خطى مستدامة

خلال المرحلة الثالثة.. مبادرة 100 يوم صحة تقدم 5.5 مليون خدمة مجانية للمصريين

صحة

خلال المرحلة الثالثة.. مبادرة 100 يوم صحة تقدم 5.5 مليون خدمة مجانية للمصريين

في وقت تتزايد فيه التحديات الصحية وتتفاقم فيه التكاليف العلاجية، تصبح الرعاية الصحية المجانية ليست مجرد مطلب إنساني، وإنما ضرورة استراتيجية لبناء مجتمعات قادرة على النمو والازدهار، وفي الوقت الذي تعاني أنظمة الصحة في كثير من الدول من الضغوط، تبرز تجارب وطنية ملهمة تسعى إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة باعتبارها حقًّا للمواطن، وتُعد مصر من الدول التي كثّفت خلال الأعوام الأخيرة جهودها نحو تعزيز الوقاية، وتحسين جودة الخدمات، وتوسيع نطاق الكشف المبكر عن الأمراض، خاصة المزمنة، عبر مبادرات قومية ضخمة، ومن أهمها مبادرة 100 يوم صحة.

وقد شهدت محافظات الجمهورية انطلاق النسخة الثالثة من مبادرة 100 يوم صحة في الثلاثاء 15 يوليو 2025، تحت إشراف مباشر من الدكتور/ خالد عبد الغفار، نائب “رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان”، حيث تسعى الحملة إلى تقديم خدمات صحية مجانية ذات جودة عالية لجميع الفئات، مع التركيز على الفئات الأكثر احتياجًا، في إطار خطة وطنية تمتد على مدى مئة يوم.

وفي هذا المقال، سوف تستعرض مؤسسة حماة الأرض أبرز إنجازات مبادرة 100 يوم صحة في نسختها الثالثة، وما حققته من إسهامات في مجال الرعاية الصحية المجانية، مع تسليط الضوء على جهود التوسع في خدمات الكشف المبكر، والتدخل العلاجي للأمراض المزمنة؛ فتابعوا القراءة.

إنجازات مبادرة 100 يوم صحة

منذ انطلاق نسختها الأولى عام 2022، مثّلت مبادرة 100 يوم صحة خطوة استراتيجية نحو بناء منظومة رعاية أولية فعالة وشاملة، وفي النسخة الثالثة، رسّخت المبادرة هذا النهج عبر تغطية جميع محافظات الجمهورية وتوسيع نطاق الخدمات المقدّمة، حيث أعلن الدكتور/ خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان أن الحملة في نسختها الثالثة نجحت في تقديم أكثر من 5 ملايين خدمة صحية، وشملت هذه الخدمات فحوصات طبية، وعيادات متنقلة، وصرف أدوية، وتحاليل وأشعات، واستشارات تخصصية.

الكشف المبكر من خلال العيادات المتنقلة

شملت خدمات المبادرة التوعية الصحية والكشف المبكر عن الأورام، والرعاية المتكاملة لصحة المرأة، إلى جانب مبادرات لرعاية الأم والجنين، والمسح الطبي المجاني للأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري، ضمن منظومة ميدانية متكاملة تضمن التشخيص المبكر، والإحالة للعلاج، وتقديم الدعم الطبي بالمجان.

وأوضح الدكتور/ خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، أن حملة 100 يوم صحة قدّمت ما يزيد على 147 ألف خدمة عبر قطاع الرعاية العلاجية، إلى جانب نحو 53 ألف خدمة أخرى ضمن المبادرات الرئاسية للصحة العامة، كما أسهم قطاع الطب الوقائي في تقديم أكثر من 6 آلاف خدمة خلال فترة الحملة.

الكشف المبكر عن الأورام

ولفت الوزير إلى أن الوحدات التابعة للهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية قدمت نحو 19 ألف خدمة، فيما وفّرت مبادرة دعم الصحة النفسية “صحتك سعادة” ما يقرب من 2800 خدمة متخصصة، أما مستشفيات الهيئة العامة للتأمين الصحي فقد قدمت أكثر من 7 آلاف خدمة طبية.

وأشار الوزير إلى أن هيئة الإسعاف المصرية تعاملت مع أكثر من 4 آلاف حالة إسعافية، في حين قدمت مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة ما يقارب 48 ألف خدمة متنوعة. كما تم تنفيذ 576 عملية جراحية ضمن مبادرة قوائم الانتظار، إلى جانب تقديم ما يزيد على 5 آلاف خدمة عبر مستشفيات المؤسسة العلاجية.

منظومة شاملة تعتمد على الوعي والاستباق

تعكس هذه الأرقام التوجه الجديد للدولة نحو بناء نظام صحي يرتكز على الرعاية الوقائية والكشف المبكر باعتبارها أدوات أساسية لتحسين جودة الحياة، والحد من أعباء الأمراض المزمنة التي تعد من أبرز أسباب الوفاة في مصر والعالم، كما تمثل المبادرة جزءًا من الجهود الوطنية لاحتواء الفجوة بين الخدمات الصحية في المدن والمناطق الريفية.

وقد أظهرت البيانات الرسمية أن أكثر من 51 ألف مواطن استفادوا من خدمات التوعية بمجالات تنظيم الأسرة، وصحة الأم والطفل، وذلك ضمن أنشطة موسّعة تستهدف رفع الوعي المجتمعي بالصحة الإنجابية، وتشجيع السلوكيات الوقائية، بما يسهم في خفض معدلات وفيات المواليد، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة الجيدة والمساواة.

صحة الأم

وخِتامًا، تؤكد مؤسسة حماة الأرض أن مبادرة 100 يوم صحة في نسختها الثالثة نموذجًا عمليًّا لكيفية تفعيل مفهوم الصحة باعتباره حقًّا أساسيًّا للمواطن، وتجسيدًا لتحوّل نوعي في أولويات السياسات الصحية الوطنية نحو الوقاية والاستباق، بدلًا من الانتظار والعلاج، وقد أثبتت المبادرة قدرة مصر على إدارة مواردها البشرية والطبية بشكل منظم وواسع النطاق، كما أظهرت أن التكامل بين الجهد الحكومي والمجتمعي يمكن أن يحقق تأثيرًا ملموسًا في حياة الملايين، خاصة في الريف والمناطق الحدودية.

وإنَّ هذه التجربة تشكل دعوة مفتوحة إلى ترسيخ هذا النموذج باعتباره خط دفاع أول في مواجهة التحديات الصحية، ومنصة لبناء وعي صحي مجتمعي يرسّخ السلوك الوقائي، ويعيد الثقة بين المواطن ومقدّم الخدمة الصحية؛ فمستقبل الصحة في مصر يبدأ من الميدان، حيث تلتقي الجهود، وتُصنع الفوارق الحقيقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى