خطى مستدامة

ما المجاعة؟

المجاعة

إنَّ المجاعةَ أكثر كوارث الطبيعة تأثيرًا في الإنسان وبيئته؛ لأنها تتسبب في نقص إمدادات الغذاء والماء بصورة حادة، كما تؤدي إلى تفاقم الفقر والجوع. والمجاعةُ ظاهرة عالمية تؤثر في مناطق كثيرة حول العالم، بخاصة قارة إفريقيا، التي تُعتبر القارةَ الأشدَ تضررًا من هذه الظاهرة.

بسبب المجاعةِ تتدهور حالةُ الأفراد الصحية، ويرتفع معدل الوفيات، كما أنها تؤثر في الاقتصاد والتنمية الاجتماعية. وأمَّا عن العوامل التي تؤدي إلى حدوث مجاعات فمن بينها: الفقر، ونقص المياه النظيفة، والحروب والنزاعات، وتغيُّر المناخ.

تعريف المجاعة

المجاعةُ هي حالة شديدة من فقدان الأمن الغذائيّ، ونقص حاد في سلاسل إمداد الطعام، وهذا في بلد أو منطقة ما، حيث يؤدي هذا إلى ارتفاع معدل الوفيات ارتفاعًا ملحوظًا؛ بسبب عدم توفر الغذاء الكافي للسكان. وتُعرَّفُ المجاعةُ -أيضًا- علَى أنها قلة توفر الموارد الغذائية، التي تلبي احتياجات الناس. وهي واحدة من أقسى وأشد مشكلات العالم!

هذه الظاهرة مرتبطة -غالبًا- بالتوسع الإقليميّ، وانتشار الأوبئة، فعلَى مَرِّ التاريخ شهدت قاراتُ العالمِ مجاعاتٍ عديدةً، خاصةً في القرنينِ التاسع عشر والعشرين، حيث عانى جنوبُ شرق آسيا ووسط أوروبا -علَى سبيل المثال- ويلات هذه المجاعات، حيث ارتفعت معدلاتُ الوفيات بين شعوب هذه المناطق.

وفي القرن الواحد والعشرين يظل العالمُ كله -خاصةً إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى- مُهدَّدًا باحتمال حدوث مجاعات شديدة التأثير في حياة الإنسان فوق كوكب الأرض. وهنا -استنادًا إلى ما سبق- تدفعنا المقالة إلى التساؤل: هل ما زالت هناك مجاعاتٌ في العالم كما كانت في السابق، وما أسباب حدوث مثل هذه المجاعات؟

قد يخطر علَى بالك -عزيزي القارئ- أنَّ المجاعات أصبحت جزءًا من التاريخ! ولكن هذا غير صحيح؛ فإنَّ الملايين من البشر حول العالم -وفقًا لبيانات موقع الأمم المتحدة علَى شبكة الإنترنت- يواجهون في الوقت الحاليّ مستوياتٍ كارثيةً من الجوع.

أسباب المجاعات

تُعدُّ الحروبُ والصراعاتُ المسلحةُ أهمَّ أسبابِ حدوث المجاعةِ في مناطق مختلفة من العالم، فعندما يندلع الصراعُ وتشتد حدَّتُه يتفاقم مستوى الجوع، ويشتد تأثيره في السكان. ويتسبب الصراع -أيضًا- في تدمير البنية التحتية للمناطق المتضررة؛ مما يؤدي إلى تعطيل الإنتاج الزراعيّ، وتشريد السكان، وتدمير مصادر المياه والطاقة.

سببٌ آخرُ، هو الكوارثُ الطبيعيةُ، التي هي سببٌ رئيسيّ من أسباب حدوث المجاعةِ؛ فإنَّ البراكينَ والزلازلَ والأعاصيرَ أسبابٌ رئيسيةٌ في تدمير المناطق الزراعية وتشريد السكان؛ مما يؤدي إلى نقصِ الإمدادات الغذائية، وارتفاعِ أسعار الطعام. كما يمكن أنْ تؤثر هذه الكوارثُ في مصادر المياه والطاقة؛ مما يزيد من صعوبة توفير الغذاء للسكان المتضررين.

سوء التغذية ونقص الغذاء هما -أيضًا- أسباب رئيسية لحدوث المجاعةِ، حيث يعاني عديدٌ من سكان المناطق الفقيرة سوءَ التغذيةِ ونقصَ الغذاءِ؛ مما يجعلهم أكثر عرضةً للأمراض والجوع. وقد يكون هذا بسبب عوامل أخرى، مثل: تغيُّر المناخ، وتدهور البنية التحتية، ونقص الموارد الزراعية والاقتصادية.

تأثيرات المجاعات

تترتب على المجاعةِ تأثيرات سلبية جسيمة في الأفراد والمجتمعات، ففي حالة المجاعةِ يعاني الأفراد نقصًا شديدًا في الغذاء؛ مما يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعيّ، وزيادة فرص تعرض الجسم للأمراض والأوبئة.

وهذا بالإضافة إلى الآثار الصحية، حيث تؤثر المجاعةُ -أيضًا- في الاقتصاد والتنمية الاجتماعية؛ فعندما يعاني الأفراد نقصًا في الغذاء يصبحون غير قادرينَ على العمل بكفاءةٍ، ولا يستطيعون تحقيق إنتاجية عالية؛ وبالتالي يتراجع النموُّ الاقتصاديّ، وتضعُف الفرصُ الاقتصادية والتنموية في البلدان المتضررة، فضلًا عن ارتفاع مؤشرات البطالة بين السكان.

وتؤثر المجاعةُ -أيضًا- في التعليم والتنمية البشرية. ففي حالة المجاعةِ يتعرضِ الأطفالُ لنقص التغذية اللازمة لنموهم وتطورهم العقليّ والجسديّ؛ مما يؤثر في قدراتهم علَى التعلم والتفوق الأكاديميّ. كما يضطر عديدٌ من هؤلاء الأطفال إلى التوقف عن الدراسة ودخول مجال العمل؛ لمساعدة أُسرهم علَى البحث عن الغذاء والماء.

وهذا يؤدي إلى تفاقم مشكلة التعليم، فيتأثرَ الاستقرارُ الاجتماعيّ. وذلك كله بالإضافة إلى أنَّ نقصَ الغذاء ونضوبَ موارد المياه يؤديانِ إلى توترات وصراعات بين الدول؛ وبالتالي تقع الأزمات الإنسانية.

باختصار، تترتب على المجاعةِ تأثيرات سلبية في الصحة والاقتصاد والتنمية والتعليم والاستقرار الاجتماعيّ؛ ولذا يجب العمل على منع حدوث المجاعات، وتوفير الغذاء الكافي للجميع، وتعزيز الاستدامة الزراعية، وتحقيق التنمية المستدامة اقتصاديًّا واجتماعيًّا.

وفي الختام، نشير إلى أنَّ هذه المقالةَ خطوةٌ نحو تعزيز مفاهيم البيئة والتنمية، رغبةً من مجلة حماة الأرض في إلقاء الضوء علَى التحديات المهمة والمعقدة في هذا المجال البيئيّ والتنمويّ، وهذا من خلال أسلوب سهل واضح، يتيح للقراء -قراء حماة الأرض- فهمًا أعمق وتصورًا أوسع للمفاهيم ذات الصلة؛ حتى يشعروا بالمسئولية المجتمعية، ويساهموا في بناء مجتمع أكثر إنسانيةً واستدامةً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى