القمامة البلاستيكيَّة كارثة بيئيَّة خطيرة
بقلم النائبة ألفت المزلاوي أمين سر لجنة القوى العاملة بالبرلمان المصري
القمامة البلاستيكيَّة كارثة بيئيَّة خطيرة
فـي مجال التنمية المستدامة والبيئة ظهرت مجلة «حُماة الأرض» في أول أعدادها؛ بوصفها أول مجلة علميَّة خبريَّة متخصِّصة، وهي نقلة حقيقيَّة وإضافة مهمة إلى حقل الاستدامة والبيئة والمناخ، كما أنها عنصر علمي تَوعويٌّ ينضم إلى صفِّ الإعلام الهادف؛ فنحن في حاجة مُلحَّة إلى هذا النوع من وسائل الإعلام؛ لتوعية المواطنين بالبيئة، فقد فرضت موضوعات البيئة وأهمية التوعية بها نفسها على الساحة حاليًّا، كما أنها باتت الموضوع الأبرز والأهمَّ؛ فلم تعد مقتصرة على فئة معينة من المُثقَّفين.
وقد سعدت بإطلاق مجلة «حُماة الأرض»، التي أرى أنها ستكون مرجعًا ومنارًا لأطياف مختلفة وتوجُّهات عديدة من القراء عامَّة، والمهتمين بالشأن البيئيِّ على وجه الخصوص؛ فالجميع أصبح مهتمًّا بالبيئة والمخاطر التي تحيط بها!
وفي إطار تحقيق رؤية مصر 2030، وفي هذا الوقت الذي تستعد فيه مدينة شرم الشيخ لاستقبال أهم حدث عالمي متعلق بالبيئة COP27، اتَّخذت مصر عدة إجراءات من أجل المحافظة على البيئة وتوفير حياة أكثر استدامة؛ فهناك أكثر من ثلاثين مشروعًا قوميًّا في عدة مجالات؛ كالزراعة والبترول والكهرباء … وتسعى الدولة المصرية إلى أن تكون مختلف النشاطات في إطار أكثر صداقة للبيئة وأكثر محافظة على المناخ، كما أننا نعمل على توسيع مساحات البناء الأخضر، ونحرص على أن تكون كل أنواع الطاقة والوقود تتجه نحو البيئة الآمنة.
أما في جانب استخدام البلاستيك، فالأمر خطير! فقد جاء في مضمون تصريح للأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر لشبونة: «إن المحيطات تكاد تختنق من كثرة النفايات البلاستيكية!»، فالقمامة البلاستيكية من أكثر السلوكيَّات المؤثرة سلبًا على ظاهرة تغير المناخ؛ فلنا أن نتخيل أن القمامة البلاستيكية تظل أكثر من 300 سنة حتى تتحلل، كما أن لها آثارًا سلبية على البيئة؛ كالإضرار بالمحيطات والأنهار.
وفي هذا الصدد، نجحت مصر في التخلص من النفايات البلاستيكية بصورة كبيرة؛ فقد طالبتُ البرلمان المصري باعتماد شرم الشيخ مدينة خالية من البلاستيك نهائيًّا؛ فهي الآن يُستخدم في جميع مناطقها الخدميَّة الورقَ والأدوات التي يعاد تدويرها مرة أخرى بطريقة صحيَّة.
وأما منزلة مصر في مجال المبادرات العالميَّة، فهي رمانة الميزان بالنسبة للدول العربيَّة والإفريقية؛ فهي حينما تحتضن أي حدث أو مؤتمر توعوي، فإنه يكون له صدًى ومردود في الدول العربيَّة، فدائمًا مصر تأخذ المبادرة وتكون سبَّاقة، باعتبارها الأخت الكبرى للدول العربية.
وقد قطعت الدولة المصرية شوطًا كبيرًا في مجال البيئة؛ فقد تم إعلان شرم الشيخ مدينة خضراء، وسيتم إعلانها مدينة خالية من البلاستيك قبل مؤتمر المناخ COP27؛ لتصبح النموذج الذي سيتم تطبيقه في باقي المحافظات؛ للقضاء على النفايات البلاستيكيَّة التي تمثل كارثة بيئيَّة.
وختامًا.. فإننا سنحرص على أن يكون هناك صناعات لتحويل القمامة البلاستيكيَّة إلى منتجات طاقة واستخدامها كوقود بديل في مواجهة أزمة الطاقة والوقود التي تعصف بالعالم، حتى تُصبح طاقتنا طاقةً نظيفة وصديقة للبيئة.