موز يتحول إلى بلاستيك حيوي مستدام
موز يتحول إلى بلاستيك حيوي مستدام
تخيل لو تحولت نفايات الموز التي تُهدر يوميًّا إلى حلٍّ بيئيّ يستطيع أنْ يغيِّر مستقبلَ البلاستيك! نعم، هذه فكرة تبدو كأنها من عالم الخيال العلميّ، سوى أنها أصبحت اليوم واقعًا يثبت أنَّ الابتكار قادر على تحويل النفايات إلى منتجات مستدامة.
لذلك تأخذكم حماة الأرض في رحلة لتسليط الضوء على دراسة علمية تُشير إلى فكرة يمكن بها تحويل جذوع نبات الموز إلى بلاستيك حيويّ قابل للتدوير والتحلل، وهو أمر يمكن أنْ يفتح آفاقًا جديدةً للتعامل مع أزمة النفايات الزراعية والبلاستيكية على حدٍّ سواء؛ فتابعوا قراءة المقال.
الطريق إلى موز مستدام
يُعدُّ الموز من الفواكه الأكثر استهلاكًا عالميًّا، ويُشكِّل تجارةً واسعةً تسهم في تعزيز اقتصادات كثير من الدول، سوى أنه يُنتج كثيرًا من النفايات الزراعية، بخاصة جذوعه. ولمعالجة التحديات السابقة عثر باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز (UNSW) على حل فريد ومبتكر يسهم في تقليل هذه النفايات، ويحقق استدامةً بيئيةً بعيدة المدى.
من جذوع الموز إلى البلاستيك الحيوي
سعت الدراسة إلى استغلال ما يُعرف بالجذوع الزائفة لنبات الموز (Pseudostem) في صُنع بلاستيك حيويّ. ولتبسيط الأمر فإنَّ نبات الموز يشكِّل جذعًا زائفًا ارتفاعه بين 3 – 6 أمتار، ويتكون من الماء بنسبة 90%، ويكون في صورة طبقات تُنتج بكثرة مادة النانو سليلوز. ولتحويل هذه المادة إلى بلاستيك حيويّ فإنها تمر بمراحل دقيقة؛ هي:
- التجفيف: يتم تجفيف الجذوع بعناية لإزالة الرطوبة الزائدة.
- الطحن: تُطحن الجذوع المجففة لتصبح مسحوقًا.
- المعالجة الكيميائية: يتم استخراج مادة النانو سليلوز التي تُعدُّ مكونًا أساسيًّا للإنتاج.
- التشكيل: تُحوَّلُ المادةُ المستخلصةُ إلى بلاستيك حيويّ يمكن استخدامه -على سبيل المثال- في تغليف الأطعمة.
فوائد بيئية واقتصادية
يتميز البلاستيك الحيويّ المصنوع من جذوع نبات الموز بخصائصَ تجعله منافسًا قويًّا للبلاستيك التقليديّ، فهو قابل للتحلل في التربة خلال ستة أشهر، ويسهم أيضًا في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوريّ المستخدم في إنتاج البلاستيك الصناعيّ.
وهذا الابتكار -فضلًا عما سبق- يحمل بُعدًا اقتصاديًّا مهمًّا، هو أنه يسمح للمزارعين باستغلال نفايات مزارعهم؛ مما يعود عليهم بعوائد اقتصادية بدلًا من التخلص من هذه النفايات بطريقة غير مسئولة؛ فيكون أسلوبهم في الزراعة أسلوبًا مستدامًا، ويقلل من استخدام البلاستيك الصناعيّ في الوقت نفسه؛ ومِن ثَمَّ تعزيز مفهوم الاقتصاد الدائريّ، وفتح آفاق الابتكارات البيئية.
ختامًا فإنَّ هذه الفكرة تحقق -بشكل أو بآخر- أهداف التنمية المستدامة، وتساعد على تحويل الأفكار البناءة إلى واقع ملموس في حياتنا، بما يحقق الرخاء والاستدامة لنا وللأجيال القادمة؛ ولهذه الغاية تعمل حماة الأرض على التوعية بمثل هذه الأفكار المستدامة؛ فالبيئة مسئوليتنا جميعًا.