من السخنة إلى مطروح.. انطلاق المرحلة التجريبية من القطار الكهربائي السريع

من السخنة إلى مطروح.. انطلاق المرحلة التجريبية من القطار الكهربائي السريع
يمثل القطار الكهربائي السريع صورة حضارية حديثة، وركيزة مهمة في تطوير البنية التحتية المستدامة؛ لأنه يعزز من جهود الربط المستدام بين المدن والمناطق السياحية المختلفة، ويدعم الابتكار الصناعي، ويوفر فرص عمل لائقة، فضلًا عن إسهامه في بناء مدن ومجتمعات محلية مستدامة وفعالة اجتماعيًّا واقتصاديًّا وبيئيًّا على المدى الطويل.
وانطلاقًا من هذه الأهمية دخل القطار الكهربائي السريع في مصر مرحلة تاريخية مع انطلاق التشغيل التجريبي للخط الأول -الخط الأخضر- الذي يربط العين السخنة بالعلمين مرورًا بمطروح. وكان ذلك في حضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور/ مصطفى مدبولي، والفريق مهندس/ كامل الوزير “نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، ووزير الصناعة والنقل”.
وإيمانًا من مؤسسة حماة الأرض بما تعمل على تحقيقه المشروعات القومية -ضمن رؤية مصر 2030- تُبرز أهمية القطار الكهربائي السريع بوصفه أداة استراتيجية لتحقيق أهداف التنمية الشاملة، وبما يعزز التوازن بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في مصر؛ فتابعوا القراءة.
خطوات القطار الكهربائي السريع
في هذا الحدث التاريخي شهدت مصر تحرك القطار الكهربائي السريع على المسار الأول، معلنًا بداية مرحلة جديدة في منظومة النقل المصري، ضمن جهود تطوير البنية التحتية، وتيسير التنقل بين المدن الكبرى والمناطق الصناعية والسياحية، مع تقديم نموذج عملي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر ربط المدن والمجتمعات المحلية وتعزيز الهياكل الأساسية.
وكان انطلاق المرحلة التجريبية من القطار الكهربائي السريع ضمن جولة في معرض ومؤتمر النقل الذكي واللوجيستيات والصناعة “TRANS MEA”، حيث تأكد حجم الاستثمارات والابتكارات التي تبذلها الحكومة المصرية لتعزيز النقل المستدام، وربط القطارات الكهربائية بالبنية اللوجستية والصناعية والسياحية، بما يجعل كل خطوة في هذا المشروع الوطني جزءًا من رؤية شاملة للتنمية المستدامة، وتشجيعًا على الابتكار ودعم الصناعة المحلية في مصر.
ملحمة مصرية مستدامة
خلال فعاليات معرض ومؤتمر النقل الذكي واللوجيستيات والصناعة تفقد رئيس الوزراء ووزير النقل والصناعة القطار الكهربائي السريع من طراز «فيلارو» المعروض في الساحة الخارجية، وأعطيَا إشارة بدء التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى، حيث شهد الحضور تحرك القطار الإقليمي على المسار المخصص.
وبذلك بدأت مرحلة التشغيل التجريبي لهذا المشروع الضخم –القطار الكهربائي السريع– الذي يمثل علامة فارقة في قطاع النقل والمواصلات في مصر، وهناك أكَّد الفريق مهندس/ كامل الوزير “نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، ووزير الصناعة والنقل” أنَّ المشروع يُعد ملحمة وطنية تُنفَّذُ على أرض مصر بمشاركة المهندسين والعمال المصريين، ويتيح تغطية شاملة للشبكة الوطنية، وهي شبكة تشمل المناطق العمرانية والصناعية الجديدة والقائمة.
وأضاف “نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، ووزير الصناعة والنقل” أنَّ ذلك يشمل -أيضًا- المناطق السياحية والثقافية والدينية والشاطئية، مع ربط المناطق الزراعية بمحاور لوجستية تربط شمال مصر وجنوبها بالموانئ ومراكز التصدير. ومن خلال هذا الربط المتكامل يسهم القطار في تعزيز الصناعة، ودعم الابتكار في قطاع النقل، وتطوير الهياكل الأساسية، وتحقيق أهداف المدن والمجتمعات المحلية المستدامة.
قدرة الصناعة المحلية
ولم يكن انطلاقُ القطار الكهربائي السريع الحدثَ الوحيدَ في إطار توطين الصناعة؛ فقد تفقَّد رئيس الوزراء -ضمن جولته في معرض ترانس ميا– أتوبيسات ومهمات سكك حديدية ووحدات بحرية مصرية الصنع، تعكس قدرة الصناعة المحلية على إنتاج وسائل نقل متقدمة، ودعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز كفاءات المهندسين والعمال المصريين في القطاعين البحري والبري؛ وهو ما يترجم أهداف التنمية المستدامة في أرض الواقع من خلال الابتكار والتصنيع المحلي والمجتمعات المستدامة.
كما شملت الجولة أجنحة المعرض المختلفة للشركات المحلية والعالمية المشاركة، حيث تم استعراض فرص التعاون في مشروعات النقل المختلفة، وتوطين الصناعات، بما يضمن زيادة الإنتاج المحلي، وتوفير فرص الاستثمار، وتحقيق التكامل بين الصناعة والنقل والخدمات اللوجستية، إضافةً إلى دعم السياحة والثقافة والمشروعات الزراعية والصناعية في جميع أنحاء الجمهورية، مع مراعاة استدامة المدن والمجتمعات المحلية.
ومن خلال ما سبق تجد مؤسسة حماة الأرض أنَّ بدء تحرك القطار الكهربائي السريع على مسار “السخنة – العلمين – مطروح” يشكل خطوة استراتيجية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر، مع الحد من الانبعاثات البيئية، وتعزيز الربط المستدام بين المحافظات والمناطق الحيوية.
وإنَّ مشاركة الكوادر المصرية في تصنيع وتشغيل هذا المشروع العملاق تُبرز قدرة مصر على تنفيذ مشروعات ضخمة محليًّا، وتوطين الصناعة، وتحقيق التكامل بين مختلف وسائل النقل، بما يسهم في الابتكار، وتطوير الهياكل الأساسية، ودعم المدن والمجتمعات المحلية المستدامة.






