نرمين شهاب الدين.. إنجازات مصرفية مستدامة

نرمين شهاب الدين.. إنجازات مصرفية مستدامة

في الأيام القليلة المقبلة سوف يحتفل العالم بـ”اليوم الدوليّ للمرأة”، الذي يوافق الثامن من مارس كل عامٍ، وفيه تسعى الأمم المتحدة واليونيسف والعالم كله إلى تسليط الضوء علَى دور المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ فهو يوم دوليّ تستعين به شعوبُ العالم علَى دعم استراتيجيات تمكين المرأة في كل مكان، وهو ما يجعل من خطوات تعزيز حقوقها -اجتماعيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا- ضمانًا لتنفيذ تطلعات وآمال شطر المجتمع.

هذا العام -عام 2024- هو العام الثاني علَى التوالي، الذي تشارك فيه حماةُ الأرض الاحتفالَ باليوم الدوليّ للمرأة، من خلال تسليط الضوء علَى إنجازاتِ سيداتٍ مصرياتٍ وعربياتٍ بارزاتٍ ورائداتٍ -عِلميًّا وعَمليًّا- في مجالاتهنَّ؛ لذا تصحبكم المجلةُ في الأيام القادمة عبْرَ رحلة -سلسلة مقالات اليوم الدوليّ للمرأة- معبِّرةٍ عن نماذج نسوية مُشرِّفة، أشرقتْ شمسُ مسيرتها المهنية في سماء مصر والعالم العربيّ، وهذا من خلال إنجازات ألهمتْ نساءَ العالمِ كله؛ ليكون تمكينهنَّ أسلوبَ حياة عادلة، وصورةً من صور تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

أمَّا عن بطلة هذا المقال فهي الأستاذة/ نرمين شهاب الدين “رئيسة التنمية المجتمعية في البنك الأهليّ المصريّ“، ومِن قبل كانت رئيسةَ التسويقِ في البنك، ثم نائبةَ المديرِ العامّ لمكتب رئيس مجلس إدارة البنك، بالإضافة إلى أنها كانت في عام 2000 مديرةً تنفيذيةً لمكتب نائب مُحافظ البنك المركزيّ المصريّ، وكذلك كانت مساعِدةً تنفيذيةً لرئيس الغرفة التجارية الأمريكية في مصرَ.

وفي هذه المناصب المصرفية القيادية كان للأستاذة/ نرمين شهاب الدين دورٌ بارزٌ في إرساء مبادئ التنمية المستدامة، وتعزيز ثقافة الاستدامة في المشروعات الخاصة بالبنك الأهليّ المصريّ، بالإضافة إلى دعم البيئة ومواردها، ومكافحة التغيُّرات المناخية.

وبهذه المسيرة التنموية والبيئية أصبحت عضوةً في عديدٍ من المجالس والمؤسسات التي تسعى إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ فهي عضوة لجنة التنمية المستدامة في اتحاد بنوك مصر، وعضوة مجلس أمناء مؤسسة البورصة المصرية للتنمية المستدامة، وعضوة مجلس البيئة في جامعة حلوان.

وهذه الجهود التنموية جاءت متوافقةً مع توجُّه مصر نحو الاقتصاد الأخضر، كما انعكست هذه الجهود في صورة أرقام تُبين مدى الجهد الذي تبذله الأستاذة/ نرمين شهاب الدين، حيث نجحت في إدارة محفظة التبرعات منذ توليها مسئولية التنمية المجتمعية في البنك الأهليّ المصريّ. وهي التبرعات التي كان مقدارها 121 مليون جنيه مصريّ في عام 2012، حتى أصبح هذا المبلغُ أكثر من 8 مليارات جنيه مصريّ.

أما عن مسيرتها العلمية التي كانت طريقًا نحو نجاحاتٍ وإنجازاتٍ مستدامةٍ، فكانت من خلال شهادة في التسويق الدوليّ من الجامعة الدولية الفرنسية “INSEAD” لإدارة الأعمال، ثم تخطيط وإدارة العلاقات العامة من مؤسسة “إنفورما الشرق الأوسط” في دبي.

هكذا صارتِ الأستاذةُ/ نرمين شهاب الدين خبيرةً في القطاع المصرفيّ لأكثر من 20 عامًا، حتى استطاعت تصميم وتطبيق عدة برامج، للاستفادة من اهتمام المصريين بوسائل التواصل الاجتماعيّ والأنشطة عبر الإنترنت.

ليس هذا فحسب، وإنما كانت للأستاذة/ نرمين شهاب الدين جهودٌ أخرى في تشجيع العملاء علَى الانضمام إلى النظام المصرفيّ، وبناء قاعدة عملاء البنك الأهليّ المصريّ. وهي الجهود التي شكلت بها صورةَ البنك داخل النظام الاقتصاديّ المصريّ، بما يتماشى مع الاستراتيجيات الوطنية.

وإلى جانب المسيرة المستدامة والكفاءة في إدارة موارد البنوك، فإنَّ الأستاذةَ/ نرمين شهاب الدين ذات خبراتٍ كبيرةٍ في تنظيم الحملات التسويقية والإعلانية المتطورة؛ لمواكبة عصر التكنولوجيا، كما نجحت في إطلاق عدة حملات إعلانية، مِن أشهرها: “قوم اطمن علَى فلوسك”؛ مساعَدةً علَى تشجيع العملاء للانضمام إلى المنظومة البنكية من منطلق الشمول الماليّ، وكذلك حملة: “مكانك مش هنا”؛ لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

لذا، كانت عضوةَ اللجنةِ التي شكلها البنكُ المركزيّ لإجراء البحوث التسويقية والحملات الإعلانية، لتشجيع المصريين في الخارج علَى تحويل مدخراتهم، من خلال حملة “تحويل الأموال – Remittance campaign”، ثم كانت عضوةً في لجنة التقييمات بالبنك المركزيّ المصريّ، التي تولت اختيار أفضل الأفكار الابتكارية للحملة الإعلانية الخاصة ببطاقة “ميزة”؛ تحقيقًا للتوجُّه الاستراتيجيّ للدولة في التحول نحو مجتمعٍ أقل اعتمادًا علَى النقد.

لقد كانت إنجازاتُ الأستاذة/ نرمين شهاب الدين في مجالات عديدة، وعلَى المستويينِ الوطنيّ والدوليّ، لتكون صاحبة أداء متميز في القطاع المصرفيّ المصريّ. وقد عزَّزَتْ هذا الأداءَ بكثيرٍ من المهارات التي شملت تخصصات كثيرة، كما أنها مشارِكة دائمة في عديدٍ من المؤتمرات العلمية وورش العمل في مصرَ، والوطن العربيّ، وأوروبا وآسيا.

ولهذه المسيرة المهنية والعلمية كرَّمتها جهاتٌ عديدةٌ، وفازت بجوائزَ كثيرةٍ تعكس مدى اهتمامها بتطوير القطاع المصرفيّ بما يتوافق مع استراتيجيات التنمية المستدامة، ومنها -علَى سبيل المثال- درع التميز الذهبيّ في المسئولية المجتمعية من مجلس المرأة العربية. واليوم تُكرمها مجلةُ حماة الأرض في اليوم الدوليّ للمرأة؛ فهي النموذج الأمثل والقدوة الحسنة لكل نساء العالم.