خطى مستدامة

الأُممُ المُتحدةُ تُقدِّرُ جُهودَ 10 مُبادراتٍ رائدةٍ تَعملُ على استعادةِ البِيئةِ الطبيعيَّة

الأُممُ المُتحدةُ تُقدِّرُ جُهودَ 10 مُبادراتٍ رائدةٍ تَعملُ على استعادةِ البِيئةِ الطبيعيَّة

الأُممُ المُتحدةُ تُقدِّرُ جُهودَ 10 مُبادراتٍ رائدةٍ تَعملُ على استعادةِ البِيئةِ الطبيعيَّة

تمَّ الكشفُ عنِ المبادراتِ الفائزةِ في مؤتمرِ الأممِ المتحدةِ للتنوُّعِ البيولوجي COP15 في مونتريال، حيثُ تمَّ إعلانُ المبادراتِ كمُبادراتٍ رائدةٍ في استعادةِ النظمِ البِيئيةِ وهيَ مؤهلةٌ لتلقِّي الترويجِ والتمويلِ المَدعومينَ مِنَ الأممِ المتحدة.

تمَّ اختيارُ هذهِ المُبادراتِ تحتَ مَظلَّة «عقدُ الأممِ المتحدةِ لاستعادةِ النظامِ الإيكولوجي»، وهي حركةٌ عالميةٌ يُنسِّقُها برنامجُ الأممِ المتحدةِ للبِيئة (اليونيب) ومنظمةُ الأممِ المتحدةِ للأغذيةِ والزراعة (الفاو)، وهي مُصممةٌ لمنعِ تدهورِ المساحاتِ الطبيعيةِ عبرَ الكوكبِ واستعادةِ مُقوِّماتِها الأصليَّة.

تَهدفُ المبادراتُ العشرُ إلى استعادةِ أكثرَ منْ «161 مليون» فدان، وهي مساحةٌ أكبرُ منْ ميانمار أوْ فرنسا أوِ الصومال، بالإضافةِ إلى خلقِ ما يقرُبُ منْ «15 مليون» فرصةِ عمل.

ومنْ خلالِ الكشفِ عنْ مبادراتِ استعادةِ العالم، يسعَى «عقدُ الأممِ المتحدة» إلى تكريمِ أفضلِ الأمثلةِ على استعادةِ النظامِ الإيكولوجي على نطاقٍ واسعٍ وطويلِ الأجل، بمَا يُجسدُ مبادِئ الاستعادةِ العشرةِ لعقدِ الأممِ المتحدةِ لاستعادةِ النظامِ الإيكولوجي.

يُقِرُّ عقدُ الأممِ المتحدةِ بالوقتِ اللازمِ لجهودِ الاستعادةِ حتَّى تَتمكَّنَ منْ تحقيقِ النتائج، وحتَّى عام 2030، سيتمُّ إطلاقُ دعواتٍ منتظمةٍ لإجراءاتِ ومبادراتِ استعادةِ البيئةِ الأصليَّة، معَ تقييمٍ للمُبادراتِ التي تَتقدَّمُ للحُصولِ على تمويلِ الصُّندوقِ الإنمائيِّ مُتعددِ الشركاء (MPTF) التابعِ لعقدِ الأممِ المتحدة.

المديرُ التنفيذيُّ لبرنامجِ الأممِ المتحدةِ للبِيئة «إنغر أندرسن» قال: «إنَّ تحويلَ عَلاقتِنا معَ الطبيعةِ هوَ المِفتاحُ لعكسِ أزمةِ الكواكبِ الثلاثيَّةِ المُتمثلةِ في تغيُّرِ المناخ، وفقدانِ الطبيعةِ والتنوُّعِ البيولوجي، والتلوثِ والنُّفايات. تُظهِرُ هذِه المبادراتُ العشرُ الافتتاحيةُ لاستعادةِ العالمِ أنَّهُ منْ خلالِ الإرادةِ السياسيَّةِ والعلمِ والتعاوُنِ عبرَ الحدود، يُمكنُنا تحقيقُ أهدافِ عقدِ الأممِ المتحدةِ لاستعادةِ النظامِ البيئيِّ وصياغةِ مستقبلٍ أكثرَ استدامةً لجميعِ العناصرِ على كوكبِ الأرض».

بينمَا قالَ شو دونيو، المديرُ العامُّ لمُنظَّمةِ الأغذيةِ والزراعة: «يَسرُّ منظمةَ الأغذيةِ والزراعةِ وبرنامجِ الأممِ المتحدةِ للبِيئةِ بِصفتِهما رئيسًا مشاركًا لعقدِ الأممِ المتحدةِ لاستعادةِ النظامِ الإيكولوجي تقديرُ المُبادراتِ العشرِ الأكثرِ طموحًا ورؤيةً واعدةً لاستعادةِ النظمِ الإيكولوجية، باعتبارِهَا مبادراتٍ عالميةً لاستعادةِ النظامِ في عام 2022، وبإلهامٍ منْ هذهِ الشركاتِ الرائدة، يُمكنُنَا أنْ نتعلَّمَ كيفيَّةَ استعادةِ أنظمتِنَا البيئيةِ منْ أجلِ إنتاجٍ أفضل، وتغذيةٍ أفضل، وبيئةٍ أفضل، وحياةٍ أفضلَ للجَميع، دونَ تَركِ أيِّ شخصٍ يَتخلَّفُ عَنِ الرَّكب».

ونَتناولُ فيمَا يَلي بشكلٍ مُوجزٍ المبادراتِ العشرَ التي تمَّ اعتبارُها مِنَ الأُممِ المتحدة.

 مِيثاقُ الغاباتِ الأَطلسي الثُّلاثي

غطَّتِ الغابةُ الأطلسيَّةُ ذاتَ يومٍ رُقعةً مِنَ البرازيل وباراجواي والأرجنتين، لكنَّها تحوَّلَتْ إلى خرابٍ بسببِ قطعِ الأشجارِ والتوسُّعِ الزراعيِّ وبِناءِ المدن.

تنشطُ مئاتُ المنظماتِ في الجهودِ المبذولةِ منذُ عقودٍ لحمايةِ الغاباتِ واستعادتِها في البلدانِ الثلاثة، وتَعملُ مبادراتُهم على إنشاءِ ممراتٍ للحياةِ البريةِ للأنواعِ المهدَّدةِ بالانقراض، وتأمينِ إمداداتِ المياهِ للناسِ والطبيعة، ومُواجهةِ وبناءِ القدرةِ على التكيُّفِ معَ تغيُّرِ المناخ، وخلقِ آلافِ الوظائف. تمَّتِ استعادةُ حوالي 1.6 مليون فدانٍ بالفعلِ معَ كونِ الهدفِ في 2030 هو 2.4 مليون فدان، وهدف 2050 على 35 مليون فدان.

أبُو ظبي للتَرمِيمِ البَحري

تُعتبرُ حمايةُ ثاني أكبرِ مجموعةٍ مِنْ أبقارِ البحرِ «الأَطُوم» في العالمِ هَدفًا منْ أهدافِ القِيادةِ في دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدة، وذلكَ عنْ طريقِ استعادةِ أحواضِ الأعشابِ البحريَّة -الغذاءُ المفضَّلُ لأطومِ البحر- والشعابِ المرجانيةِ وأشجارِ المانجروف على طولِ ساحلِ الخليج.

سيُؤدِّي المشروعُ في إمارةِ أبو ظبي إلى تحسينِ ظروفِ العديدِ مِنَ النباتاتِ والحيواناتِ الأخرى، بمَا في ذلكَ أربعةُ أنواعٍ مِنَ السلاحف، وثلاثةُ أنواعٍ مِنَ الدلافين. ستَستفيدُ المجتمعاتُ المحليةُ منْ إحياءِ 500 نوعٍ مِنَ الأسماك، بالإضافةِ إلى فُرصٍ أكبرَ للسياحةِ البِيئية.

تُريدُ أبو ظبي أنْ تضمنَ أنَّ النظمَ البيئيةَ الساحليةَ لَديها مرونةٌ في مواجهةِ الاحتباسِ الحراريِّ والتنميةِ الساحليةِ السريعةِ في أحدِ أكثرِ البحارِ دفئًا في العالم، وقد تمَّ بالفعلِ استعادةُ حوالي 750 كيلو مترٍ مربعٍ مِنَ المناطقِ الساحليةِ معَ 450 كيلو مترٍ مربعٍ أخرى قيدِ الاستعادةِ حتى عام 2030.

  السُّورُ الأخضرُ العظيمُ للاستعادةِ والسَّلام

السورُ الأخضرُ العظيمُ هي مبادرةٌ طموحةٌ لاستعادةِ السافانا والأراضي العشبيةِ والمزارعِ في جميعِ أنحاءِ إفريقيا لمساعدةِ الأُسرِ والتنوُّعِ البيولوجي على التكيُّفِ مع تغيُّرِ المناخِ ومنعِ التصحُّرِ منْ تهديدِ المجتمعاتِ الضعيفةِ بالفعل.

أطلقَ الاتحادُ الأفريقيُّ هذهِ المبادرةَ الرائدةَ في عام 2007، والتي تسعَى إلى تغييرِ حياةِ الملايينِ في منطقةِ الساحلِ منْ خلالِ إنشاءِ حزامٍ مِنَ المناظرِ الطبيعيةِ الخضراءِ والمُنتجةِ عبرَ 11 دولة. تَتمثَّلُ أهدافُ 2030 في السورِ الأخضرِ العظيمِ منْ استعادةِ 240 مليون فدان، وعزلِ 250 مليون طنٍّ مِنَ الكربون، وخلقِ 10 ملايين فرصةِ عمل.

بينَمَا يَستهدفُ السورُ الأخضرُ العظيمُ الأراضي المُتدهورةَ المُمتدةَ عبرَ القارَّة، يُركزُ عقدُ الأممِ المتحدةِ بشكلٍ خاصٍّ على بوركينا فاسو والنيجر.

  تجديدُ شبابِ نهرِ الغانج

إنَّ استعادةَ صحةِ نهرِ الغانج، نهرِ الهندِ المُقدَّس، هو محورُ حملةٍ كبيرةٍ لخَفضِ التلوُّث، وإعادةِ بناءِ الغطاءِ الحرجي، وتحقيقِ مجموعةٍ واسعةٍ مِنَ الفوائدِ لـ 520 مليون شخصٍ يعيشونَ حولَ حوضِه الشاسِع.

أدَّى تغيُّرُ المناخِ والنموُّ السكانيُّ والتصنيعُ والريُّ إلى تدهورِ نهرِ الغانج على طولِ مسارِه المُنحني البالغِ طولُه «2525 كيلومتر» منْ جبالِ الهيمالايا إلى خليجِ البنغال.

تمَّ إطلاقُ المبادرةِ التي تَقودُها الحكومةُ في عام 2014، وهي تُجدِّدُ وتَحمي وتُحافظُ على نهرِ الغانج وروافدِه، معَ إعادةِ تشجيرِ أجزاءٍ منْ حَوضِ الغانج وتعزيزِ الزراعةِ المُستدامة. كما تَهدفُ أيضًا إلى إحياءِ أنواعِ الحياةِ البريَّةِ الرئيسية، بما في ذلكَ الدلافينُ النهريةُ والسلاحفُ الرخوةُ وثعالبُ الماءِ وغيرها.

يصلُ الاستثمارُ منْ قِبلِ الحكومةِ الهنديةِ إلى «4.25 مليار» دولارٍ حتى الآن، وتُشاركُ في المبادرةِ 230 مُنظَّمة، معَ استعادةِ «1500 كيلومتر» مِنَ النهرِ حتى الآن، وبالإضافةِ إلى ذلك، تمَّ تشجيرُ 71 ألف فدانٍ حتى الآن، معَ كونِ الهدفِ في 2030 هو 320 ألف فدان.

 مُبادرةُ الجبالِ مُتعددةُ البُلدان

تُواجِهُ المناطقُ الجبليَّةُ تحدياتٍ فَريدة، حيثُ يُؤدِّي تغيُّرُ المناخِ إلى ذوبانِ الأنهارِ الجليدية، وتَآكُلِ التُّربة، ودفعِ الأنواعِ صعودًا غالبًا نحوَ الانقراض. أصبحَتِ المياهُ التي توفِّرُها الجبالُ للمزارعِ والمُدنِ في السُّهولِ أدناها غيرَ مَوثوقة.

تُظهرُ المبادرةُ التي تتخذُ من صربيا وقيرغيزستان وأوغندا ورواندا مقرًّا لهَا كيفَ تُستخدمُ المشاريعُ في ثلاثِ مناطقَ متنوعة؛ لاستعادةِ وجعلِ النظمِ الإيكولوجيةِ الجبليةِ أكثرَ مُرونةً حتَّى تتمكَّنَ منْ دعمِ حياتِها البريَّةِ الفريدةِ وتقديمِ فوائدَ حيويةٍ للناس.

أوغندا ورواندا هي موطنٌ لواحدِ منْ مَجموعتَيْنِ فقطْ مُتَبقيتَيْنِ من الغوريلا الجبليةِ المهدَّدةِ بالانقراض، وبفضلِ حمايةِ موطنِها، تَضاعَفَتْ أعدادُ الغوريلا في الثلاثينَ عامًا الماضيَة. في قيرغيزستان، يُديرُ الرُّعاةُ الأراضي العشبيةَ بشكلٍ أكثرَ استدامةً حيثُ يُوفِّرُونُ غذاءً أفضلَ لكلٍّ مِنَ الماشِيةِ والوعلِ الآسيوي، كمَا أنَّ فهودَ الثلجِ بدأَتْ في التَّعَافي ببطء. أمَّا في صربيا، تقومُ السُّلطاتُ بتوسيعِ الغطاءِ الشجريِّ وتنشيطِ المراعِي في منطقتَيْنِ محميتين، لذَا عادَتِ الدِّبَبَةُ البُنيَّةُ إلى الغَابات، حيثُ تُساعِدُ الاستعادةُ أيضًا النظمَ البيئيةَ على التعافي منْ حرائقِ الغابات.

 حملةُ استعادةِ الدُّولِ الجزريَّةِ الصغيرةِ النَّاميَة

معَ التركيزِ على ثلاثِ دُولٍ ناميةٍ جزريةٍ صغيرة -فانواتو وسانت لوسيا وجزر القمر- تَعملُ هذِه المبادرةُ على توسيعِ نطاقِ استعادةِ النظمِ الإيكولوجية الفريدةِ مِنَ التلالِ إلى الشعاب، والاستفادةِ مِنَ النموِّ الاقتصاديِّ الأزرقِ لمساعدةِ مجتمعاتِ الجُزرِ على التعافي منْ تبعاتِ وباءِ كورونا.

وتَشملُ الأهدافُ الحدَّ مِنَ الضغوطِ على الشعابِ المَرجانيةِ المُعرَّضَةِ لأضرارِ العَواصف، حيثُ يُمكنُ للأرصدةِ السمكيةِ أنْ تتعَافَى. وتَشملُ النظمُ البيئيةُ التي تَخضعُ للاستعادةِ أيضًا أعشابَ البحرِ وأشجارَ المانجروف والغابات.

تَهدفُ هذِه المبادرةُ إلى تضخيمِ صوتِ الدُّولِ الجُزريَّة التي تُواجِهُ ارتفاعَ مستوياتِ سطحِ البحرِ وتكثيفَ العواصفِ نتيجةً لتغيرِ المناخ.

 مُبادرةُ «ألتين دالا» للحِفاظِ على الأراضِي العُشبيَّة

مِثلَ العديدِ مِنَ الأراضي العشبيةِ في جميعِ أنحاءِ العالم، فإنَّ سهولَ آسيا الوسطى الشاسعةَ في حالةِ تدهورٍ بسببِ عواملَ مثلَ الرَّعيِ الجائر، والتحوُّلِ إلى الأراضي الصالحةِ للزراعة، وتغيُّرِ المناخ.

في كازاخستان، تَعملُ المبادرةُ منذُ عام 2005 على استعادةِ النظمِ البِيئيَّةِ (السهوب شبه الصحراوية والصحراوية) ضمنَ النطاقِ التاريخيِّ للسايغا، والسايغا هي ظباءٌ كانَتْ في يومٍ مِنَ الأيامِ مُعرَّضةً بشدَّةٍ لخطرِ الصيدِ وفقدانِ النوع.

في الواقع، انخفضَ عددُ السايغا إلى 50000 فقط في عام 2006 لكنَّهُ انتعشَ إلى 1.3 مليون في عام 2022. وبالإضافةِ إلى إحياءِ وحمايةِ السهوب، ساعدَتِ المُبادرةُ في الحِفاظِ على الأراضي الرطبةِ التي تُعدُّ محطةَ توقُّفٍ حيويَّةٍ لِمَا يقدَّرُ بنحو «10 مليون» طائرٍ مُهاجِر، ومنْ بينِ الأنواعِ الرئيسيةِ لهذهِ الطيور، طائرُ لابوينج، والإوزةُ حمراءُ الصدر، والبطُّ ذو الرأسِ الأبيض، والرافعةُ السيبيرية.

 مَمرُّ أمريكا الوُسطَى الجافّ

تَتعرَّضُ النظمُ البيئيةُ وشعوبُ الممرِّ الجافِّ لأمريكا الوسطى لمَوجاتِ الحرِّ والأمطارِ التي لا يُمكنُ التنبؤُ بِها، وهي مُعرَّضةٌ بشكلٍ خاصٍّ لتغيُّرِ المناخ. في عام 2019، وبعدَ عامٍ خامسٍ مِنَ الجفاف، وجدَ «1.2 مليون» شخصٍ في المنطقةِ أنفسَهم بحاجةٍ إلى مساعداتٍ غذائيَّة.

وتُغطي المبادرةُ سِتةَ بُلدان: كوستاريكا والسلفادور وجواتيمالا وهندوراس ونيكاراجوا وبنما، وتَهدفُ إلى زيادةِ الغطاءِ الأخضرِ منْ خلالِ استخدامِ تِقنيَّاتٍ مُختلفةٍ في الزراعة، على سبيلِ المثال، يُمكنُ لنظمِ الحراجةِ الزراعيةِ التي تدمجُ الغطاءَ الشجريَّ معَ المحاصيلِ مثلَ البُنِّ والكاكاو والهيلِ أن تُعززَ خُصوبةَ التربةِ وتوافرُ المياهِ معَ الحفاظِ على الكثيرِ مِنَ التنوُّعِ البيولوجي للغَابةِ الاستوائيَّةِ الأصليَّة.

بحلولِ عام 2030، سيكونُ الهدفُ هو إعادةُ ترميمِ 240 ألف فدانٍ وخُلقُ 5000 وظيفةٍ دائِمَة.

البناءُ معَ الطبيعةِ في إندونيسيا

يُعاني ديماك، وهو مُجتمعٌ ساحليٌّ مُنخفضٌ في جزيرةِ جاوةِ الرئيسيةِ في إندونيسيا، مِنْ عواملِ التعريةِ والفيضاناتِ وفقدانِ الأراضي بسببِ إزالةِ أشجارِ المانجروف منْ أجلِ بركِ تربيةِ الأحياءِ المائيةِ وهبوطِ الأرض والبِنيةِ التحتيَّة.

وبدلًا منْ إعادةِ زراعةِ أشجارِ المانجروف، قامَتِ المُبادرةُ ببناءِ هياكل شبيهةٍ بالسياج بموادَّ طبيعيةٍ على طولِ الشاطئِ لتهدئةِ الأمواجِ وحبسِ الرواسب، ممَّا يَخلقُ ظروفًا لانتعاشِ أشجارِ المانجروف بشكلٍ طبيعي.

وفي مقابلِ السَّماحِ لأشجارِ المانجروف بالتجدُّد، تمَّ تعليمُ المُزارعينَ تِقنياتٍ مستدامةً أدَّتٍ إلى زيادةِ إنتاجِهم مِنَ الجمبري، ومعَ توفيرِ غاباتِ المانجروف التي تُعتبرُ مَوطنًا لعددٍ كبيرٍ مِنَ الكائناتِ البحريَّة، شَهدَ الصيَّادونَ أيضًا تَحسُّنًا في صيدِهم بالقُربِ مِنَ الشاطئ.

 مُبادرةُ شان شوي في الصين

تَجْمعُ هذِه المبادرةُ الطموحةُ 75 مشروعًا واسعَ النطاقِ لاستعادةِ النظم البِيئية، مِنَ الجبالِ إلى مصبَّاتِ الأنهارِ الساحليَّة، عبرَ أكثرِ دُولِ العالمِ اكتظاظًا بالسُّكان.

تمَّ إطلاقُ المبادرةِ في عام 2016، وهي نتاجُ نهْجٍ مُنظمٍ للاستعادةِ البِيئية. تَتوافَقُ المشاريعُ معَ الخططِ المكانيةِ الوطنية، وتَعملُ على مُستوى المُسطحاتِ الطبيعيةِ الخضراءِ أوْ تجمُّعاتِ المياه، وتشملُ المناطقَ الزراعيةَ والحضرية، وكذلكَ النظمُ البيئيةُ الطبيعية، وتَسعى إلى تعزيزِ الصناعاتِ المحليةِ المتعددة، وتَشمل جميعُها أهدافًا للتنوُّعِ البيولوجي.

تَشملُ الأمثلةُ على هذهِ المشاريع، مشروعُ نهرِ أوه جيانغ في مقاطعةِ جي جيانغ، والذي يدمجُ المعرفةَ العلميةَ معَ أساليبِ الزراعةِ التقليديَّة، مثلَ المدرجاتِ المنحدرةِ والجمعِ بينَ المحاصيلِ وتربيةِ الأسماكِ والبط، لجعلِ استخدامِ الأراضي أكثرَ استدامة.

وحتى اللحظة، تمَّ استعادةُ حوالي 8.3 مليون فدان، معَ كونِ الهدفِ هو 24 مليون فدانٍ بحُلول عام 2030.

يَستمرُّ عقدُ الأممِ المتحدةِ لاستعادةِ النظامِ البيئيِّ حتى عام 2030، وهو أيضًا المَوعدُ النهائيُّ لتحقيقِ أهدافِ التنميةِ المستدامة، ويقولُ العلماءُ: إنَّ استعادةَ 15 في المائةِ فقط مِنَ النظمِ البيئيةِ في المناطقِ ذاتِ الأولويَّة، وتحسينَ المَوائلِ يُمكنُ أنْ يُقلِّلَ منْ حالاتِ الانقراضِ بنسبةِ 60 في المائة.

يتناولُ عقدُ الأممِ المتحدةِ اتفاقياتِ ريو الثلاثِ ويُشجعُ شُركاءَها على دمجِ التنبؤاتِ المناخيةِ ومستقبلٍ مناخيٍّ مختلفٍ في جهودِ الاستعادة.

وفي الخِتام، لمْ تكنْ هناكَ حاجةٌ أكثر إلحاحًا مِنَ الآن لإحياءِ النظمِ البيئيةِ المتضررة، حيثُ تدعمُ النظمُ البيئيةُ كلَّ أشكالِ الحياةِ على الأرض، وكُلَّما كانَت النظمُ البيئيةُ أكثرَ صحة، كانَ الكوكبُ وسُكَّانُهُ أكثرَ صحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى