إطلاق أول معايير لاعتماد مكاتب الصحة وتعزيز وحدات الحجر الصحي

إطلاق أول معايير لاعتماد مكاتب الصحة وتعزيز وحدات الحجر الصحي
تُعد مكاتب الصحة ووحدات الحجر الصحي من أعمدة المنظومة الوقائية الصحية؛ فالأولى مكلفة بتسجيل المواليد والوفيات، وإطلاق برامج التطعيم، ومراقبة الأمراض المُعدية، وإصدار الشهادات الصحية للمواطنين والعاملين في الدولة. أما الأخيرة فتمثل الحائط الأول لصد الأوبئة العابرة للحدود.
وبهذا، فإنَّ إطلاق معايير جديدة لهذه المكاتب الصحية خطوة استراتيجية لاستعادة السيطرة على أدوات الوقاية، وتوحيد آليات العمل، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة إلى المواطنين، بما يعزز من مكانة القطاع الوقائي المصري على الصعيدين الإقليمي والإفريقي.
من هذا المنطلق تسلط حماة الأرض الضوءَ في السطور القادمة على أحدث جهود الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية “GAHAR”، وتتناول خبرَ استعدادها لإطلاق معايير خاصة بالمكاتب الصحية، وقياس مدى تأثير ذلك في استدامة القطاع الصحي وفق أهداف التنمية المستدامة؛ فتابعوا القراءة.
محاور اللجنة وصياغة المعايير
في هذا الإطار اجتمعت نخبة من المتخصصين بمقر الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية في العاصمة الإدارية الجديدة؛ من أجل بدء عمل لجنة مشتركة تُعنى بوضع أول إصدار من معايير اعتماد مكاتب الصحة ومعايير الحجر الصحي.
وقد ترأَّس الدكتور/ أحمد طه “رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية – جهار” ذلك الاجتماع التأسيسيّ في حضور نائب وزير الصحة والسكان لشئون الطب الوقائي الدكتور/ عمرو قنديل. وفي هذا الاجتماع تركزت النقاشات على إعداد وثيقتين أساسيتين؛ هما:
الأولى- معايير اعتماد مكاتب الصحة.
الأخرى- معايير اعتماد الحجر الصحي.
وقد تم اعتماد هذه المعايير الصحية بالاستناد إلى أفضل الممارسات الدولية، واللوائح الصحية العالمية، بالإضافة إلى المعايير المعترف بها دوليًّا مثل (ISQua – EEA).
الأهداف المنشودة
- تثبيت البيانات الوقائية والإحصائية بدقة وموثوقية.
- رفع جودة الخدمات المقدمة إلى المواطنين في مرحلة التسجيل، المتابعة، والتطعيم.
- تعزيز جاهزية وحدات الحجر الصحي، وتفعيلها بمواصفات تسهم في الاستجابة السريعة للأزمات.
- ترسيخ مفهوم الاعتماد باعتبارها مؤشر جودة وتميز للعاملين والمؤسسات الوقائية.
مفهوم الوقاية في منظومة الصحة
من الواضح أنَّ كلمة «الوقاية» ليست إجراءً احتياطيًّا فقط، بل هي استراتيجية وطنية تعبر عن رؤية شاملة لتحول النظام الصحي من ردِّ فعلٍ إلى منعٍ وتنبؤٍ؛ فكما أشار رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية: «الوقاية مسئولية وجودة قبل أنْ تكون استجابة»، وذلك في إشارة صريحة إلى أنَّ الاستثمار في الوقاية هو استثمار في استقرار وطن أكثر استدامة.
أمَّا نائب وزير الصحة والسكان لشئون الطب الوقائي -الدكتور/ عمرو قنديل- فقد نبَّه إلى أنَّ الشق الوقائي هو حائط الصد الأول أمام المشكلات الصحية، وأنه يتطلب إطارًا منظَّمًا وضوابط تنفيذية تضمن التنفيذ بأعلى درجات الكفاءة.
مراحل التنفيذ والتكامل المؤسسي
ولتعزيز جهود الحجر الصحي ودعم مكاتب الصحة المصرية سوف ترتكز المرحلة المقبلة على الخطوات التنفيذية الآتية:
- رفع مشروع المعايير المقترحة إلى الإدارة المعنية في الهيئة لمراجعته وإقراره.
- تدريب وتأهيل مكاتب الصحة ووحدات الحجر الصحي على تطبيق هذه المعايير.
- إطلاق حملات توعوية وتعريفية بالعاملين والمجتمع حول دور الاعتماد وأهميته.
- تكامل مؤسسي بين الهيئة ووزارة الصحة والقطاعات ذات الصلة؛ لتفعيل الدور القضائي والوقائي بشكل موازٍ.
وفي الختام، فإنَّ إطلاق معايير وطنية لاعتماد مكاتب الصحة ووحدات الحجر الصحي ليست مجرد إجراء إداري، بل هي نواة تحول نوعي يُعزز من قوة المنظومة الوقائية في مصر، ويمكنها من مواجهة التحديات الصحية الراهنة والمستقبلية بتحرك استباقيّ فعَّال.
وترى مؤسسة حماة الأرض في هذه الخطى المستدامة بوابةً نحو تحول ثقافي في مفهوم الصحة العامة، وهو تحول يضع المواطن في قلب العملية الوقائية، ويجعل من الاستدامة نهجًا ثابتًا لا شعارًا عابرًا؛ فحيثما تتقدم الوقاية تتقدم التنمية المستدامة، وتُبنى مجتمعاتٌ أكثر وعيًا وقدرة على حماية مستقبلها.






