عظماء في تاريخ العلوم.. ماذا تعرفون عن البازلاء وأشعة جاما وفيتامين سي؟
عظماء في تاريخ العلوم.. ماذا تعرفون عن البازلاء وأشعة جاما وفيتامين سي؟
يحفل تاريخُ العلومِ بعدد كبير من العظماء في مجالات عديدة بين الحقب الزمنية المختلفة. من هنا نسلط معكم الضوءَ على ثلاثة من أبرز العلماء الذين قدموا بالعلم إنجازاتٍ رائدةً ومستدامةً.
20 يوليو 1822: جريجور مندل
«جريجور يوهان مندل» هو رائد في علم الوراثة، حيث تُعتبر تجاربه مع نبات البازلاء الأساسَ الذي بُنيت عليه مفاهيم الوراثة الحديثة. ومن خلال مراقبته لخصائص مثل اللون والطول، تمكن «مندل» من تحديد كيفية انتقال الصفات من جيلٍ إلى آخرَ؛ فتطورت قوانين الوراثة المعروفة بقوانين مندل.
عمل «مندل» على تنظيم تجاربه بطريقة منهجية، حيث سجَّل النتائجَ بدقةٍ، ثم حللها تحليلًا رياضيًّا؛ فاستطاع بهذا تحديد نسبة ظهور الصفات المختلفة. وهذا النهج العلميّ ساعد علَى تأسيس قواعد علمية لفهم الوراثة، وأسهم في تطوير الأبحاث المستقبلية في هذا المجال.
على الرغم من أنه لم يُعترف بإنجازات «مندل» في حياته، فإنَّ تأثيرها كان عميقًا بعد وفاته؛ ففي أوائل القرن العشرين أُعيد اكتشافُ أعماله، وأصبحت حجرَ الزاوية في البيولوجيا الجزيئية والوراثة.
30 أغسطس 1871: إرنست رذرفورد
إنه العالم النيوزيلنديّ ومؤسس علم الفيزياء النووية «إرنست رذرفورد»، الذي اكتشف نواة الذرة، حين أجرى تجربته المشهورة باستخدام رقائق الذهب وأشعة ألفا. وقد أدت نتائج هذه التجربة إلى استنتاج أنَّ معظم كتلة الذرة مركزة في نواة صغيرة؛ مما غيَّر الفهم السائد عن التركيب الذريّ في ذلك الوقت.
ومِن بين إنجازات «رذرفورد» المهمة: تطوير نموذج رذرفورد للذرة، الذي يُعتبر أساسًا للنماذج اللاحقة. هذا الاكتشاف ساعد على توضيح كيفية تفاعل الذرات مع بعضها بعضًا، وحينها صار فهمنا للتركيب الذريّ والتفاعلات الكيميائية أعمقَ.
لقد قام «رذرفورد» -بالإضافة إلى عمله في الفيزياء النووية- بدراسات مهمة حول النشاط الإشعاعيّ، فساهم في تصنيف أنواع الإشعاعات إلى ألفا وبيتا وجاما؛ لذا حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1908، تقديرًا لجهوده في هذا المجال.
16 سبتمبر 1893: ألبرت ناجيرابولت
إنَّ «ألبرت ناجيرابولت» عالم مجريّ شهير، قادته رحلته العلمية إلى جامعة بودابست، حيث تخرج عام 1917؛ فحصل على شهادة الطب، وبعدها راح يَنْهلُ مِن العِلم في جامعة كامبريدج، ليحصل على درجة الدكتوراة في علم وظائف الأعضاء عامَ 1927. وبرز «ناجيرابولت» على مسرح العلم عامَ 1932 بعد اكتشافه المذهل لفيتامين سي (حمض الأسكوربيك)، وبفضل هذا الإنجاز العظيم حظِي بتكريم عالميّ، ونال جائزةَ نوبل في الطب عامَ 1937.
لم تتوقف رحلة «ناجيرابولت» عند اكتشاف فيتامين سي، وإنما واصل جهوده ليُقدم إلى العالم مزيدًا من الاكتشافات المهمة، حيث استطاع أنْ يكتشف مكونات حمض الستريك وتفاعلاته؛ مساهمًا بهذا في فهم دورة كريبس، وهي عملية حيوية لإنتاج الطاقة في الخلايا. وأجرى أبحاثًا في علم وظائف الأعضاء، مُسلِّطًا الضوء على آليات عمل الكلى والعضلات بشكل أفضل.





