كيف تعمل الشركات الرائدة في اليابان للوصول إلى صافي انبعاثات صفري؟
باناسونيك تطلق رؤية "التأثير الأخضر" لتحقيق هدف 2050
كيف تعمل الشركات الرائدة في اليابان للوصول إلى صافي انبعاثات صفري؟
باناسونيك تطلق رؤية “التأثير الأخضر” لتحقيق هدف 2050
لا يخفى على أحد أنَّ اليابانَ واحدةٌ من الدول الرائدة في صناعة الإلكترونيات؛ مما يعني -بالضرورة- أنها صناعة تُشكل نسبةً كبيرةً من اقتصاد هذا البلد الآسيويّ، بالإضافة إلى كونها مسئولةً أيضًا عن نسبة معتبرة من الانبعاثات الصناعية في بلد يشتهر حول العالم بقدراته التصنيعية العملاقة.
وإدراكًا من اليابان لخطورة الوضع المناخيّ الذي يعيشه العالمُ، أطلقتْ هدفًا طموحًا هو: تحقيق صافي انبعاثات صفريّ بحلول عام 2050، وهو الهدف الذي ستعمل على المشاركة في تحقيقه جميعُ الشركات اليابانية الرائدة، خصوصًا تلك العاملة في قطاع صناعة الإلكترونيات، التي يأتي في مقدمتها شركة باناسونيك.
وفي هذا السياق، أطلقت باناسونيك رؤيتها تحت اسم “التأثير الأخضر لباناسونيك” أو -اختصارًا- PGI، وهي الرؤية التي سنتعرف عليها بشيء من التفصيل في السطور القادمة.
الدافع وراء رؤية باناسونيك
يعيش كوكب الأرض -كما نعلم- في زمن مِن الاحترار، الذي لم يشهده منذ قرونٍ طويلةٍ، تلك الظاهرة التي أسهمتِ الأنشطةُ البشريةُ -بشكل أساسيّ- في تفاقمها. مِن هنا، أدركتِ اليابانُ مسئوليتها عن خفض انبعاثاتها إلى الحدود الدنيا؛ وهذا للإسهام في الجهود العالمية الرامية إلى الحد من ظاهرة تغيُّر المناخ، حيث أطلقت هدفًا وطنيًّا فحواه: الوصول إلى صافي انبعاثات صفريّ بحلول عام 2050، وهي المبادرة التي تفاعلت معها باناسونيك، باعتبارها واحدةً من الشركات اليابانية الرائدة محليًّا وعالميًّا.
لذا، أعلنت باناسونيك عن خطة تضمُّ مجموعةً من الأهداف المجدولة زمنيًّا، وستضمن بها خفض انبعاثاتها الكربونية بمقدار 300 مليون طن بحلول عام 2050. ولوضع الرقم السابق في الاعتبار، ففي العامِ 2021 أنتجتِ الشركةُ 110 مليون طن من الانبعاثات، في حين تجنبت إنتاج 23.5 مليون طن أخرى.
حددت باناسونيك -أيضًا- أنها ستخفض من انبعاثاتها بمقدار 16.4 مليون طن في نهاية العامِ القادم، فضلًا عن تجنبها إطلاق 14.8 مليون طن أخرى. وبحلول عام 2050 -هو العامُ الذي يُتوقع أنْ تصل فيه اليابانُ إلى تحقيق صافي انبعاثات صفريّ- ستكون باناسونيك قد أسهمت في هذا الهدف الطموح، عن طريق خفض انبعاثاتها الكربونية بمقدار 100 مليون طن، بالإضافة إلى تجنبها إطلاق 200 مليون طن أخرى.
ولكن كيف هذا؟
ربما تُثير الأرقامُ التي استعرضناها في السطور الماضية تساؤلَ البعضِ حول: كيف يمكن لباناسونيك خفض هذا الكم الهائل من الانبعاثات الكربونية؟ الإجابة تكمن في تقنيات التصنيع المتقدمة، بالإضافة إلى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة في العمليات الإنتاجية، ليس داخل منشآتها في اليابان فحسب، وإنما حول العالم كله.
أضفْ إلى هذا أنَّ باناسونيك ستجعل منتجاتها أكثر استدامةً وصداقةً للبيئة، وهذا عن طريق زيادة كفاءة تشغيلها؛ لتكون موفرةً للطاقة، بالإضافة إلى دمج هذه المنتجات في حلقة الاقتصاد الدائريّ؛ لتجنب توليد كميات هائلة من المخلفات الإلكترونية، وهو أمر ستساهم به باناسونيك -بشكل غير مباشر- في خفض البصمة البيئية لعديد من المستهلِكين حول العالم.
هذه الخطى المستدامة لباناسونيك -وغيرها من الشركات اليابانية الرائدة- ستساعد على تحقيق الهدف اليابانيّ الوطنيّ، وهو التوجه الذي ينبغي لجميع دول العالم تبنيه؛ للحد من الأخطار المناخية، التي تتربص بكل أشكال الحياة فوق كوكب الأرض.