السيسي وبوتين يوقعان اتفاقية شراء الوقود النووي لمحطة الضبعة

السيسي وبوتين يوقعان اتفاقية شراء الوقود النووي لمحطة الضبعة
تُعد محطة الضبعة النووية المشروع المصري الأول من نوعه لإنتاج الطاقة النووية، وهي التي جرى تنفيذها في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح، وذلك على بُعد يقارب 289 كيلومترًا إلى الشمال الغربي من القاهرة.
وتضم المحطة أربع وحدات من مفاعلات VVER-1200 الحديثة، وهو ما يمنح مصر مكانة فريدة في المنطقة بوصفها الدولة الوحيدة التي تمتلك مفاعلات من الجيل الثالث المتطور، والمعروف بكفاءته وارتفاع معايير أمانه.
وتعود بداية المشروع إلى عام 2015 حين أبرمت مصر وروسيا اتفاقًا مبدئيًّا يقضي بإنشاء وتمويل أول محطة نووية لإنتاج الكهرباء في مصر، ثم شهد عام 2017 خطوة محورية بتوقيع العقود التنفيذية لبناء الوحدات الأربعة، وذلك خلال مراسم رسمية حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين؛ ليبدأ بذلك فصل جديد في التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مجال الطاقة.
لذلك تسلط مؤسسة حماة الأرض الضوء في هذا المقال على حدث تاريخي يضاف إلى مشروع محطة الضبعة النووية، ويجعل منه واقعًا ملموسًا بعد أعوام من البناء والتجهيز؛ فتابعوا القراءة.
مراحل المشروع والجدول الزمني
إنَّ مشروع محطة الضبعة النووية يمضي بخطوات متتابعة ومدروسة، وهي خطوات تعكس حجم التخطيط ومدى الدقة التي يتطلبها إنشاء أول محطة نووية لإنتاج الكهرباء في مصر. ومما يوضح ذلك مراحلُ المشروع التي ستشكل معًا خريطة طريق واضحة للوصول إلى تشغيل المحطة تشغيلًا كاملًا في الأعوام المقبلة.
وفيما يأتي أبرز محطات هذا المسار الزمني بصورة تفصيلية:
- بدأت المرحلة الأولى بتوقيع الاتفاق الحكومي بين مصر وروسيا في نوفمبر 2015، تلاها توقيع العقود التنفيذية في ديسمبر 2017.
- ثم جاءت أعمال صب الخرسانة الأولى للوحدات الأربعة للمحطة بين عامي 2022 و2024.
- في أكتوبر 2025 تم تسليم أول وعاء ضغط للوحدة الأولى إلى موقع البناء، وحددت شركة “روساتوم” تركيب الوعاء في منتصف نوفمبر 2025.
- ويُتوقَّع بدء تشغيل الوحدة الأولى عمليًّا في النصف الثاني من عام 2028، فيما تُستكمل بقية الوحدات الثلاثة بحلول عام 2029.
اتفاقية محطة الضبعة النووية
واليوم -19 نوفمبر 2025- تحدث الرئيس السيسي والرئيس بوتين -عبر تقنية ا لفيديو كونفرانس- وشاركَا عن بُعدٍ في إجراءات تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى في المحطة.
وذلك بالإضافة إلى توقيع أمر شراء الوقود النووي؛ من أجل تشغيل محطة الضبعة النووية بصورة تجريبية، ضمن اتفاقية شراء تاريخية بين مصر وروسيا، وهو ما يؤكد جاهزية محطة الضبعة لمرحلة الاختبارات التشغيلية القادمة.
التعاون المصري الروسي
وحسب تصريح السفير/ محمد الشناوي “المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية”، فإنَّ هذه الفعالية تتزامن مع احتفال مصر بالعيد السنوي الخامس للطاقة النووية (19 نوفمبر)؛ إحياءً لذكرى توقيع الاتفاقية الحكومية مع روسيا لبناء محطة الضبعة النووية.
وكذلك أوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أنَّ مشاركة الرئيسين في هذه المناسبة تُجسِّد عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وامتداد التعاون المشترك في مشروعات التنمية العملاقة، بدءًا من السد العالي في ستينيات القرن الماضي، ووصولًا إلى المشروع النووي الحالي.
ومما سبق يتضح أنَّ محطة الضبعة النووية تأتي ضمن مشروعات البنية التحتية التي تستهدف تحقيق الاكتفاء من الطاقة، وذلك من خلال تمويل روسي، فضلًا عن الدعم الروسي في مجال التدريب الفني وإدارة دورة الوقود النووي كلها، من توريد الوقود اللازم إلى إدارة الوقود المستنفد، ثم تخزينه تخزينًا آمنًا.
أهمية وعاء الضغط والوقود النووي
أمَّا عن المكون الرئيسي لوحدة توليد الطاقة النووية وهو وعاء الضغط الذي سيتم تركيبه اليوم، فهو المكون الأساسي للمفاعل النووي في محطة الضبعة، ليكون تركيب هذا الوعاء -يزن حوالي 330 طنًّا وطوله نحو 13 مترًا- علامةً فارقةً في تاريخ بناء المحطة؛ فهو يمثل الانتقال من مرحلة الإنشاء المدني إلى مرحلة التجميع الميكانيكي للمفاعل.
معايير الأمان في الصدارة
وحول معايير الأمان النووي أكدت مصر -ممثلة في وزارة الكهرباء- التزامَ محطة الضبعة النووية بأعلى معايير الأمان؛ فقد أشارت وزارة الكهرباء إلى أنَّ تكنولوجيا المفاعلات (VVER-1200) المستخدمة في الضبعة مصممة وفق أعلى مستويات الأمان العالمية مع أنظمة أمان متعددة تمنع التسرب الإشعاعي.
إذنْ، يشكل هذا الحدث خطوة رئيسية في مسار البرنامج النووي المصري السلمي، بعد أنْ كان طموحًا مصريًّا منذ عقود، وقد أصبح هذا الطموح واقعًا بفضل الجهود السياسية والفنية الراهنة، وذلك من خلال محطة نووية لتأمين الطاقة.
وبهذا الإطلاق الجديد تقترب مصر من تحقيق هدفها المتمثل في تنويع مزيج الطاقة الوطني، وتعزيز أمن إمداداتها الكهربائية، حيث يُتوقَّع أنْ تغطي محطة الضبعة النووية نحو 10% من استهلاك الكهرباء بحلول عام 2030.
وعلى ذلك تؤكد مؤسسة حماة الأرض أنَّ محطة الضبعة النووية مشروع استراتيجي طويل المدى، ويُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ودعم أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، ويوسع نطاق التنمية في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، ويمهد حقبةً جديدةً في قطاع الطاقة من خلال المعرفة والتكنولوجيا؛ فلقد أثبت العالم أنَّ الطاقة النووية هي خيار واعد، وركيزة أساسية لضمان استقرار الطاقة، وتحسين جودة الحياة.






