أخبار الاستدامة

المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بمشاركة مصرية

المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بمشاركة مصرية

على خلفية ما تواجه دول العالم من تداعيات مناخية واقتصادية تتجه الأنظار هذه الأيام إلى المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، باعتباره منصة رئيسية لتعزيز التعاون الدولي، وإيجاد حلول مبتكرة لسد فجوة التمويل التنموي.

وفي هذا السياق، شاركت الدكتورة/ رانيا المشاط -وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي- في الاجتماع التحضيريّ للمؤتمر، والذي سوف يُعقد في إسبانيا خلال يونيو من العام الجاري، حيث أكدت ضرورة تبني رؤية عالمية شاملة لمواجهة الأزمات الاقتصادية والمالية، التي تعرقل مسيرة التنمية المستدامة في العالم كله.

الطريق إلى إسبانيا

يأتي المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بتنظيم مشترك بين حكومة إسبانيا، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيّ، وإدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ومنظمة التعاون الاقتصاديّ والتنمية، وذلك إلى جانب الاتحاد الأوروبيّ.

ويهدف الاجتماع التحضيريّ إلى تسليط الضوء على أهمية التكامل بين الأُطر الوطنية المتكاملة للتمويل والاستراتيجيات ذات الصلة التي تقودها الدول، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق بين خطط الاستثمار وأُطر السياسات.

وفي كلمتها -في المؤتمر التحضيريّ- أكدت الوزيرة ضرورة تبني رؤية دولية أكثر شمولًا وعدالة؛ من أجل مواجهة تحديات التنمية وكل المعوقات التي تقف حائط صد أمام كل جهود التنمية في البلدان النامية؛ مشيرةً إلى قضايا ارتفاع معدلات الفقر، وأعباء الديون المتزايدة، وعدم الاستقرار الجيوسياسيّ؛ ولذا شددت على أنَّ جهود القضاء على الفقر تمثل حاجة إنسانية ملحة، وعاملًا أساسيًّا لدعم الجهود الرامية إلى ضمان عدم تهميش أي فئة من فئات المجتمعات.

الديون وتأثيرها في التنمية

أوضحت المشاط -أيضًا- أنَّ تكلفة خدمة الديون للدول النامية قد ارتفعت بأكثر من 50% بين عامَي 2022 و2025؛ مما يحدّ من الحيز الماليّ المخصص للاستثمارات المستدامة. وأشارت -بالنظر إلى هذه الديون المتزايدة- إلى أنَّ العالم لا يزال عاجزًا عن تعبئة جزء بسيط من موارده لسد فجوة تمويل أهداف التنمية المستدامة.

وأضافت أنَّ التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لا يتجاوز 17%؛ مما يستدعي تعزيز التضامن الدوليّ، وتبني نهج متكامل لدفع التّنمية العادلة والمستدامة، وبما يعكس أهداف التنمية المستدامة الخاصة بالتعاون والشراكات الدولية.

إصلاحات النظام المالي

وانطلاقًا من هذه المشكلات التمويلية للمشروعات التنموية سلطت وزيرةُ التخطيط والتّنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الضوءَ على هشاشة النمو العالميّ، حيث يُتوقع أنْ يبلغ 3.3%، وهو أقل من المتوسط التاريخيّ البالغ 3.7%. وكذلك أكدت ضرورة التدخلات المستهدفة والتعاون الدوليّ لسد هذه الفجوة، مشددةً على أهمية إعادة هيكلة مؤسسات التمويل الدولية، وإجراء إصلاحات جذرية في النظام الماليّ العالميّ؛ كي نضمن استدامة تدفقات تمويل التَنمية.

وعلى ذلك استعرضت الوزيرة إطلاق وزارة التخطيط والتَنمية الاقتصادية والتعاون الدولي “الاستراتيجية الوطنية المتكاملة لتمويل التّنمية”، وهذا بالتعاون بينها وبين الاتحاد الأوروبي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيّ، وهو التعاون الذي جاء على هامش قمة المستقبل في سبتمبر الماضي.

وتستهدف هذه الاستراتيجية تبني نهج موحد لتمويل التّنمية عبْر دمج الاستثمارات العامة والخاصة، وتعزيز الشفافية والمساءلة، ومعالجة فجوات التمويل، وتحفيز الابتكار في المشروعات ذات الأثر الاقتصاديّ والاجتماعيّ والبيئيّ.

مصر تدعم التنمية

جاءت كلمة الدكتورة/ رانيا المشاط شاملةً جهودَ مصر في تبني آليات تمويل مبتكرة، مثل برنامج “مبادلة الديون” مع كل من إيطاليا وألمانيا، إضافة إلى إطلاق مبادرة “محفز النمو الاقتصادي” بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالميّ، وكان ذلك على هامش الاجتماعات السنوية في دافوس الذي عُقِد في الشهر الماضي؛ وهي مبادرة تهدف إلى جذب الاستثمارات الخاصة، وتسريع تنفيذ مشروعات التّنمية المستدامة.

كما أكدت الوزيرة أهميةَ الفعاليات العالمية، مثل المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التّنمية (FfD4)، وقمم أهداف التّنمية المستدامة، ومؤتمرات المناخ (COPs)؛ وهذا باعتبارها منصات محورية لمعالجة التحديات المالية والتنموية؛ لذا دعتِ المشاطُ البنوكَ المتعددةَ الأطرافِ إلى الإسراع في تنفيذ الإصلاحات، وتعبئة المزيد من التمويل الميُسر، بما في ذلك آليات تبادل الديون؛ من أجل تمويل المناخ، وضمان تحقيق التّنمية المستدامة على نطاق واسع.

ختامًا، فإنَّ حماة الأرض تنظر إلى المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التّنمية باهتمام، متوقعة أنْ تسفر فعالياته في يونيو القادم مزيدًا من الاهتمام بتحقيق أهداف التّنمية المستدامة وقضاياها محليًّا وعالميًّا، وهي فرصة يمكن أنْ نبني بها حياة صحية مستدامة لنا وللأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى