العمل والثقافة أهم محاور مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان
العمل والثقافة أهم محاور مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان
مع ما أنجزته مصر في الأعوام الأخيرة من خطوات علَى مستويات عديدة، وما حققته من أهداف التنمية المستدامة؛ أصبح المسار الوطنيّ أشد اتساقًا مع أهم هذه الخطوات، ألَا وهو بناء الإنسان المصريّ اقتصاديًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا. وهي الخطوة التي تنظر إليها الحكومة المصرية باهتمام بالغ، وهذا من خلال مبادرة “بداية” التي دشَّن رئيسُ مجلس الوزراء نسختَها الثانيةَ في وقت سابق من الشهر الماضي -برعاية السيد رئيس الجمهورية- تحت شعار “بداية جديدة لبناء الإنسان“.
وتأتي هذه المبادرة باعتبارها استراتيجيةً وطنيةً تسعى بها مصر نحو ريادة إقليمية وعالمية في مجال تحسين حياة الإنسان، من حيث كونه رأسَ المال البشريّ الذي يجب أنْ تُستثمَرَ فيه كلُّ الجهود المتاحة؛ حتى نحقق الاستدامة بكل صورها.
وهي مبادرة تعمل علَى تحقيق التكامل المرجوّ بين جميع مؤسسات الدولة، حيث أصبحتْ جودةُ حياة المواطن المصريّ أهم ما يمكن أنْ تنظر إليه الحكومة المصرية بعين الاعتبار، وهو ما تَبَنَّتْه من خلال محاورَ عديدةٍ، كتأمين فرص العمل اللائق، والثقافة، والتعليم، والصحة، والرياضة؛ رغبةً في بناء أجيال قادرة علَى مواجهة تحديات المستقبل، وسعيًا نحو بناء المهارات التي تخدم عوائد الاقتصاد الوطنيّ، وتعزيزًا للهُويِّة الوطنية؛ فتصبح لمصرَ حينئذٍ بيئةٌ ومجتمعٌ أكثر استدامةً علَى المستويات كافةً.
وتعتمد المبادرة -لتحصيل غاياتها وتحقيق أهدافها- علَى تنسيق متكامل بين الوزارات والجهات المعنية، وهذا من خلال برنامج عمل يستهدف تنميةَ الإنسان، والعملَ علَى ترسيخ الهُوية المصرية. وتأتي علَى رأس هذه الوزارات المعنية: وزارة العمل، والثقافة، والتربية والتعليم، والصحة والسكان، والتضامن الاجتماعيّ، والشباب والرياضة، وغيرها من الوزارات؛ وذلك وفق ما يتطلبه الأمن القوميّ، والاقتصاد الوطنيّ، والاستقرار السياسيّ.
وأمَّا عن ملامح البرامج التي تؤسسها مبادرة “بداية” في كل محافظات الجمهورية بنهج عادلٍ وشاملٍ؛ فهي:
- إتاحة فرص عمل جديدة، وتفعيل برامج لتطوير المهارات، علَى أنْ يتناسبَ ذلك مع احتياجات سوق العمل محليًّا وعالميًّا.
- تعظيم دور بيوت الثقافة كالمسرح، وغيره من المنارات الثقافية، التي تستطيع إعادة بناء الإنسان المصريّ، واستدعاء حقيقته التي علَّمَتِ العالم معاني الحضارة بشتَّى علومها وفنونها.
- تطوير المناهج التعليمية عبْرَ برامج تدريبية متخصصة، وبهذه البرامج نعمل علَى تعزيز وتطوير مهارات المُعلِّم والمتعلِّم؛ بناءً علَى أحدث ما توصَّل إليه العِلمُ من مفاهيم وأدوات تساعد علَى تطوير قطاع التعليم.
- إطلاق حملات توعوية وبرامج صحية وقوافل علاجية في المحافظات كلها؛ لأجل تحسين الخدمات الصحية.
- دعم النشاط الرياضيّ، وتوفير آليات تعزيزه في كل محافظات الجمهورية، بخاصة في المناطق البعيدة عن القاهرة.
ختامًا، فإنَّ مبادرةَ “بداية” قدَّمت علَى مدى الأيام الماضية كثيرًا من الإنجازات في مجالات متعددة، ويُنتظر لها في الأيام القادمة أنْ تُقدِّم مزيدًا من الجهود التي تساهم في تعزيز حياة المواطن المصريّ؛ تأسيسًا علَى أهداف التنمية المستدامة، واستنادًا إلى مفاهيم التطوير والبناء، واعتمادًا علَى آليات المتابعة التي تُتيح لكل محافظة من محافظات الجمهورية أنْ تساهم في تحقيق هذا البناء الإنسانيّ المصريّ؛ حتى نحقق الأهداف المنشودة، التي من أهمها حياة المواطن المصريّ واستدامتها.