أخبار الاستدامة

الوكالة الدولية للطاقة المتجددة تدعو إلى تمويل إفريقيا مناخيا

الوكالة الدولية للطاقة المتجددة تدعو إلى تمويل إفريقيا مناخيا

في إطار الاجتماع الخامس عشر للجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، الذي يُعقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، تحت شعار “تسريع التحول في الطاقة المتجددة – الطريق إلى الأمام”؛ دعا المشاركون جميعَ دول العالم إلى تحديد خريطة التحول في مجال الطاقة. وهذا الاجتماع الذي بدأت فعالياته يوم الأحد -12 يناير- يُعدُّ الأول من نوعه في مجال الطاقة لهذا العام، ويجمع ممثلين عن 170 دولة بهدف مناقشة استراتيجيات تسريع التحول نحو الطاقة المتجددة؛ لذا تتناول حماة الأرض في هذا المقال هذا الحدث الدوليّ، مع مناقشة التحديات التي تواجه القارة الإفريقية.. فتابعوا القراءة.

في هذا الاجتماع الدولي الذي يستمر حتى 18 يناير تشارك مصر بوصفها صاحبةَ دور رائد في هذا الشأن، حيث مثَّلها الدكتور/ محمود عصمت -وزير الكهرباء والطاقة المتجددة- الذي ذكر في كلمته أن الطاقة المتجددة هي السبيل إلى تحقيق التنمية المستدامة، وحماية البيئة، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

كما أوضح وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أنَّ لمصر كثيرًا من مشروعات الطاقة المتجددة، التي تُعد من أكبر مشروعات الطاقة في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنه بنهاية عام 2025 سيكون لدينا ما يقرب من 10000 ميجاوات من إنتاج الكهرباء عن طريق الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى ما يقرب من 2850 ميجاوات من بطاريات التخزين، ومن خلال ذلك تؤكد مصر الدور المحوري الذي تؤديه الدول الإفريقية في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.

تحديات القارة الإفريقية

وقد سلط هذا الاجتماع الضوء على تقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، الذي يقول بأن عام 2023 شهد أعلى زيادة على الإطلاق في سعة الطاقة الشمسية الكهروضوئي، وعلى الرغم من الاحتياجات الكبيرة للقارة الإفريقية إلى الطاقة، فإن الاستثمارات في الطاقة المتجددة في إفريقيا لا تمثل سوى 1.6 % من الإجمالي العالمي، في حين تستحوذ آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية على نحو 85% من الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة.

ولذلك أشار “فرانشيسكو لا كاميرا” -المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة- إلى أن القدرة العالمية على الطاقة المتجددة يجب أن تصل إلى 11.2 تيراوات بحلول عام 2030؛ لتحقيق الأهداف التي حددها COP28. كما أعرب “لا كاميرا” عن استيائه بشأن تأخر إفريقيا رغم احتياجاتها الكبيرة وإمكاناتها الهائلة، محذرًا من أنَّ هذا الخلل في توزيع الاستثمارات يمثل عائقًا أمام جهود التنمية المستدامة في القارة.

ووفقا لأرقام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة فإن الاستثمارات الحالية في الطاقة المتجددة لا تلبي الطموحات المناخية العالمية، حيث تقل بكثير عن 1.5 تريليون دولار، وهي الميزانية المطلوب إنفاقها سنويًّا بحلول عام 2030. ومع ذلك يرى “لا كاميرا” أن السنوات الخمس المقبلة تمثل فرصة حقيقية لتعزيز الاستثمارات، وتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة.

ومِن جهة أخرى شارك الأمين العام للأمم المتحدة -أنطونيو جوتيريش- في الاجتماع عبر رسالة فيديو مسجلة، يدعو فيها الحكومات إلى جعل عام 2025 عامًا محوريًّا لتبني الطاقة النظيفة، والتخلص التدريجي من الاعتماد على الوقود الأحفوري. مشيرًا إلى أن البلدان النامية تواجه تحديات كبيرة في الحصول على التمويل اللازم للانتقال إلى الطاقة النظيفة، وأن معظم الاستثمارات تتركز في الاقتصادات المتقدمة؛ مما يهدد بتأخير التحول العالمي نحو الطاقة المستدامة.

وفي السياق نفسه أكد المستشار الخاص للأمم المتحدة “سيلوين هارت” مخاوف الأمين العام للأمم المتحدة، قائلًا: «إن أربعة من كل خمسة دولارات تم إنفاقها على الطاقة النظيفة منذ اتفاقية باريس ذهبت إلى الصين وحدها، في حين أنَّ البلدان النامية تواجه صعوبات في التعامل مع تكاليف رأس المال المرتفعة، وغيرها من العوائق».

ختامًا، فإنَّ حماة الأرض تؤكد -يومًا بعد يوم- دعمها الكامل للجهود المبذولة في التحول إلى الطاقة النظيفة، كما تأمل أنْ يكون التمويل المناخي شاملًا وعادلًا، ويلبي احتياجات الدول النامية المتأثرة بالتغيرات المناخية؛ من أجل حماية كوكب الأرض، وتحقيق مستقبل مستدام لنا وللأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى