عظماء في تاريخ العلوم.. من الهيدرولوجيا وميكانيكا الكم إلى الآلة الحاسبة

عظماء في تاريخ العلوم.. من الهيدرولوجيا وميكانيكا الكم إلى الآلة الحاسبة
يحفل تاريخ العلوم بعدد كبير من العظماء في مجالات عديدة بين الحقب الزمنية المختلفة. ومن هنا نسلط معكم الضوء على ثلاثة من أبرز العلماء الذين قدموا بالعلم إنجازات رائدة ومستدامة.
14 إبريل 1452: ليوناردو دافينشي
كان “ليوناردو دافنشي” إنسانًا متعدد الاهتمامات من الفن إلى العلوم والهندسة؛ فبلوحاته الخالدة -مثل الموناليزا والعشاء الأخير- سجل “دافنشي” آلاف الصفحات من الملاحظات والرسومات في دفاتره، التي تناولت موضوعات متشعبة كالتشريح البشري، والهندسة، والجيولوجيا، والبصريات، والهيدرولوجيا، والفلك.
وأمَّا اختراعاته فقد رسم “دافنشي” تصاميمَ متقدمةً لآلات لم تتحقق في عصره، مثل آلات الطيران (المروحة الطائرة)، والدبابات، والمنطاد، والمضخات الهيدروليكية، والرافعات، وكذلك كان لديه تصور لأسس العمارة والخرائط. وبهذه الرؤية المتكاملة بين الفن والعلم أسهم “ليوناردو دافنشي” في توسيع آفاق العلم والهندسة، ووضع اللبنات الأولى للنهضة المعرفية التي عمَّرت الأرض.
11 مايو 1918: ريتشارد فيليبس
في العلم الحديث يُعد “ريتشارد فيليبس فاينمان” أحد أبرز الفيزيائيين وأكثرهم تأثيرًا في القرن العشرين، حيث تميَّزت أعماله الأساسية في مجالات ميكانيكا الكم والإلكتروديناميكا الكمية (الكمية نسبة إلى ميكانيكا الكم التي تدرس سلوك الجسيمات على المستوى الذري)، فهو الذي عمل على صياغة ما يُسمَّى بمسارات التكامل (Path Integral Formulation) التي طوّرت فهمنا لطبيعة الجسيمات الدقيقة، وبهذا استحق جائزة نوبل في الفيزياء عام 1965.
وكذلك كان ريتشارد فيليبس من روّاد الفكر المبكر لحواسيب الكم؛ إذْ اقترح في أوائل الثمانينيات استخدام الظواهر الكمية لمحاكاة الأنظمة المعقدة، وهو ما شكّل حجر الأساس لحقل الحوسبة الكمومية. وكل تلك الإنجازات أسهمت في تقدم البشرية نحو تقنيات النانو والعلوم الكمية.
19 يونيو 1912: بليز باسكال
كان “بليز باسكال” فيزيائيًّا ورياضيًّا وفيلسوفًا فرنسيًّا، وهو صاحب “قانون باسكال”، الذي يوضح كيفية انتقال السوائل في الأوعية المغلقة بالتساوي في جميع الاتجاهات. كما أثبت “باسكال” أنَّ للهواء وزنًا وأن ضغط الهواء يمكن أنْ يُنتج فراغًا؛ مما أزال الشكوك حول وجود الفراغ في الكون.
وفي علم الرياضيات يُعد اختراع الآلة الحاسبة أبرز إنجازات “باسكال”، وقد كانت طفرة تقنية في حينها، وهذا إلى جانب اهتمامه بخصائص السلاسل العددية الصحيحة وبالترتيب العددي والأعداد الطبيعية والأعداد المثلثية. وأمَّا في الهندسة -تحديدًا مجال الهندسة الإسقاطية والمخروطيات- اكتسبت إسهاماته أهمية كبرى في القرن التاسع عشر.
وهكذا، نكون قد استعرضنا ثلاث محطات فارقة في مسيرة العلم والإنسانية، وهي محطات جسّدها ثلاثة من عباقرة العالم الذين أصبحوا بتلك الإسهامات حماة الأرض وحراس الحياة جيلًا بعد جيل.




