الاستخدام المستدام للطاقة في صناعة الأسمنت
حوار مجلة حماة الأرض مع رئيس قطاع المشروعات والتطوير في شركة سيمكس مصر
الاستخدام المستدام للطاقة في صناعة الأسمنت
حوار مجلة حماة الأرض مع رئيس قطاع المشروعات والتطوير في شركة سيمكس مصر
- ملتزمون بإزالة الكربون من عملياتنا.
- هدفنا الأساسي هو تقليل استهلاك الطاقة.
- سنستمر في دفع الابتكار وتبني التقنيات الحديثة.
كانتْ خطواتُ حماة الأرض فعَّالةً في دفع عجلة التنمية المستدامة والدعوة إلى تنفيذ إجراءات التحول الأخضر في القطاعات كافةً. ولم تكن دعوتُها تلك صورةً من صور النداء الأجوف، وإنما جعلتْ -بحِسٍّ وطني- دعوتَها إلى تحقيق التنمية المستدامة فعلًا واقعيًّا. وهذا تمثَّل في مسابقة “درع حماة الأرض”، التي أطلقتها بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي؛ لتكريم المؤسسات القائمة بمسئولياتها المجتمعية، وكذلك لتكريم الأفراد الذين يحققون أهدافَ التنمية المستدامة في مشروعاتهم. وبهذا الدرع فازتْ شركاتٌ ذات قدرة على المزج بين الربح والمسئولية البيئية والمجتمعية، ومنها: سيمكس مصر.
وعلى الرغم مِن أنَّ عمليةَ إنتاج الأسمنت قد عُرِفَ عنها أنها كثيفة الاستهلاك للطاقة، فإنَّ استخدامَ التكنولوجيا قد أدَّى دورًا حيويًّا في رفع كفاءة هذه العملية. ومِن هنا، كانت سيمكس صاحبةَ أداءٍ مثاليٍّ وإنجازاتٍ عديدة، وهذا مِن خلال جهودها التي تبذلها في مجال تحسين استهلاك الطاقة؛ لذا رأتْ مجلةُ حماة الأرض أنْ تلتقي برئيس قطاع المشروعات والتطوير في الشركة؛ حتى تُسلط الضوءَ على بعض هذه الإنجازات، فكان لقاؤها بالمهندس/ أحمد عثمان.
وكان سؤالُنا الأولُ حول شيوع استهلاك الطاقة في صناعة الأسمنت، محاولينَ معرفة أسباب تركيز سيمكس على كفاءة استهلاك الطاقة، ومعرفة ما إذا كان هذا التركيزُ لغرض خفض التكلفة، أم لغرض الاستدامة؟
وعن هذا أجاب المهندس/ أحمد عثمان، قائلًا: تمثل رؤيتنا في سيمكس ركيزةً أساسيةً لجميع جهودنا، وتتلخص هذه الرؤية في تقديم حلول مبتكرة ومستدامة في صناعة البناء والتشييد، مع التركيز على تماشي تلك الجهود مع برنامج العمل المناخي الخاص بنا “المستقبل يبدأ الآن”؛ ومِن ثَمَّ التزمنا بإزالة الكربون من عملياتنا، وعملنا في مسارات عديدة؛ لأجل تحقيق ذلك.
وأضاف، إنَّ كفاءةَ الطاقةِ جانبٌ بالغ الأهمية في الحد من البصمة الكربونية، وهو شق يتطلب الابتكار في استخدام التكنولوجيا. ويجب ألَّا يكون تبني الابتكار على حساب التكلفة، حيث إنَّ تلاقيَ الاستدامةِ مع الربحية ضامنٌ لاستمرار خلق القيمة.
ورغبةً مِنَّا في إيضاح تلك الجوانب والركائز الرئيسية التي تتخذها سيمكس استراتيجيةً لرفع كفاءة استهلاك الطاقة – سألنا رئيس قطاع المشروعات في سيمكس مصر؛ فبيَّنَها بقوله: تتطلب مبادراتنا لرفع كفاءة استهلاك الطاقة التركيزَ -بشكل خاص- على الكهرباء؛ لأنها مصدر الطاقة الرئيسي في مصانع الأسمنت، حيث يتطلب الاستهلاكُ الكبيرُ للطاقة الكهربائية -بواسطة معدات المصنع- تحليلًا وتدقيقًا مفصَّلًا؛ لأجل تحديد فرص التحكم في استهلاكنا للطاقة، وبالتبعية تقليله. ومِن خلال التركيز على الكهرباء يمكننا أنْ نُحدث فارقًا كبيرًا في استهلاك الطاقة؛ مما يُعزز مِن الكفاءةِ الشاملةِ لجميع عملياتنا.
وعن جوانب تلك الاستراتيجية استطرد، قائلًا: إنَّ هناك جانبينِ رئيسيينِ يشكلانِ جوهرَ استراتيجيتنا، لتحسين عملية استهلاك الطاقة:
الأول- خفض استهلاك الطاقة المحدد لكل طن أسمنت: هدفنا الأساسي هو تقليل استهلاك الطاقة المحدد لكل طن من الأسمنت المُنتج. ولتحقيق هذا، وضعنا مؤشراتٍ رئيسيةً تعتمد على بعضها بعضًا، ويشمل هذا: إجراءَ عمليات تدقيق ومراقبة مستمرة للطاقة المستهلَكة، ومتابعةَ الطلب على الطاقة مقابل خطط الإنتاج، وتحسينَ عملية تعويض الطاقة التفاعلية، وغير ذلك.
الآخر- فرص خفض تعريفة الطاقة: تُعتبر سيمكس مِن أُولى الشركات في مجال استكشاف فرص خفض تعريفة الطاقة، بهدف خفض تكلفة وحدة الكهرباء لكل طن من الأسمنت المُنتج، ويتضمن هذا تحليلًا شاملًا لمختلف العوامل والمؤشرات في عملياتنا؛ لتحديد تأثيرات التكلفة، وتنفيذ التدابير اللازمة لتحسين استهلاك الطاقة.
ثم انتقلنا إلى سؤالِ ضيفِنَا عن الاستراتيجيات التي نَفَّذَتْهَا سيمكس فعليًّا، وما أهم إنجازات مبادرات رفع كفاءة الطاقة التي أطلقتها الشركة؟ وهنا فصَّل، قائلًا: تُعَدُّ البياناتُ التفصيليةُ والشاملةُ لكفاءة الطاقة أمرًا بالغ الأهمية؛ لإحراز تقدمٍ في عملية استهلاك الطاقة، ولهذا السبب حَدَّدْنَا المؤشراتِ الرئيسيةَ للمراقبة والتحليل. وتشمل استراتيجياتنا عدة جوانب، مثل: تحسين استهلاك طاقة المعدات المساعدة – auxiliaries في حالة توقف الإنتاج، وكذلك تحسين مخططات التشغيل، وعدد مرَّات البدء والتوقف للمعدات الرئيسية عالية الاستهلاك للطاقة.
وهنا أشار إلى جانبٍ آخرَ، هو تحسين كفاءة المعدات ذاتها، وخاصة المعدات والمحركات والآلات القديمة والمتقادمة، ويشمل هذا: استحداثَ وضع تشغيلي موفر للطاقة – Power Saving Mode، واستخدامَ المعدات عالية الكفاءة، واستبدالَ الوقود الأحفوري -جزئيًّا- بأنواع الوقود البديلة في أفراننا.
وتابع رئيس قطاع المشروعات والتطوير في شركة سيمكس، قائلًا: منذ أنْ بدأنا في تنفيذ استراتيجيتنا لتحسين استهلاك الطاقة، استبدلنا ١٠٠% من الإضاءة التقليدية بمصابيح LED وأجهزة تحكم ذكية؛ مما أدَّى إلى توفير قدر كبير مِن الطاقة المستهلَكة. كما قمنا بتحييد التوافقيات، وهي الجهود والتيارات غير المرغوب فيها، بالإضافة إلى تفكيك مصادر الطاقة التفاعلية بنسبة ٦٠.%
وقد أدَّى اهتمامنا بدقة المعايير إلى زيادة دقة نظام القياس بشكل كبير؛ مما أدَّى إلى تحقيق نسبة تفاوت +/- ٢%، وأيضًا من خلال التحول إلى المحركات عالية الكفاءة، قمنا بتقليل أحمال المعدات بمقدار ٢ ميجاوات في الساعة. وأخيرًا، قمنا بتوسيع شبكات الطاقة والتحكم بنسبة ٣٠%؛ دعمًا لخارطة طريق الشركة وتوجهاتها لخفض ثاني أكسيد الكربون.
وقد أوضح المهندس/ أحمد عثمان في نهاية لقائنا به سعي سيمكس المستقبلي، حيث تساءلنا عن خُطط سيمكس مصر المستقبلية، المتعلقة بتحسين كفاءة استهلاك الطاقة بشكل أكبر؟ قائلًا: تظل سيمكس مصر -باعتبارها جزءًا من شركتنا الأم العالمية- ملتزِمةً بتحسين استهلاك الطاقة، وساعيةً نحو تحقيق الاستدامة في صناعة الأسمنت. وإنَّ إنجازاتنا لَتَشْهَدُ -حتى الآن- بإخلاص جهودنا وتفانيها في الحد من أثرنا البيئي ورفع كفاءة استهلاكنا للطاقة في مختلف جوانب عملياتنا.
وفي ختام لقائها برئيس قطاع المشروعات والتطوير في الشركة وجَّهتْ حماة الأرض خالصَ الشكر لشركة سيمكس مصر؛ لمساعيها في مجال تحسين عملية استخدام الطاقة. هذا، وستظل مجلةُ حماة الأرض ناظرةً بعين الاعتبار إلى التزام كبرى الشركات بتعزيز كفاءة الطاقة في عملياتها الصناعية.