أبرز اللمحات في تاريخ قِمم المناخ “COP”
أبرز اللمحات في تاريخ قِمم المناخ “COP”
يُعقدُ كل عامٍ في مدينة مختلفة ما يُعرَفُ بمؤتمر المناخ، الذي يطلق عليه -أيضًا- مؤتمر الأطراف (Conference of Parties)، ويرمز إليه اختصارًا بـ COP. يحضر هذه القمة العالمية الدولُ التي وقَّعَتْ علَى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، وهي المعاهدة التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1994.
ومنذ بدء انعقاد المؤتمر في العام 1995، شهدتِ النُّسَخُ المختلفةُ منه عددًا من اللمحات البارزة التي جعلت بعضَ هذه النسخ أشهر وأشد تأثيرًا مِن النُّسَخِ الأخرى. وقد كانت آخرُ هذه النسخ مؤتمر المناخ في شرم الشيخ “COP27”، الذي عُقِدَ في نوفمبر الماضي تحت شعار «قمة التنفيذ».
وقد وصف القمةَ المناخيةَ في دورتها السابعة والعشرين كثيرٌ مِن خبراء المناخ بأنها أشد القِمم أهميةً منذ قِمة باريس في العام 2015، تلك القمة التي تَمَخَّضَ عنها «اتفاقية باريس للمناخ»؛ لأجل الاتفاق التاريخي بشأن مفهوم «الخسائر والأضرار»، ومفاد هذا المفهوم أنَّ البلدانَ الغنيةَ والمتقدمةَ -بصفتها الأكثر تلويثًا للعالم- تدفع إلى البلدان الفقيرة والنامية، مقابل الأضرار التي تتكبدها نتيجةً لتغير المناخ.
ونلقي معكم الضوء فيما يأتي علَى أبرز قِمم المناخ منذ انعقادها للمرَّةِ الأولى في العام 1995.
قمة برلين 1995: COP1
نالت برلينُ شرفَ استضافة القمة الأولى لمؤتمر الأطراف، حيث توافقت الدول علَى ما يُعرَفُ بإطار برلين، وهو الإطار الذي يدعو إلى أهداف محددة وملزمة قانونيًّا للحد مِن انبعاثات الدول المتقدمة، كما ينظم انعقاد الدورات اللاحقة بعد المؤتمر.
قمة كيوتو 1997: COP3
شهدتْ هذه القمةُ توقيعَ الأطراف علَى اتفاقية كيوتو، وشملت أهدافًا محددةً، مثل خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الرئيسية. وقد وقَّعَتِ الولاياتُ المتحدةُ علَى هذه الاتفاقية، ثم تراجعت عن التصديق عليها. وقد دخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ بحلول العام 2005، ووصل عددُ الأطراف المُصَدِّقَةِ عليها -بعد هذا التاريخ بثلاثة أعوام- إلى 183 طرفًا.
قمة بالي 2007: COP13
نَتَجَ عن هذه القمة خارطةُ طريق بالي، التي وضعت جدولًا زمنيًّا للمفاوضات بشأن اتفاقية دولية جديدة تحل محل اتفاقية كيوتو، وتشمل جميع الدول، وليس الدول المتقدمة فحسب. وبالرغم مِن هذا، فإنَّ خُطَّةَ عمل بالي لم تضع أهدافًا ملزمة تخص الغازات الدفيئة الصادرة عن البلدان النامية.
قمة باريس 2015: COP21
نتج عن هذه القمة اتفاقية باريس التي تُعتبر أولَ اتفاق عالمي نحو الحد من تغير المناخ. الاتفاقية تهدف -بشكل أساسي- إلى احتواء ظاهرة الاحْتِرَارِ العالميِّ عند مستوى أقل مِن درجتينِ، مع السعي نحو الوصول إلى درجة ونصف، وذلك مقارنةً بمتوسط درجات الحرارة في عصر ما قبل الثورة الصناعية. الاتفاقية شملت -أيضًا- تخصيصَ 100 مليار دولار أمريكي، وجعله حَدًّا أدنى مِن المساعدات المناخية التي تُقَدَّمُ إلى الدول النامية، إلا إنَّ القمةَ فشلت في وضع حدٍّ لاستخدام الوقود الأحفوري؛ بسبب الاعتماد المتزايد عليه.
قمة بون 2017: COP23
قبل هذا المؤتمر، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك «دونالد ترامب» عن نيته الانسحاب من اتفاقية باريس، وهو ما فعله لاحقًا. توافقت البلدان الحاضرة علَى ما يُعرَفُ بـ «Powering Past Coal Alliance» أو التقدم نحو التخلص مِن الفحم، وهذا عن طريق مخطط تدريجي، للتخلي عن هذا النوع من الوقود الأحفوري بحلول عام 2030 للبلدان المتقدمة، و2050 بالنسبة إلى بقية البلدان.
قمة شرم الشيخ 2022: COP27
شهدتْ هذه القمةُ واحدةً مِن أهم الاتفاقيات في تاريخ مؤتمر الأطراف، حيث وافقتِ الدولُ المتقدمةُ علَى ما يُعرَفُ بـ «صندوق الخسائر والأضرار»، وهو يقدم تعويضات إلى البلدان النامية المتأثرة بتغير المناخ. ولكن مرَّةً أخرى، لم يستطع المؤتمرُ تحديدَ أهدافٍ حقيقيةٍ للتحول إلى الطاقة النظيفة، وتقليل غازات الاحتباس الحراري.