المؤتمر العالمي الثاني للمياه والطاقة وتغير المناخ.. شراكات لاستدامة الموارد
المؤتمر العالمي الثاني للمياه والطاقة وتغير المناخ.. شراكات لاستدامة الموارد
اليوم -مع ما يعيشه العالم من تحديات كثيرة مثل تحديات الطاقة وتغير المناخ- لا تجد الشعوب طريقًا أقصر إلى تحقيق السلام العادل بين الإنسان والطبيعة إلَّا من خلال أهداف التنمية المستدامة؛ فهي إطار شامل يقوم بربط القضايا الاجتماعية بقضايا الاقتصاد والبيئة في منظومة واحدة.
وتأتي هذه الأهداف السبعة عشر لتؤكد أنَّ التحديات العالمية -من تغير المناخ إلى ندرة الموارد- لا يمكن مواجهتها إلا بحلول متكاملة تُراعي حقوق الإنسان، وتُشْرِكُ الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص معًا في بناء عالم أكثر استدامةً للأجيال الحالية والقادمة.
وعلى ذلك تتابع حماة الأرض في السطور القادمة أبرزَ التحركات العالمية في مجال مكافحة التغيرات المناخية، وهذا من خلال فعاليات المؤتمر العالمي الثاني للمياه والطاقة وتغير المناخ، المنعقد في دولة البحرين، في حضور عدد من الشركاء الدوليين؛ فتابعوا القراءة.
المؤتمر العالمي الثاني للمياه والطاقة وتغير المناخ
أمس -الثلاثاء- انطلقت فعاليات المؤتمر العالمي الثاني للمياه والطاقة وتغير المناخ، بمشاركة واسعة من قادة الحكومات وخبراء الطاقة والمياه ومؤسسات التمويل الدولية. ويُنظَّمُ هذا المؤتمرُ تحت رعاية صاحب السمو الشيخ/ خالد بن عبد الله آل خليفة “نائب رئيس مجلس وزراء مملكة البحرين”، وبرئاسة الدكتور/ محمد بن مبارك بن دينه “وزير النفط والبيئة، والمبعوث الخاص لشئون المناخ بمملكة البحرين”.
محاور المؤتمر
تقوم محاور المؤتمر العالمي الثاني للمياه والطاقة وتغير المناخ -الذي جاء بمشاركة برنامج الأمم المتحدة للبيئة– على قضايا الإدارة المستدامة للموارد المائية، وأمن الطاقة، مع مناقشة موضوع التوسع في الطاقة المتجددة، وهذا بوصفها خيارًا استراتيجيًّا لمواجهة آثار تغير المناخ، وتقليل الضغط على الموارد المائية.
اليوم الأول: تحديات المناخ
ومِن هنا شهد اليوم الأول كلمات افتتاحية لعدد من المتحدثين العالميين، من بينهم الدكتور/ محمد بن مبارك بن دينه، إضافةً إلى خبراء من البنك الدولي ووكالة الطاقة الدولية.
كما شهد اليوم الأول من المؤتمر العالمي الثاني للمياه والطاقة وتغير المناخ حضورًا بارزًا للدكتور/ هاني سويلم “وزير الموارد المائية والري”، حيث عرض التجارب المصرية في مشروعات الري الحديث، وتحلية المياه بالطاقة الشمسية، وتقنيات إعادة الاستخدام، كما دعا إلى تعزيز الشراكات الإقليمية؛ لدعم مشروعات البنية التحتية الخضراء، وربط قضايا المياه بالأمن القومي وخطط التنمية المستدامة.
وعلى نحوٍ تفصيلي تمحورت مناقشات اليوم من المؤتمر حول التحديات المترابطة بين الطاقة والمياه، مع عرض دراسات حالة من دول تعتمد على الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية؛ دعوةً إلى تقليل الانبعاثات، وسعيًا إلى خفض استهلاك المياه.
اليوم الثاني: قضايا الطاقة المتجددة
وشهدت جلسات اليوم -الأربعاء 10 سبتمبر- حضورًا مكثفًا، ابتدأ بكلمة رئيسية تحت عنوان “تعزيز الشراكات العالمية: دفع العمل الجماعي نحو الاستدامة”، وهي كلمة ألقاها نائب رئيس بروتوكول انبعاثات غازات الدفيئة في المبادرة العالمية المعنية بوضع المعايير المحاسبية والإبلاغ عن انبعاثات الغازات الدفيئة “أوفيس سارماد”، والذي أبرز أهميةَ التعاون بين القطاعينِ العام والخاص تحت مظلة دولية؛ حتى يمكننا تحقيق أهداف الاستدامة المشتركة.
بعد ذلك، أُقيمت جلسة موسعة حول الشراكات العالمية، وقد جمعت قادة من الحكومة والصناعة ومنظمات دولية، أبرزهم السيد/ أحمد عجب نور مِن مجلس الاستدامة السعودي، وكذلك شارك فيها كلٌّ مِن: “كريس ويليامز” من شبكة المياه الآمنة، و”لورين لوكي” من جمعيةCaribbean Water and Wastewater Association” ” (جمعية إقليمية غير حكومية في جمهورية ترينيداد وتوباجو)، و”سبيروس كوفليس” من مشروع التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج.
وهناك ناقشوا جميعًا سُبل تشكيل شراكات فعَّالة وعابرة للحدود، وقادرة على الإسهام في تحقيق الهدف رقم (17) من أهداف التنمية المستدامة: تعزيز الشراكات لتحقيق الأهداف، وغيره من الأهداف ذات الصلة.
كما جرى عقد جلسات فنية متوازية، أولها تناول موضوع “أنظمة معالجة المياه الذكية: الذكاء الاصطناعي والأتمتة وإعادة الاستخدام”، بمشاركة خبراء من كبرى الشركات العالمية، وكذلك عُقد منتدى “جسر الهيدروجين: منظور الخليج – الاتحاد الأوروبي”، حيث استعرض المتحدثون المنظور التقني والتنظيمي والفرص الاستثمارية لتطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر.
اليوم الثالث: عقد الشراكات
من المقرر أيضًا أنْ تتناول جلسات الغد مناقشات تمويلية موسعة لآليات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وإطلاق مبادرات للتعاون الإقليمي في مشروعات البنية التحتية الخضراء.
وهناك سوف تتجه الأنظار إلى ختامٍ نوعيّ يُبرز تلاقي الأفكار مع المبادرات العملية؛ إذْ مِن المنتظر أنْ يشهد المؤتمر غدًا انعقادَ منتدى الشباب، الذي يتيح للجيل الجديد عرض ابتكاراته في مجالات المياه والطاقة والمناخ.
وذلك إلى جانب ورش عمل متخصصة تركز على الاعتمادات الكربونية وآليات تنفيذ اتفاقية باريس. كما يتخلل البرنامج حفل توزيع جوائز مسابقة “Green Guardians Hackathon“، التي تنافست فيها فِرق شبابية على تقديم حلول مبتكرة لمشكلات الموارد.
ختامًا، فإنَّ انعقاد المؤتمر الثاني العالمي للمياه والطاقة وتغير المناخ يعكس إدراكًا عالميًّا بأنَّ مواجهة التغيرات المناخية لم تعد ترفًا فكريًّا، بل ضرورة استراتيجية تتقاطع فيها التنمية الاقتصادية مع حماية الموارد الطبيعية، وهنا يبرز دور مصر من خلالها التزامها بالحلول الإقليمية والعالمية، عبر ربط خبراتها المحلية بالحوار الدولي.
ومن هذا المنطلق، تسعى مؤسسة حماة الأرض إلى نقل هذه الفعاليات من أروقة المؤتمرات إلى وعي الجمهور، عبر دورها التوعوي والإخباري الذي يربط بين البعدين المحلي والعالمي؛ لأننا جميعًا شركاء في بناء مستقبل مستدام.