مصر تقود المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي “صحة إفريقيا”

مصر تقود المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي “صحة إفريقيا”
تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تستضيف مصر النسخة الرابعة من المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي “Africa Health ExCon 2025″، في الفترة من 24 إلى 27 يونيو؛ وهو الحدث الصحي الأضخم على مستوى القارة الإفريقية، والذي تنظِّمه الهيئة العامة المصرية للشراء الموحد، بالتعاون مع المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض (Africa CDC)، والوكالة الإفريقية للتنمية (AUDA-NEPAD).
ومِن هنا تتناول حماة الأرض هذا الحدث الطبي الإقليمي؛ إدراكًا منها لأهميته في صياغة مستقبل الرعاية الصحية في مصر وإفريقيا ضمن إطار الالتزام برفع الوعي المجتمعي حول قضايا الأمن الصحي، والعدالة في الوصول إلى العلاج؛ فتابعوا القراءة.
الذكاء الاصطناعي الطبي
تأتي هذه النسخة الجديدة تحت شعار “الابتكار والاستقلال: ترسيخ الذكاء الاصطناعي والتصنيع المحلي لتعزيز النظم الصحية الإفريقية”؛ مما يعكس توجهًا استراتيجيًّا نحو بناء نظم صحية أكثر مرونة واستقلالية.
ويُعد الحدث منصة دولية تجمع صنَّاعَ القرار في المجال الصحي وخبراء التكنولوجيا والابتكار من مختلف أنحاء العالم. وذلك بمشاركة أكثر من 350 شركة من جميع أنحاء العالم، وأكثر من 42,700 زائر؛ من أجل تعزيز التعاون الصحي بين دول القارة الإفريقية، وتحفيز الاستثمار في التصنيع المحلي والتكنولوجيا الصحية. ويشمل البرنامج أكثر من 21 جلسة نقاش وورش عمل تقنية تغطِّي قضايا حيوية في القطاع الصحي.
وتؤكد هذه الفعالية الدولية على مكانة مصر المتقدمة بصفتها مركزًا إقليميًّا للرعاية الصحية والابتكار الطبي، وهو ما يتوافق مع الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة (الصحة الجيدة والرفاه)، والهدف التاسع المتعلِّق بالصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، إلى جانب الهدف السابع عشر الخاص بعقد الشراكات لتحقيق الأهداف.
المشهد الصحي في مصر وإفريقيا
وفي ظل تصاعد أهمية الذكاء الاصطناعي عالميًّا، يُنظر إليه باعتباره أداة استراتيجية لتحسين جودة الرعاية الصحية في مصر وإفريقيا، لا سيما في المناطق النائية والمحرومة من البنية التحتية الطبية المتقدّمة؛ لذا أكد المنظِّمون أنَّ إدماج الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا جديدة لتحقيق الاستقلال الصحي في القارة كلها.
كما يُعد الذكاء الاصطناعي محفِّزًا لتحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة، من خلال تحسين جودة الخدمات وتقليل الفجوات في التوزيع الصحي، وهو أيضًا يتقاطع مع الهدف الرابع (التعليم الجيد) من خلال تعزيز البحث العلمي والتدريب في المجال الصحي الرقمي.
وعلى ذلك تميَّزت نسخة هذا العام بإطلاق جناح خاص للذكاء الاصطناعي، يُعد الأول من نوعه في تاريخ المعرض، حيث يُستعرض أبرز الابتكارات وأحدث التطبيقات التي توظِّف الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج وإدارة النظم الصحية.
ومن خلال هذا المحور -محور الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي- تسعى مصر إلى ترسيخ موقعها في خريطة التحول الرقمي الصحي، عبر دعم البحوث المشتركة، والتدريب، وإنشاء شراكات مع مؤسسات تكنولوجية دولية؛ الأمر الذي يعزز قدرةَ إفريقيا على مواجهة التحديات الصحية الحالية والمستقبلية.
نحو منظومة صحية إفريقية مستدامة
تشير تصريحاتُ رئيسِ الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية -الدكتور/ هشام ستيت- إلى أنَّ المؤتمرَ هذا العام يضع أولوية خاصة للتكامل الصحي الإفريقي، من خلال خلق شراكات جديدة بين الدول، وتعزيز قدراتها في تصنيع الدواء والمستلزمات محليًّا؛ كي يمكن تقليل الاعتماد على الواردات.
وأكد ستيت أنَّ الوصول إلى السيادة الصحية في إفريقيا يتطلب تكاتفًا بين الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أنَّ إفريقيا تتمتع بالكفاءات والموارد التي تؤهلها لتحقيق هذا الهدف، إذا ما توفَّرت لها الإرادة السياسية والتمويل العادل.
وبدوره أشار المدير التنفيذي للمعرض -كمال عبيد- إلى أن “Africa Health ExCon” أصبح منصة استراتيجية لجعل مصر جسرًا طبيًّا إفريقيًّا، ومركزًا إقليميًّا للابتكار والتصنيع الدوائي، لافتًا الانتباه إلى أنَّ نسخة هذا العام تشهد مشاركة مؤسسية غير مسبوقة.
وقد جاء هذا الزخم بعد النجاح اللافت الذي حقّقته النسخة الثالثة من “صحة إفريقيا 2024″، التي عُقدت تحت شعار “بوابتك نحو الابتكار والتجارة”، بمشاركة 48 ألف متخصِّص في الرعاية الصحية من 142 دولة، وأكثر من 360 من كبار المسئولين وصنَّاع القرار، و350 عارضًا، إلى جانب 32 مؤتمرًا علميًّا، و264 جلسة و1410 متحدثين؛ مما رسَّخ مكانة الحدث في مناقشة مستقبل الرعاية الصحية في إفريقيا.
ومن هذا المنطلق، تؤمن حماة الأرض بأنَّ الأمنَ الصحي حجرُ الأساس في أيِّ مشروع تنموي حقيقي، وأنَّ العدالة في الرعاية الصحية لا تتحقَّق إلا إذا جعل العالمُ الصحةَ ومحاورها ضرورةً وحقًّا أصيلًا؛ لأنها استثمار طويل الأمد في الاستقرار والكرامة الإنسانية.




