير أنَّ تقنيات طاقة الرياح البرية والبحرية قد تطورت في السنوات الأخيرة، لتوليد كميات كبرى من الكهرباء باستخدام توربينات أكبر وأعمدة دوارة أكبر.
وبالرغم مِن تباين سرعة الرياح -بشكل كبير- حسب موقعها، فإنَّ الإمكاناتِ التقنيةَ العالميةَ لطاقة الرياح تفوق إنتاج الكهرباء علَى مستوى العالم كله، كما توجد قدرات تكنولوجية في معظم مناطق العالم، لتعزيز استخدام طاقة الرياح بشكل كبير.
لذا، هناك أماكن عديدة في العالم تتمتع بسرعات رياح قوية، وبالرغم من هذا فإنَّ أفضلَ مواقع توليد طاقة الرياح قد تكون -في بعض الأحيان- بعيدةً وصعبةَ الوصولِ إليها، ولكنها توفر قدرات هائلة لاستغلالها في قطاعات عديدة.
-
الطاقة الحرارية الجوفية
هي مصدر طاقة متجدد، موجود في باطن الأرض، حيث يُشكل هذا النوعَ من الطاقة النظيفة درجاتُ حرارة باطن الأرض. ويمكن لهذا النوع المتجدد من الطاقة أنْ يولد طاقةً كهربائيةً كافيةً لتغطية حاجَة العالم لمئاتٍ مِن الأعوام القادمة، سوى أنَّها ذات تكاليف إنشائية مرتفعة؛ وهذا بسبب استلزامها الحفر إلى أعماق بعيدة، فضلًا عن احتياج استخراجها إلى أنابيب كثيرة.
-
الطاقة الكهرومائية
تَستخدم الطاقةُ الكهرومائيةُ قوةَ تدفق المياه من المناطق الأعلى إلى المناطق الأدنى لتوليد الكهرباء، ويمكن أنْ تَتولد من خزانات المياه والأنهار. وتعتمد محطات تخزين الطاقة الكهرومائية علَى المياه المخزنة في الخزانات. وتُستخدم خزانات الطاقة الكهرومائية في أغراض عديدة، منها: توفير مياه الشرب والريّ – مكافحة الفيضانات والجفاف – توفير النقل المائيّ – إنتاج الطاقة الكهربائية؛ ولذا تُعَدُّ أكبر مصادر الطاقة المتجددة في قطاع الكهرباء.
في الخاتمة، نعود فنؤكد مدَى أهمية مصادر الطاقة المتجددة، فهي أمر حيويٌّ في عصرنا الحاليّ؛ لأنها معتمِدةٌ علَى مصادرَ طبيعيةٍ مستدامة مثل الشمس والرياح والمياه، وتوفر بديلًا نظيفًا عن أنواع الوقود الأحفوريّ، وتساهم في جعل عالمنا مستدامًا وأخضرَ؛ ومِن هنا تدعو مجلة حماة الأرض إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة؛ حتى نُحققَ أهدافَ التنمية المستدامة، ونحافظَ علَى كوكبنا لنا وللأجيال القادمة.