تزامنا مع احتفال العالم باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم.. تعرفوا على 5 نساء رائدات يستخدمن العلوم لإنقاذ الكوكب
تزامنا مع احتفال العالم باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم.. تعرفوا على 5 نساء رائدات يستخدمن العلوم لإنقاذ الكوكب
يوافق يوم 11 فبراير من كل عامٍ احتفالَ الأمم المتحدة واليونيسف وعدد كبير من المؤسسات باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، وهذا محاولة لتسليط الضوء على إسهامات النساء في مختلف تخصصات العلوم، بالإضافة إلى تعزيز جهود المساواة بين الجنسينِ؛ تحقيقًا للهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. وفي هذا السياق نستعرض معكم جهود 5 نساء رائدات في استخدام العلوم لإنقاذ كوكبنا.
تُظْهِرُ الأبحاثُ أنه على الرغم من نقص المهارات في معظم المجالات التكنولوجية، فلا يزال التفاوت بين الجنسينِ موجودًا في مجالات العلوم والتكنولوجيا المختلفة وكذلك الهندسة، حيث تشكل النساء أقل من ثلث القوة العاملة في هذه المجالات. بالإضافة إلى ذلك تُمنح الإناثُ -عادةً- منحًا بحثيةً أصغر مِن زملائهنَّ الذكور، وتميل أعمالهنَّ إلى أنْ تكون ممثلةً تمثيلًا ضعيفًا في المجالات رفيعة المستوى.
بطلاتُ هذا المقال هنَّ 5 نساء وظفنَ حياتهنَّ في معالجة الأزمات الرئيسية التي تواجه كوكبنا، والمتمثلة في تغير المناخ والطبيعة، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث بالنفايات، وذلك باستخدام العلوم المختلفة، وهو الأمر الذي حاز انتباه برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)؛ لذا تم اختيارهنَّ جميعًا للفوز بالنُّسَخِ المتعاقبة من جائزة «أبطال الأرض – Champion of the earth»، وجائزة «أبطال الأرض الشباب – Young Champions of the earth». وهما الجائزتانِ الأرفع مستوى من الأمم المتحدة في مجال البيئة.
الدكتورة بورنيما ديفي بارمان – بطلة الأرض عن 2022
بالنسبة إلى عالمة الأحياء البرية الدكتورة «بورنيما ديفي بارمان»، فشغفها منذ الطفولة بطائر «أبو سعن الكبير»، الذي ينتمي إلى عائلة اللقلق، وقد نَمَا شغفُها هذا ليصبح منهجَ حياةٍ ورتينًا يوميًّا؛ فبعد حصولها على درجة الماجستير في علم الحيوان بدأت «بارمان» دراسة الدكتوراه في عام 2007، والتي كان موضوعها متمحورًا حول طائر «أبو سعن الكبير»، ولكن نظرًا إلى العدد المتناقص باستمرار من هذا النوع من الطيور -التي أحبتها منذ الطفولة- أخَّرتْ إنهاء دراستها حتى عام 2019؛ من أجل التركيز علَى أعمال رفع الوعي تجاه الحفاظ علَى حياة هذا الطائر بين المناطق الريفية في ولاية آسام بالهند.
ولتوضيح الصورة لكم، يوجد اليوم أقل من 1200 طائر من طيور «أبو سعن الكبير»، أي أقل من 1 في المائة مما كان عليه الوضع قبل قرن من الزمان، وهو انخفاض كبير مدفوع -جزئيًّا- بتدمير البيئة الطبيعية لحياة هذا الطائر. وللمساعدة على حفظ حياة هذا الطائر المهدد بالانقراض أسست «بارمان» حركة «فريق هارجيلا»، وهي حركة أفرادها جميعًا من النساء، وتهدف إلى حماية هذه الطيور الكبيرة من الانقراض، واليوم أصبح عددُ أعضاء هذه الحركة أكثر من 10,000 امرأة يَحْمِيْنَ مواقعَ عيش طيور «أبو سعن الكبير»، ويُعِدْنَ تأهيلَ المصاب منها.
وتقول «بارمان»: «كَوني امرأةً تعمل في مجال الحفاظ على البيئة في مجتمع يهيمن عليه الذكور يمثل تحديًا، لكن «حركة هارجيلا» أظهرت كيف يمكن للمرأة أنْ تُحدِثَ فرقًا».
الدكتورة غلاديس – بطلة الأرض عن 2021
الدكتورة «غلاديس كاليما-زيكوسوكا»، هي الطبيبة البيطرية، والمؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لمنظمة الحفاظ على البيئة من خلال الصحة العامة. أمضت «غلاديس» ثلاثة عقود في المساعدة على حماية أندر الرئيسيات المعرَّضة للانقراض في العالم، مثل الغوريلا الجبلية التي تعيش في المجتمعات النائية في شرق أفريقيا.
في أوائل العشرينات من عمرها، عادت «كاليما-زيكوسوكا» إلى أوغندا -موطنها الأصلي- بعد مغامرة تعليمية، حيث حصلت على شهاداتها العلمية من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
وكان كثير من عملها -بعد عودتها- في المجتمعات الفقيرة المتاخمة للمناطق المحمية، حيث ساعدت علَى تحسين الرعاية الصحية، وخلق الفرص الاقتصادية، وتحويل كثير من السكان المحليين إلى شركاء في الحفاظ على البيئة.
قالت «غلاديس» -التي يمكن أنْ تمثل مصدرَ إلهام لكثير من شباب القارة السمراء في اختيار مستقبل وظيفي في مجال الحفاظ على البيئة-: «هناك نقص في أعداد العمالة المحلية في مجالات الحفاظ على البيئة، ونحن في حاجة إلى مزيد من الأبطال المحليين؛ لتبني العمل في مثل هذه المجالات؛ لأنَّ هؤلاء هم الأشخاص الذين سيصبحون صانعي القرار في مجتمعاتهم وبلدانهم مستقبلًا».
نزامبي ماتي – بطلة الأرض الشابة عن 2020
«نزامبي ماتي» مهندسة، ومخترعة، ورائدة أعمال، ورئيسة شركة «Gjenge Makers»، وهي الشركة التي أسستها لمكافحة التلوث البلاستيكي في نيروبي – كينيا.
تنتج «Gjenge Makers» مواد بناء مستدامة ومنخفضة التكلفة، وهي مواد مصنوعة من النفايات البلاستيكية المُعَادِ تدويرها، بالإضافة إلى الرمل، حيث طورت «ماتي» نموذجًا أوليًّا لآلة تحول مخلفات البلاستيك إلى أحجار تُستخدمُ في عمليات الرصف.
«ماتي» التي تخصصت في علوم المواد، وعملت مهندسةً في صناعة النفط في كينيا، كان مصدر الإلهام لشركتها هو أنها كانت تصادف -بشكل روتيني- أكياسًا بلاستيكيةً متناثرةً على طول شوارع نيروبي، وفي عام 2017 تركت «ماتي» وظيفتها -كانت محللة بيانات- وأنشأتْ مختبرًا صغيرًا في الفناء الخلفي بمنزل والدتها.
تنتج الشركة كل يوم 1500 من أحجار البلاستيك المُعَادِ تدويرها، مما يعطي هذه المخلفات حياة ثانية بدلًا من بقائها لقرون في شوارع المدينة، أو على أفضل تقدير التخلص منها في مكبات النفايات.
تشجع «ماتي» الشباب الآخرين على مواجهة التحديات البيئية على المستوى المحلي. وقالت: «التأثير السلبي الذي نتركه على البيئة هائل، لذا يجب علينا جميعًا أنْ نبدأ بأي حل يمكن أن نجده للمحافظة على البيئة، وبكل تأكيد سيكون لتضافر الجهود نتائج مذهلة».
تشاويوان رن – بطلة الأرض الشابة عن 2020
أكثر من 300 مليون من سكان المناطق الريفية في الصين لا يحصلون على مياه الشرب النظيفة بشكل مستمر، لذا أرادتْ «رن» تغيير هذا.
في أثناء بحثها عن استخدام المياه بين المناطق الريفية في الهند، كان تركيز «رن» منصبًّا على توجيه خبرتها المعرفية كلها نحو المساعدة على معالجة ما وصفته بأزمة المياه المتصاعدة في المناطق الريفية بالصين.
متسلحةً بدرجتي ماجستير في الهندسة البيئية والتكنولوجيا ووضع السياسات من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بدأت «رن» العمل على منصة «MyH2O»، وهي منصة بيانات تختبر وتسجل جودة المياه الجوفية عبر ألف قرية في ريف الصين، وتنشر النتائج عبر تطبيق ذكي يتيح للسكان معرفة أماكن العثور على المياه النظيفة.
تعتمد منصة «MyH2O» على شبكة وطنية من المتطوعين الشباب المدربين على اختبار جودة المياه وتسجيل نتائجهم في هذه المنصة التفاعلية، والتي ساعدت -منذ إطلاقها في عام 2015- على توفير المياه النظيفة لعشرات الآلاف من سكان قرى الصين.
وقالت «رن»: «نحن نعمل مع طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والطب، الذين يمكنهم التحول نحو العمل في الوظائف المتعلقة بحفظ البيئة؛ لإيجاد حلول لمختلف المشكلات البيئية؛ وذلك عن طريق تطويع حصيلتهم المعرفية وخبراتهم التي اكتسبونها في أثناء العمل معنا».
الدكتورة كاثرين هايهو – بطلة الأرض عن 2019
«كاثرين هايهو» عالمة المناخ في جامعة تكساس التقنية، كان لأبحاثها تأثير كبير في إعطاء صورة واضحة عن المناخ لكل مِنْ واضعي السياسات وصانعي القوانين عبر الولايات المتحدة، وحتى خارجها.
اكتسبت «هايهو» هذه المكانة المرموقة في العالم باعتبارها خبيرةً في المناخ، بفضل أبحاثها التي تتناول التوقعات طويلة المدَى، والسيناريوهات المستقبلية، والنماذج العالمية لتغير المناخ، مع تطوير استراتيجيات مبتكرة تترجم التوقعات المستقبلية إلى معلومات توضح الصورة للمجتمع وصانعي القرار.
وبينما شعرت «هايهو» بالامتنان تجاه التقدير الذي تلقته باختيارها بطلةً للأرض عن العامِ 2019، أكَّدتْ أنَّ الجزءَ الأكثر أهميةً في عملها هو التغيير الحقيقي في نظرتنا تجاه المناخ، حيث قالت: «أكثر ما يهمني على المستوى الشخصي هو أنْ يخبرني أحدهم -بشكل صادق- أنه لم يكن مهتمًّا بقضايا المناخ، ولكنه أصبح الآن واعيًا ومهتمًّا لهذا بفضل شيء ما قرأه لي أو سمعني أقوله؛ فبالنسبة إليَّ هذا هو ما يستحق ذلك العناء كله».
في الختام، فإنَّ اليوم الدولي للمرأة والفتاة في مجال العلوم -الذي يُحتفل به في 11 فبراير من كل عامٍ- فرصة لتعزيز الوصول الكامل والمتساوي للنساء والفتيات إلى المنصات التعليمية المختلفة، مع تمكينهنَّ من المشاركة في مختلف مجالات العلوم. وفي هذا العام، ركز احتفال العالم باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم على دورهنَّ العملي والتكنولوجي فيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs).