خطى مستدامة

اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة

اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة

اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة

على مدار التاريخ كانت الصحة الجيدة دائمًا محط اهتمام البشرية، ليس باعتبارها شرطا أساسيا للحياة الكريمة فقط، وإنما باعتبارها عاملا رئيسيا في تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي. ومع تطور المجتمعات ظهرت حاجة ملحة إلى توفير الرعاية الصحية للجميع دون استثناء، باعتبارها حقًّا أساسيًّا لكل إنسان، وليست امتيازًا لفئة دون أخرى.

لذا، تشارككم حماة الأرض الاحتفال باليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة والذي يوافق الثاني عشر من ديسمبر كل عام، وهو يوم خصصته الأمم المتحدة منذ عام 2017 لتسليط الضوء على أهمية ضمان حصول الجميع -في أي مكان- على الرعاية الصحية اللازمة دون أن تكون التكلفة عائقًا. وتعود جذور هذا اليوم إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012، الذي دعا إلى تسريع الجهود لتحقيق هذا الهدف، وهذا باعتباره جزءًا لا يتجزأ من التنمية المستدامة.

ويهدف اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة إلى رفع مستوى الوعي بضرورة إنشاء نظم صحية قادرة على الصمود، والتعاون مع مختلف الشركاء على توفير الخدمات الصحية للجميع بحلول عام 2030. وفي أثناء جائحة كورونا برزت أهمية هذا الهدف باعتباره دعامة أساسية لحماية الأفراد والمجتمعات في أوقات الأزمات وما بعدها.

وتمثل هذه المناسبة فرصة فريدة لاستعراض النجاحات التي حققتها الدول، والتحديات التي لا تزال تواجهها في هذا المجال، والدروس المستفادة لتعزيز التعاونينِ العالمي والمحلي؛ لأجل بناء نظم صحية أكثر شمولًا وإنصافًا.

وفي ظل التطورات العالمية الراهنة -كان آخرها جائحة كورونا- أصبحت التغطية الصحية الشاملة قضية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى؛ إذْ كشفت هذه الأزمة النقابَ عن هشاشة النظم الصحية في عديد من الدول، وأظهرت أهمية الاستثمار في الصحة العامة باعتباره أداة أساسية لمواجهة الأزمات المستقبلية، وبناء مجتمعات أكثر مرونة.

في هذا السياق تأتي مصر باعتبارها نموذجا ملهما في السعي إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة، حيث أطلقت الدولة عديدا من المبادرات الصحية الرائدة التي تسعى إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتعزيز نظام الرعاية الصحية؛ ليصبح أكثر شمولًا وكفاءةً. ومن خلال هذه المبادرات وضعت مصر الصحة في مقدمة أولوياتها التنموية، وأظهرت التزامًا قويًّا بتحقيق رؤية مستدامة في مجال الصحة العامة.

التغطية الصحية المصرية

أطلقت مصر -تحت رعاية رئيس الجمهورية- عددًا من المبادرات الصحية، التي غيرت واقع الخدمات الصحية في البلاد، من خلال تعزيز جودة الرعاية الصحية المقدمة، وتوسيع نطاق المستفيدين؛ إذْ جاءت هذه المبادرات في إطار رؤية واضحة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، وتحسين مؤشرات صحة الإنسان على المدى الطويل.

ومن بين أبرز هذه المبادرات “100 مليون صحة”، التي أُطلقت عام 2018 للقضاء على فيروس “سي” والأمراض غير السارية. وقدمت هذه المبادرة خدمات الفحص والعلاج إلى 60 مليون مواطن تقريبًا، وساهمت في إعلان مصر خالية من فيروس “سي” بحلول عام 2020، حسبما أعلنت منظمة الصحة العالمية في ذلك الوقت.

بالإضافة إلى ذلك، تعد مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة -مثل الاعتلال الكلوي، وصحة الأم والجنين- من الجهود البارزة التي انعكست على تحسين جودة الحياة للمواطنين. كما أطلقت الدولة مبادرات تهدف إلى تحسين الصحة الإنجابية، وتنظيم الأسرة؛ ومنها: “أيامنا أحلى” و”الألف يوم الذهبية”.

وكل تلك الجهود تعكس إيمان مصر العميق بأهمية الاستثمار في صحة الإنسان باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة. وبفضل استمرارية واستدامة هذه المبادرات تمكنت الدولة من تحقيق قفزات نوعية في تحسين مؤشرات الصحة العامة؛ فصارت نموذجًا عالميًّا رائدًا في تحقيق التغطية الصحية الشاملة.

وفي الختام، تدرك حماة الأرض أنَّ هناك -بصور عامة- حاجة مُلِحَّة إلى تكاتف الجهود العالمية والمحلية لضمان تحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030؛ مما يعزز صحة الإنسان، ويوفر مستقبلًا أكثر إشراقًا للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى