درع حماة الأرض

محاور كلمة الدكتورة نيفين القباج في الحفل الأول لدرع حماة الأرض

محاور كلمة الدكتورة نيفين القباج في الحفل الأول لدرع حماة الأرضمحاور كلمة الدكتورة نيفين القباج في الحفل الأول لدرع حماة الأرض

في الحفل الأول لـ”درع حماة الأرض“، الذي أُقيمَ لأجل تكريم المؤسسات -والأفراد- التي استوفتْ معاييرَ بيئيةً وحققتْ شروطًا تنمويةً معينةً – ألقَتِ الدكتورةُ/ نيفين القباج -وزيرة التضامن الاجتماعي- كلمةً طافتْ بها حول مسابقة “درع حماة الأرض” وأهميتها، تلك المسابقة التي أطلقتها مجلةُ “حُماة الأرض” برعاية وزارة التضامن الاجتماعي؛ مؤكِّدةً علَى قدرة المجتمع المدني ومؤسساته الأهلية علَى توجيه دفة الوعي، باعتباره شريكًا استراتيجيًّا في خُطط الدولة محليًّا وإقليميًّا.

وكان هذا في حضور عدد مِن المسئولين البرلمانيين، منهم: المستشار/ أحمد سعد الدين “وكيل أول مجلس النواب”، والمهندس/ أشرف رشاد “ممثل الأغلبية”، والنواب/ عماد حمودة، وحسام عوض، ومحمد الجبلاوي، وألفت المزلاوي؛ حيث أشادتِ الوزيرةُ في مطلع كلمتها بجهود السيدة الدكتورة/ ريهام فاروق “رئيسة مجلس إدارة مجلة حُماة الأرض”، معبرةً عن تقديرها لمَا تبذله من جهد في قضايا المجتمع المصري، بل أكَّدتْ وزيرةُ التضامن الاجتماعي أنَّ نَشَاطَ الدكتورة/ ريهام فاروق وشَغَفَهَا سيكون لهما أثرٌ إيجابي مستقبلًا، الأمر الذي سيدفع المجلةَ إلى ما هو أفضل.

درع حماة الأرض

وبقولها: «إنَّ الوقتَ يمضي، ويمضي بسرعة شديدة» أكدتِ القباجُ أنَّه من الواجب اتخاذ إجراءات سريعة وملموسة وفعَّالة؛ لحماية الأرض والبشر كافةً. ومن هنا، أوضحتْ أنَّ منطق التنمية المستدامة في وزارة التضامن الاجتماعي هو: ما سنخسره الآن لن نسترجعه مرَّةً أخرى؛ إذْ إنَّ آثارَ المناخ عابرةٌ للحدود المكانية والزمانية، وهذا سيؤثر تأثيرًا سلبيًّا في الأجيال القادمة، تلك الأجيال التي لمْ تساهم في هذه التأثيرات، وبالرغم من هذا فإنهم أكثر عرضةً لخطرها. ومِن هؤلاء الذين ليس لهم يد في التغيرات المناخية ويعانون في الوقت نفسه آثارهَا المدمرةَ: صغارُ المزارعين، الصيادون، عمال تدوير القمامة والمخلفات الطبية والإلكترونية.

وفي هذا السياق، تحدثتِ الدكتورةُ/ نيفين القباج عن مدَى هذه التأثيرات وحدودها، فهي ليستْ موجودةً في بلد دون آخر، وإنما طالتْ بلدان العالم كله، ومن ضمنها بلدنا الحبيب -مصر- خاصةً بعد التنبؤات التي تشير إلى ارتفاع معدلات درجات الحرارة، واشتداد العواصف الترابية علَى طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث ارتفعت درجة الحرارة السنوية أكثر من معدلها الطبيعي في السنوات الثلاثة الماضية، مع توقع بارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 30 سنتيمترًا بحلول عام 2050.

وعن هذه الآثار، استطردتِ القباجُ، قائلةً: «من المتوقع أيضًا أنْ يتأثرَ مناخُ التربةِ، وأنْ تضعفَ إنتاجيتُها، ومصر معرَّضة -أيضًا- لندرة المياه، وحدوث جفاف حادٍّ في المجتمعات الساحلية، وانخفاض الإنتاج الزراعي بنسبة تتراوح بين 8 إلى 47% بحلول عام 2060، وكذلك ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الأراضي الزراعية». ولم يكن قولُها هذا -حسب تصريحها- نظرةً سوداويةً، وإنما هي نظرةٌ واقعيةٌ لإعداد العُدة.

من جهةٍ أخرى، أبدتْ وزيرةُ التضامن الاجتماعي سعادتها بوجود شركات الاتصالات ضمن الفائزينَ بـ”درع حماة الأرض”؛ لما لها من أهمية في مجال تدوير المخلفات الصلبة والإلكترونية والطبية، لافتةً الانتباه إلى أنه يمكن استغلال مثل هذا الفرصة لتطوير هذا المجال من خلال هذه الشركات، ومن خلال مسئولياتها الاجتماعية؛ لتدوير المخلفات بصورة مستدامة.

وتعقيبًا علَى هذه الشركات ودورها جنبًا إلى جنب مع القطاع الحكومي – نوَّهتِ الدكتورة/ نيفين القباج بدور مجلة “حماة الأرض”، التي استطاعت عبر مسيرتها أنْ تُعيدَ بناءَ المفاهيم الخاصة بالعمل المجتمعي بيئيًّا وتنمويًّا، وأنْ تُعززَ الوعي بقضايا البيئة والتنمية. مشيرةً إلى محاورها الستة التي تسعى المجلةُ من خلالها إلى تمهيد الطريق المستدام، وتذليل العقبات أمام المجتمع ومؤسساته، مع النظر بعين الاعتبار إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمحافظة علَى البيئة بسلاسةٍ وفاعليَّةٍ، وتشجيع تحقيق الاستدامة عن طريق جائزة درع حماة الأرض.

ولأجل ذلك كله، تحدثتِ الوزيرةُ حول دور المجتمع المدني، حيث رأتْ أنَّ ثَمَّ عَلاقةً مباشرةً بين العدالة الاجتماعية والعدالة البيئية، وأنَّ دورَ الربط بينهما ليس مقصورًا علَى الحكومة ومؤسساتها فحسب، وإنما هو دور منوط بمنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الإعلام ووسائله والفن ورسائله؛ لأنَّ لهما مهارة في تطويع القضايا وتبسيطها للناس. وأضافتِ القباجُ إلى هذه القطاعات المجتمعية بعضَ مراكزِ المجتمع الأخرى، مثل: الأحزاب، والمبادرات، والحركات الاجتماعية كحركة الخضر وحركة السلام وحركة حقول السلام، والنشطاء، والمتطوعين؛ مشيرةً إلى القانون رقم (149) لسنة 2019، الذي يمنح هذه الحركات وتلك المبادرات صفتها القانونية، مثلما تستمد الجمعياتُ الأهليةُ صفتها القانونية منه.

درع حماة الأرض - الدكتورة نيفين القباج

ولتوضيح أهمية دور المجتمع المدني في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمحافظة علَى البيئة – ذكرتِ القباجُ كيف كان لمؤسسات المجتمع المدني دورٌ في مفاوضات المناخ الدولية في “إعلان ريو”، طبقًا للمواد المذكورة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، التي رأتْ أنَّ المجتمعَ المدنيَّ شريكٌ أساسيٌّ في التخفيف من مخاطر التغيرات المناخية وآثارها الحادة. أيضًا، ذكرتْ وزيرةُ التضامن الاجتماعي دورَ منظمات المجتمع المدني في “COP27” الذي عُقِد في مصر العام الماضي، حيث كان لهذه المنظمات نصيبٌ في المفاوضات وإسهامٌ في الحديث حول نصيب مصر من التمويل الدولي الموجَّه إلى قضايا المناخ والتنمية.

وأخيرًا وليس آخرًا، تحدثتِ الوزيرةُ في كلمتها حول الحلول التي يمكن أنْ تُعَالَجَ بها تلك التحديات المتعلقة بالعملينِ المناخيِّ والتنمويِّ، ومن هذه الحلول: اهتمام وزارة التضامن الاجتماعي بالجمعيات الأهلية التي تدرك قضايا التغيرات المناخية، تفعيل مؤشر الأداء البيئي؛ لقياس مدى تأثير مشروعات المجتمع المدني تأثيرًا إيجابيًّا، ودعم الصناعات الطبية، وتمويلات بنك ناصر الذي يمول وسائل النقل المستدام العاملة بالغاز الطبيعي، وكذلك دعم مشروعات التمكين الاقتصادي التي تساعد علَى التحول نحو استعمال الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى المشروعات التي تَحُدُّ من التغيرات المناخية وتُعززُ الآثارَ الإيجابيةَ الناتجةَ عن المشروعات التنموية والبيئية.

وفي ختام كلمتها في الحفل الأول لدرع حماة الأرض، هنَّأتِ الدكتورةُ/ نيفين القباج -وزيرة التضامن الاجتماعي- المؤسسات الفائزة بـ”درع حماة الأرض”، تلك المؤسسات التي نجحت في مؤشرات قياس الأداء البيئي والتنموي؛ وأكَّدتِ الوزيرةُ أنَّ هذا الحفل هو الأول، وسوف تكون هناك حفلات أخرى، لتكريم المؤسسات والأفراد في المجالات والقطاعات كافةً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى