مصر الرقمية.. منصة وطنية من أجل التحول الرقمي الشامل

مصر الرقمية.. منصة وطنية من أجل التحول الرقمي الشامل
مصر الرقمية أصبحت اليوم في مقدمة مبادرات التحول الرقمي في مصر، باعتبارها البوابة المركزية التي تجمع مختلف الخدمات الحكومية في موقع واحد يسهل على المواطن إجراء معاملاته إلكترونيًّا دون الحاجة إلى الانتقال بين المكاتب الحكومية.
وتأتي منصة مصر الرقمية في إطار توجه الدولة إلى بناء خدمات إلكترونية أكثر ذكاءً وتكاملًا، وتسرِّع الإجراءات، وتقلل من الأعباء الإدارية على المواطنين، وكل ذلك ضمن محاور الأجندة الوطنية “رؤية مصر 2030″، التي تسعى إلى تحسين جودة حياة المصريين في المجالات والقطاعات كافةً. وذلك ما يحقق -بشكل أو بآخر- أهدافَ التنمية المستدامة، خاصة الهدف رقم (11) مدن ومجتمعات محلية مستدامة.
وإنَّ مسيرة تطوير منصة مصر الرقمية تمثل نموذجًا لكيفية مزج التكنولوجيا بالحوكمة الحديثة؛ من أجل خدمات أكثر كفاءة وشفافية، وهي أحد الأعمدة الاستراتيجية في رؤية مصر للتحول الرقمي التي تقودها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ولذلك تتناول حماة الأرض في هذا المقال منصةَ مصر الرقمية من حيث كونها نموذجًا وطنيًّا للرقمنة والتحول الرقمي المستدام والشامل، وصورةً من صور تعزيز الهُوية الرقمية، وتحقيق العدالة الاجتماعية؛ فتابعوا القراءة.
الرقمنة مشروع وطني
منصة مصر الرقمية هي واجهة إلكترونية، ومشروع وطني لإعادة هندسة الإجراءات الحكومية على أُسس رقمية، وفي السنوات الأخيرة ارتفع عدد مستخدميها، وهو أمر يعكس ثقة المواطنين في سهولة الخدمات الإلكترونية، خاصةً مع التوسع المستمر في إضافة خدمات جديدة تشمل التموين، السجل المدني، التوثيق، والمحاكم، وغيرها.
مصر الرقمية والحوكمة الرقمية
ومن خلال دمج خدمات كانت تتطلب وقتًا طويلًا وجهدًا كبيرًا، ساعدت مصر الرقمية على معالجة ظاهرة التكدس، والعمل على تقليل الوساطة، وتحقيق شفافية أكبر في الإجراءات الحكومية، مع تنفيذ طلبات الجمهور بسهولة، فضلًا عن تعزيز قدرة الدولة على قياس رضا المواطنين، وتقييم جودة الخدمات بشكل دوري.
كما يجري العمل على إضافة خدمات للمصريين العاملين بالخارج، في خطوة تدعم التفاعلَ مع أبناء الوطن في كل الدول، وتُرسِّخ مبدأ الدولة المتصلة رقميًّا بمواطنيها أينما كانوا، من خلال خدمات لا ترتبط بحدود جغرافية ولا بقيود الوقت.
البنية التحتية والمهارات
ويعتمد نجاح منصة مصر الرقمية على توافر شبكة اتصالات قوية، ونظم حماية سيبرانية متطورة، بالإضافة إلى تدريب الكوادر العاملة على المهارات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وبرامج التأهيل التكنولوجي التي تتكامل مع الهدف الوطني لبناء اقتصاد رقمي قادر على مواكبة التطورات العالمية.
ماذا ينتظر المواطن؟
وتتجه الحكومة إلى طرح مزيد من الخدمات الحكومية الإلكترونية الحصرية عبر منصة مصر الرقمية، بما في ذلك خدمات الهُوية الرقمية، والبطاقة الرقمية، وخدمات الإقامة والجوازات، إلى جانب خطط لربط المنصة بعدد أكبر من الجهات الحكومية.
وحول ذلك أعلن الدكتور/ عمرو طلعت “وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات” -خلال افتتاح الدورة التاسعة والعشرين لمعرض ومؤتمر القاهرة الدولي cairo ict- عن بدء إتاحة استخراج شهادة الميلاد وشهادة الزواج وشهادة الطلاق للمصريين العاملين بالخارج عبر منصة مصر الرقمية، على أنْ تكون الإمارات أولَ دولة يُفعَّلُ فيها هذا المسار الجديد، مع تفعيل خدمة توصيل المستندات إلى المواطنين عبْر البريد المصري.
ويأتي هذا التوسع بالتزامن مع استعداد الوزارة لإضافة نحو 45 خدمة جديدة إلى المنصة خلال الفترة المقبلة، في خطوة تعكس توجهًا واضحًا نحو تعميم الخدمات الرقمية على المواطنين داخل مصر وخارجها، وهو تطور سيجعل المواطن قادرًا على إنجاز معظم معاملاته الحكومية إلكترونيًّا، دون أي احتكاك مباشر أو تنقّل بين المكاتب.
مصر الرقمية تحقق أهداف التنمية
إنَّ التجربة المصرية في بناء منصة مصر الرقمية تكشف عن أنَّ التحول الرقمي الحقيقي يقوم على التكنولوجيا من خلال إعادة تخيل طريقة تقديم الخدمات العامة، وتطوير بنية مؤسسية مرنة تستجيب للتغيرات المتسارعة في العالم.
وذلك مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بتوفير العمل اللائق ونمو الاقتصاد، وأيضًا دعم العدالة الاجتماعية؛ إذْ إنَّ مصر الرقمية تفتح آفاقًا أوسع لتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في الحصول على الخدمات دون تمييز.
ومع توسع المنصة وازدياد عدد خدماتها، يتعزز دورها في صنع سياسة عامة قائمة على البيانات، وبناء جسر يربط المصريين في الداخل والخارج بمنظومة حكومية موحدة، مع الوصول إلى الفئات الأقل حظًّا، وحماية المواطنين من المخاطر السيبرانية، وبناء جيل قادر على التعامل مع البيئة الرقمية باقتدار وثقة.
وفي هذا السياق يبرز دور مؤسسات المجتمع المدني، وعلى رأسها مؤسسة حماة الأرض بوصفها مؤسسة تعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ونشر الوعي بقضاياها التي من أهمها التحول الرقمي، حيث يمكن للتكنولوجيا أنْ تكون في خدمة الإنسان.








