حماية البيئة بجهود مصرية إفريقية
حماية البيئة بجهود مصرية إفريقية
كثيرة هي التحركات التي تساند مجال حماية البيئة علَى مستوى قارة إفريقيا، وهي جهود لازمة للحد من تدهور البيئة وتغيُّر المناخ اللذينِ أصبحَا آفةَ العصر الصناعيّ الحديث؛ لذا تعمل مصر مع شركائها في القارة الإفريقية -شمالًا وجنوبًا- لتعزيز التعاون في المجال البيئيّ، وهذا بالإضافة إلى شراكة بارزة بينها وبين وكالات حمايةِ البيئة في قارة إفريقيا.
منصات بيئية رقمية
انطلاقًا من جهود حمايةِ البيئة علَى مستوى التعاون الإقليميّ، تعمل جهات عديدة علَى تعميق مثل هذه الجهود البيئية، وهذا بإطلاق منصات رقمية تُمكِّن الدول والمؤسسات ذات الصلة بتبادل البيانات البيئية، وزيادة التواصل بين الأطراف الفاعلة في هذا المجال المهم؛ تعزيزًا للتفاعل بين علوم البيئة وسياساتها التي تحدُّ من كل ما يضر بكوكب الأرض.
ولأجل تلك الأهداف التي تساهم في زيادة الاهتمام بالبيئة وحمايةِ مواردها انعقد أمس -الثلاثاء- اجتماعُ المائدة المستديرة الثاني للمنتدى الإفريقيّ لوكالات حمايةِ البيئة (AFEPA)؛ والذي ينظمه المكتب الإقليميّ لإفريقيا، التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبالشراكة مع برنامج الاستدامة في إفريقيا، التابع لمركز البيئة والتنمية للإقليم العربيّ وأوروبا (سيداري). ومن المقرر أنْ تستمر فعاليات الاجتماع حتى الخامس من ديسمبر الجاري.
حماية البيئة بعيون الدبلوماسية
سوف يتناول اجتماعُ المائدة المستديرة الثاني للمنتدى الإفريقيّ لوكالات حمايةِ البيئة التعاونَ الإقليميّ، وجهودَ مجال الرصد البيئيّ، مع الاهتمامِ بتعزيز آليات الامتثال البيئيّ، وتفعيل كل أوجه التضامن بين الدبلوماسيين ووكالات حمايةِ البيئة العاملة في إفريقيا، وكذلك سيركز مشاركو الاجتماع علَى مراجعة مخطط المنتدى، وتطويره بما يتوافق مع الأولويات البيئية في القارة الإفريقية.
وبالرجوع إلى الوراء يتضح أنَّ هذه المائدة المستديرة -وهي الثانية في تاريخ المنتدى- تبنِي فعالياتها الحالية علَى نتائج اجتماع الوكالة الإفريقية للبيئة، الذي عُقد في كيجالي -عاصمة رواندا- حيث كان تحت رعاية المؤتمر الوزاريّ البيئيّ الإفريقيّ (AMCEN).
في ذلك الاجتماع الإقليميّ -في عام 2023- تم تأسيس المنتدى الإفريقيّ لوكالات حماية البيئة؛ ليكون منصةً حاسمةً وخطوةً واسعةً نحو تعزيز التعاون بين وكالات حماية البيئة في إفريقيا، فضلًا عن دعم تنفيذ السياسات البيئية بصورة أكثر استنارةً.
الأمم المتحدة شريك دولي
من المتوقع في الأيام الثلاثة القادمة عقْدُ جلسات مناقشات فنية بين رؤساء وكالات حمايةِ البيئة ومسئولِي إدارات البيئة في دول إفريقيا، بالإضافة إلى أعضاء المجموعة الإفريقية في نيروبي، وكذلك لجنة الممثلين الدائمين لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وذلك في حضور خبراء إقليميين ودوليين يعملون في مجال حمايةِ البيئة.
وفي هذا السياق صرَّح الدكتور/ أحمد عبد الرحيم -كبير المستشارين الفنيين، والمدير الإقليميّ لبرنامج إدارة المعرفة في سيداري- بأنَّ اجتماعَ المائدة المستديرة الثاني للمنتدى الإفريقيّ لوكالات حمايةِ البيئة علامةٌ بارزةٌ وفارقةٌ في التنسيق الإقليميّ والدوليّ بين سياسات البيئة وتشريعاتها، فضلًا عن قدرة هذه الاجتماعات علَى تعزيز العمل المؤسسيّ في مجال حمايةِ البيئة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع أنحاء القارة السمراء.
وفي الختام فإنَّ حماة الأرض -بصفتها منصةً توعويةً في مجال حمايةِ البيئة- تتوقع أنْ يكون لمثل هذه الاجتماعات الإقليمية الدور الأكبر في جعل صوت حمايةِ البيئة عاليًا، وهو هدف تهتم به مصر اهتمامًا شديدًا؛ لذا فإنَّ أرضها تستضيف كثيرًا من هذه الفعاليات، ليس دعمًا لاستراتيجياتها الوطنية فقط، وإنما لأجل حياة إفريقيا والكوكب كله.