مصر ترسخ قيم العطاء عبر قيادات نسائية بارزة
مصر ترسخ قيم العطاء عبر قيادات نسائية بارزة
مع تزايد حدة الأزمات والتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، يبرز الدور المحوري للمجتمع المدني باعتباره شريكًا أساسيًّا في بناء مجتمعات أكثر تماسكًا وقدرة على الصمود. وفي هذا السياق، أصبحت قيم التضامن والتعاون والعمل الإنساني أكثر من مجرد شعارات تُردد؛ لتتحول إلى ركائز أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
هذا الإيمان بأن القوة الحقيقية لأي أمة تكمن في قدرة أفرادها على التعاون ومواجهة الشدائد هو ما يدفع الدول الواعية إلى تعزيز هذه القيم، عبر دعم المؤسسات التي تعمل في صميم خدمة الإنسان، وتفعيل المبادرات التي تستثمر في رأس المال البشري، ومن هذا المنطلق، تواصل مصر ترسيخ دعائم العمل المدني والتطوعي، بسلسلة من الجهود الوطنية التي تعكس التزامها الثابت بهذه المبادئ.
السيدة انتصار السيسي تتولى الرئاسة الشرفية للهلال الأحمر
ضمن هذه الجهود المتواصلة لتعزيز الوعي المجتمعي وتفعيل المبادرات الحيوية، أطلقت جمعية الهلال الأحمر المصري برعاية كريمة من السيدة/ انتصار السيسي، حرم السيد رئيس الجمهورية، مبادرة نوعية بعنوان “بإيديك تنقذي حياة”، وقد أطلقت هذه المبادرة في أكتوبر 2024، بهدف تمكين المرأة المصرية عبر رفع وعي الرائدات في مجال الإسعافات الأولية، وهي تعد تجسيدًا لالتزام السيدة الأولى بدعم المبادرات الإنسانية التي تسهم في بناء قدرات المجتمع وتعزيز دور المرأة المحوري في تقديم الدعم الصحي الفوري.
وتقديرا لتلك لجهود الوطنية المستمرة في العمل المدني والتضامن، واستكمالًا لهذه الرعاية الكريمة، شهدت الساحة المصرية تطورًا نوعيًّا يعكس عمق الالتزام بقضايا العمل الإنساني؛ فاليوم تتولى السيدة/ انتصار السيسي الرئاسة الشرفية لجمعية الهلال الأحمر المصري، وذلك خلال فعاليات اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، في خطوة تؤكد الدور المحوري للقيادة النسائية في تعزيز العمل المجتمعي.
وقد لاقى هذا الحدث ترحيبًا واسعًا، حيث تقدمت الدكتورة/ مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، بخالص التهنئة للسيدة/ انتصار السيسي، مشيدة بدورها البارز في دعم هذا الصرح الإنساني النبيل، وقد أكدت الوزيرة أن دعم سيادتها الكريم لهذا الدور الإنساني النبيل يعكس عمق التزام الدولة المصرية بقيادتها الرشيدة بتعزيز قيم التضامن، ومساندة الفئات الأكثر احتياجًا، وترسيخ ثقافة التطوع والعمل الخيري في مجتمعنا.
رؤية طموحة لتوسيع أثر الهلال الأحمر
وبعد توليها هذا المنصب الرفيع، عبرت السيدة/ انتصار السيسي عن رؤيتها وطموحها لقيادة العمل الإنساني، قائلة: إن الهلال الأحمر المصري يجسد أسمى معاني الإنسانية والعمل التطوعي، ويشرفني أن أتولى رئاسته الشرفية، واضعةً نصب عيني هدفًا واحدًا: أن نصل لأكبر عدد من المستفيدين، وأن نرتقي بخدماتنا لتليق باسم مصر.”
وقد نشرت ذلك عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، وأضافت “أثق أن كل عضو في هذا المجلس سيكون إضافة حقيقية في مسيرتنا نحو توسيع أثر العمل الإنساني، وبناء مجتمع أكثر رحمة وتضامنًا”. هذه الكلمات تعكس التزامًا عميقًا بتوسيع نطاق المساعدات والخدمات التي يقدمها الهلال الأحمر، مع الارتقاء بمستواها بما يتناسب مع مكانة مصر.
ويُذكر أن هذا الالتزام ليس جديدًا، فقد أشادت السيدة/ انتصار السيسي في مناسبات سابقة بجهود الهلال الأحمر المصري الإغاثية، مثل استجابته السريعة للعاصفة الجوية التي ضربت محافظة الإسكندرية، معبرة حينها عن امتنانها وتقديرها لجهودهم حيث قالت: “كل التقدير والامتنان للهلال الأحمر المصري على استجابته الإنسانية السريعة وجهوده العظيمة خلال العاصفة التي شهدتها محافظة الإسكندرية. لقد أثبتم أن الإنسانية لا تعرف حدودًا، وأن العطاء وقت الشدة هو أسمى صور المسئولية. دوركم المشرف محل فخر واعتزاز لنا جميعًا. كل الدعم لكم، ولكل يد ممدودة بالخير”.
القيادة النسائية للهلال الأحمر مسيرة عطاء متجددة
ويشهد تاريخ جمعية الهلال الأحمر المصري منذ نشأتها مسيرة حافلة بالعطاء والخدمات الإنسانية المتواصلة، وعلى مر تاريخها الحديث تعاقبت على رئاستها الشرفية سيدات قياديات كان لهن بصمات واضحة، بدءًا من السيدة/ جيهان السادات التي تولت رئاستها في مارس 1978، مرورًا بالسيدة/ سوزان مبارك عام 1987، واليوم تستلم السيدة/ انتصار السيسي هذه الراية؛ لتمثل امتدادًا لإرث طويل من القيادة النسائية الفاعلة في خدمة المجتمع المصري؛ وهو دور يدعم جهود تمكين المرأة في مختلف ميادين العمل العام.
إنَّ تولي السيدة/ انتصار السيسي الرئاسة الشرفية لجمعية الهلال الأحمر المِصري، يمثل دفعة قوية للعمل الإنساني والتطوعي في مِصر، وترى حماة الأرض أن هذه الخطوة تعزز بشكل ملموس محاور “رؤية مِصر 2030″، التي تهدف إلى تطوير القطاعات كافةً، وبناء مجتمع مستدام.
