خطى مستدامة

مايا مرسي: التعاون بين العمل الإنساني والحماية الاجتماعية يحقق التنمية المستدامة

مايا مرسي

مايا مرسي: التعاون بين العمل الإنساني والحماية الاجتماعية يحقق التنمية المستدامة

في وقت تتشابك فيه الأزمات الإنسانية مع تحديات الحماية الاجتماعية، نجدُ وزارةَ التضامن الاجتماعي -بقيادة الدكتورة/ مايا مرسي- نموذجًا رائدًا في المزج بين الحس الإنساني والرؤية التنموية؛ فمن العمل الميداني إلى صياغة سياسات الحماية الاجتماعية تتحرك الوزارة ضمن منظومة متكاملة تستند إلى قيم العدالة والكرامة والمساواة، واضعة الإنسان في قلب عملية التنمية، ومحوِّلة الحماية الاجتماعية إلى استثمار طويل الأمد في رأس المال البشري.

هذا النهج الشامل تجسَّد خلال الأسبوع الماضي في سلسلة من الفعاليات واللقاءات من خلال ثلاثة ملفات تنوعت بين العمل المجتمعي داخل مصر، والتحرك الدبلوماسي الإنساني على الساحة الدولية، والمشاركة في المحافل العالمية المعنية بالتنمية المستدامة، وذلك ما تلقي مؤسسة حماة الأرض الضوءَ عليه في السطور القادمة؛ فتابعوا القراءة.

الملف الاجتماعي الداخلي

الأب القدوة

وأمَّا المحطة الأولى من جهود الدكتورة/ مايا مرسي “وزيرة التضامن الاجتماعي” في الأيام الماضية، فكانت حول احتفالية “الأب القدوة 2025″؛ من أجل تكريم النماذج الملهمة من الآباء الذين يمثلون قدوة في تربية الأبناء ودعم الأسرة المصرية. وخلال الاحتفالية كرمت الوزيرة عددًا من الشخصيات التي تركت أثرًا مجتمعيًّا بارزًا، كما شهد الحفل تكريم معلمين وآباء كافلين وآباء لأبناء من ذوي الإعاقة؛ تقديرًا لدورهم في بناء الأسرة المصرية.

وهناك أكدت الدكتورة/ مايا مرسي في كلمتها أنَّ الأب يمثل الركيزة الثانية للأسرة المصرية، وأنَّ التربية المتوازنة لا تقوم إلا بشراكة حقيقية بين الأب والأم، مشيرةً إلى أنَّ المبادرة تعزز مفهوم القدوة الإيجابية، وتعيد الاعتبار لقيم العطاء والمسئولية داخل الأسرة.

الأب القدوة

الملف الإنساني الدولي

قوافل زاد العزة

كذلك ترأست الدكتورة/ مايا مرسي “وزيرة التضامن الاجتماعي، ونائبة رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر المصري” اجتماعَ مجلس الإدارة بحضور الدكتور/ عادل العدوي “وزير الصحة الأسبق” وأعضاء المجلس؛ لمناقشة جهود الهلال الأحمر في دعم الأشقاء الفلسطينيين. وقد استعرض الاجتماع حزمة من المبادرات الإغاثية التي نفذها الهلال الأحمر المصري، منها قوافل “زاد العزة.. من مصر إلى غزة  التي بلغ عددها 62 قافلة حتى الآن، محملة بآلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية والوقود.

شهادات “المنقذ الصغير”

وعقب نهاية الاجتماع التقت الدكتورة/ مايا مرسي بمجموعة من الأطفال الفلسطينيين، الذين حصلوا على دورة المنقذ الصغير في الهلال الأحمر المصري، حيث تم تدريبهم على الإسعافات الأولية، وذلك بعد العمل على تقديم الدعم النفسي لهم؛ ولذا سلَّمت وزيرة التضامن الاجتماعي هؤلاء الأطفال الفلسطينيين شهادات اجتيازهم الدورة.

شهادات

الملف الدبلوماسي الإنساني

رئيس كولومبيا يزور الهلال الأحمر المصري

وفي زيارة وُصفت بأنها تاريخية استقبل الهلال الأحمر المصري الرئيس جوستافو بيترو” رئيس جمهورية كولومبيا، حيث رحبت الدكتورة/ مايا مرسي به، مؤكدة أنَّ زيارته تجسد القيم المشتركة بين مصر وكولومبيا في دعم الإنسان وصون كرامته. وفي ختام الزيارة قدمت وزيرة التضامن درع الإنسانية إلى الرئيس الكولومبي؛ تقديرًا لجهوده، قبل أنْ يقوم بنفسه بتعبئة سلة غذائية رمزية موجهة إلى الشعب الفلسطيني في غزة.

رئيس كولومبيا يزور الهلال الأحمر المصري

الملف الدولي التنموي

القمة العالمية للتنمية الاجتماعية بالدوحة

وعلى المستوى الإقليمي شاركت الدكتورة/ مايا مرسي “وزيرة التضامن الاجتماعي” في جلسة بعنوان: حماية الأسر في الحروب والنزاعات، وهذا ضمن فعاليات القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث استعرضت التجربة المصرية في الانتقال من الإغاثة القصيرة الأجل إلى برامج التعافي الطويل الأمد.

وقد أكدت الوزيرة أنَّ التحول من إدارة الأزمات إلى التعافي يتطلب تغييرًا جذريًّا في العقلية، موضحة أنَّ الإغاثة تُنقذ الأرواح، فيما يعيد التعافي بناء المجتمع والأسرة والاقتصاد المحلي. واختتمت الوزيرة مداخلتها بالتأكيد على أن التماسك الأسري هو نواة التعافي المجتمعي، وأنَّ مصر تواصل ربط برامج سبل العيش بالإرشاد الأسري لضمان استدامة التنمية الإنسانية.

القمة العالمية للتنمية الاجتماعية بالدوحة

التعاون في مجال التمكين

وعلى هامش فعاليات القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية عقدت الدكتورة/ مايا مرسي “وزيرة التضامن الاجتماعي” لقاءً ثنائيًّا مع السيدة/ سيما بحوث “وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة”، لبحث سبل التعاون في مجالَي التنمية الاجتماعية وتمكين المرأة.

ثم تناول اللقاء آفاق العمل المشترك بين الوزارة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، خاصة في مجال الاقتصاد الأخضر ومجال تمكين المرأة، إلى جانب مناقشة آليات تطوير برامج مشتركة تدعم المساواة بين الجنسين وتوفير فرص عمل لائقة للمرأة في مختلف القطاعات.

وأكدت الدكتورة/ مايا مرسي خلال اللقاء أنَّ الدولة المصرية تتبنى نهجًا شاملًا في تمكين المرأة من خلال البرامج الواقعية التي تدمج المرأة في خطط التنمية المستدامة، مشيرة إلى أنَّ المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التعاون الفني مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة؛ من أجل تعزيز الاقتصاد القائم على الرعاية الاجتماعية والعدالة الاقتصادية.

ركائز التنمية الاجتماعية

وأيضًا ضمن مشاركتها في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية بالدوحة حضرت الدكتورة/ مايا مرسي “وزيرة التضامن الاجتماعي” مائدة مستديرة رفيعة المستوى تحت عنوان: تعزيز الركائز الثلاث للتنمية الاجتماعية.. القضاء على الفقر، والعمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل اللائق للجميع، والإدماج الاجتماعي.

الإدماج الاجتماعي

وأوضحت الوزيرة في كلمتها أنَّ برامج الحماية الاجتماعية في مصر شهدت خلال العقود الثلاثة الماضية تطورًا كبيرًا، حيث تضاعفت الموازنات المخصصة لها إلى مستويات غير مسبوقة، ومن المتوقع أن تصل إلى 700 مليار جنيه مصري بحلول عام 2026.

العمالة الكاملة

ومن جهة أخرى ذكرت الدكتورة/ مايا مرسي أنَّ مصر أطلقت في عام 2015  مبادرة “عقد المساعدات الاجتماعية باعتباره أحد أهم البرامج الوطنية التي دعمت نحو 7.8 مليون أسرة خلال السنوات العشر الماضية، فيما يستفيد حاليًا 4.7  مليون أسرة من خدمات الدعم النقدي، وتشكل النساء 75% من إجمالي المستفيدين؛ مما يعزز من دورهنَّ الاقتصادي داخل الأسرة والمجتمع.

القضاء على الفقر

كما شددت الوزيرة على أن برنامج المساعدات الاجتماعية تحول إلى حق قانوني بموجب قانون الضمان الاجتماعي الجديد لعام 2025، مؤكدة أن الدولة تولي اهتمامًا بالغًا بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة التي تستهدف القضاء على أوجه الفقر المتعدد الأبعاد في أكثر من  4500 قرية يستفيد منها  58 مليون مواطن، من خلال تحسين الخدمات الأساسية والبنية التحتية ورفع مستوى المعيشة في الريف المصري.

ثم تطرقت الدكتورة/ مايا مرسي إلى جهود مصر في تطوير سياسات شاملة لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدة أنَّ مصر تعمل حاليًّا على صياغة إطار وطني شامل للحماية الاجتماعية؛ انطلاقًا من كونه أداة معاصرة للنمو المستدام والشامل، ويستند إلى البيانات والرقمنة، وتعزيز اقتصاد الرعاية، وربط الحماية بالتنمية، وتوفير العمل اللائق للجميع.

حياة كريمة للجميع

وفي السياق نفسه -ضمن فعاليات القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية– نظمت وزارة التضامن الاجتماعي فعالية مصرية رفيعة المستوى بعنوان: من كوبنهاجن إلى الدوحة وما بعدها.. بناء المرونة الاجتماعية من أجل التنمية الاجتماعية نحو حياة كريمة للجميع، وكان ذلك بمشاركة الدكتورة/ مايا مرسي “وزيرة التضامن الاجتماعي”، والدكتورة/ رانيا المشاط “وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي”، إلى جانب عدد من كبار مسئولي الأمم المتحدة.

حياة كريمة للجميع

وفي الختام، فإنَّ ما شهدته الأيام الماضية من جهود الدكتورة/ مايا مرسي “وزيرة التضامن الاجتماعي” يؤكد أنَّ الحماية الاجتماعية رؤية إنسانية شاملة تربط بين كرامة الفرد واستدامة التنمية؛ لأنَّ الدولة المصرية -بقيادتها الواعية- أصبحت تجمع بين التمكين الاقتصادي، والرعاية الاجتماعية، والعدالة الجندرية، والعمل الإنساني العابر للحدود.

وهكذا تتابع مؤسسة حماة الأرض جهود الدكتورة/ مايا مرسي، التي ترسِّخ مبدأ أنَّ التعاون بين العمل الإنساني والحماية الاجتماعية هو المفتاح الحقيقي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في رسالة تنطلق من مصر إلى العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى