اختتام الدورة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي
اختتام الدورة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي
تحت شعار “كل شيء يبدأ محليًّا: لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة” استضافت مصرُ -مؤخرًا- الدورةَ الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي، حيث اجتمع ما يقرب من 40 ألف مشارك من 182 دولةً؛ لأجل تبادل الأفكار والرؤى حول مستقبل التحضر العمرانيّ وفق أهداف التنمية المستدامة. وقد تابعت حماة الأرض في الأيام القليلة الماضية فعاليات هذا الحدث العالميّ، حيث أكدت جميعُ جلسات المنتدى ضرورةَ الالتزام بتعزيز التحضر المستدام من خلال تنفيذ أجندة 2030.
علَى مدار أيام الأسبوع الماضي، وبمشاركة 63 ألف مشارك في أكثر من ٦٠٠ جلسة نقاشية وحوارية متنوعة؛ نال المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة إشادةً دوليةً كبيرةً، كما شهدت فعالياته مشارَكةً بارزةً من المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN Habitat) “آنا كلوديا روسباخ”، التي قالت: «إنَّ تركيز المنتدى العالمي الحضري علَى العمل المحليّ جاء في الوقت المناسب؛ لأنَّ أكثر من نصف سكان العالم يسكنون الآن في المناطق الحضرية».
وتضمن المنتدى -وفق بيان السيدة/ روسباخ- مناقشاتٍ سلطت الضوء علَى عدد من القضايا المهمة، والمتعلقة بالجهود المبذولة لتعزيز المدن والمجتمعات المستدامة، وقد تمثَّل هذا الاهتمام في الاعتراف بأنَّ السكنَ اللائقَ حقٌّ من حقوق الإنسان، خاصةً في ظل ما يواجه العالم من أزمات مناخية وإنسانية متعددة؛ وهو ما يدفعنا إلى مواصلة زيادة الجهود الخاصة بتمويل المدن الجديدة، بما يعكس الاستدامة الخضراء التي تدعو إليها الاستراتيجياتُ الوطنية والعالمية.
وفي ختام المنتدى أُشير إلى النجاح الباهر الذي تحقق خلال فعالياته، حيث عكس الالتزام الراسخ الذي أظهرته مصر في استضافة هذا الحدث العالميّ، كما أشاد المشاركون بتجارب مصرَ في مبادرات كثيرة، ومنها: مبادرة “حياة كريمة”، وهي المبادرة التي أكَّد المهندس/ شريف الشربيني -وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية- أنها طريق مصريّ نحو مواصلة خدمة المواطنين وتنمية المجتمع تنميةً مستدامةً؛ لتقديم الأفضل إلى جميع المواطنين بعدالة وشمولية.
وذلك النجاح وتلك الإنجازات انعكست في أرقام المنتدى الحضري العالمي بدورته الثانية عشرة، حيث كانت فعالياته علَى مستويات عديدة قامت علَى مناقشات عميقة وحوارات رئيسية وموائد مستديرة شاملة، فضلًا عن التجمعات التي نظمها وقادها أصحابُ المصلحة والشركاء المعنيين بالتنمية العمرانية، وقد شهدت هذه الفعاليات حضورَ أربعة رؤساء دول و60 وزيرًا و45 نائبَ وزيرٍ من 84 دولة و96 رئيس بلدية.
وليكون ختامُ المنتدى بوصلةً لتوجيه المجتمع الدوليّ أطلقتِ الحكومةُ المصرية “إعلان القاهرة”، وقد جاءت توصيات هذا الإعلان -علَى لسان الدكتورة/ منال عوض “وزيرة التنمية المحلية”- لتؤكد أهميةَ متابعة تحقيق كل أهداف التنمية المستدامة علَى المستوى المحليّ والإقليميّ والعالميّ، وكذلك دعا “إعلان القاهرة” إلى عدد من التوصيات؛ مِن أبرزها: العمل العاجل لمواجهة أزمة السكن العالمية، والدعوة إلى مدنٍ خضراءَ تساعد علَى زيادة معدلات الاستدامة، وجعل الاقتصاد الدائريّ محورَ التنمية الحضرية، والاستفادة من البيانات المحلية في اتخاذ القرارات، وكذلك توظيف الثقافة والتراث باعتبارهما مُقومينِ من مقوماتِ الاستدامة.
في ختام الدورة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي يتجلى لنا بوضوح أنَّ التحديات التي تواجه المدن والمجتمعات في عصرنا الحاليّ تتطلب تضافر الجهود والتعاون الفعّال بين جميع الأطراف المعنية؛ لذا يأتي دور “إعلان القاهرة” باعتباره خطوةً ذات أهمية نحو تحقيق التغيير الإيجابيّ المرجوّ، حيث يضع أمامنا مجموعةً من التوصيات التي تعكس الفرص المستدامة في تطوير المجتمعات الحضرية.
وإنَّ نجاحَ المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك التزامَ مصر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويؤكد -أيضًا- دورَ هذه الأهداف على المستوى المحليّ والعالميّ؛ لذا فلنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات أكثر استدامةً.