تشكل البنية التحتية المستدامة الأساس الذي تُبنى عليه جميع جهود التنمية المستدامة؛ فهي العامل الحاسم في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة. ومع تسارع التغيرات المناخية وازدياد الضغط على الموارد الطبيعية، تزداد الحاجة إلى تطوير بنية تحتية ذكية ومستدامة تُعزز كفاءة استخدام المياه والطاقة، وتحد من الانبعاثات، وتدعم قدرة المجتمعات على مواجهة الأزمات البيئية.
وفي إطار الجهود الدولية لدعم التحول نحو الاستدامة، تبرز أهمية الفعاليات المتخصصة التي تجمع الخبراء وصنّاع القرار لتبادل الرؤى وصياغة حلول مبتكرة لتعزيز كفاءة الموارد ومواجهة التحديات البيئية، وتطوير بنية تحتية أكثر مرونة واستدامة، ودعمًا لهذا التوجه تستعد العاصمة الإماراتية أبو ظبي لاحتضان النسخة الرابعة من المؤتمر العالمي للمرافق، الذي يُعقد من 27 إلى 29 مايو 2025 في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض “أدنيك”، تحت شعار “الابتكار لعصر جديد في قطاع المرافق”.
يأتي المؤتمر في إطار الجهود العالمية التي تعمل على تسريع التحول في قطاع المرافق، من خلال اعتماد تقنيات الطاقة المتجددة، وتحسين إدارة الموارد المائية، ورفع كفاءة الشبكات، ومن هنا سوف تتناول حماة الأرض في هذا المقال أبرز ما يطرحه المؤتمر من مسارات واعدة لتعزيز الابتكار في قطاع المرافق، لما يحمله من دلالات استراتيجية في ضوء أهداف التنمية المستدامة؛ فتابعوا القراءة.
يُنظَّمُ المؤتمر العالمي للمرافق 2025 بالتعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية الإماراتية، ودائرة الطاقة ودائرة الثقافة والسياحة وشركة أبو ظبي الوطنية للمعارض “أدنيك”، حيث يُعد المؤتمر منصة رفيعة المستوى لتبادل الرؤى بين الحكومات والشركات ومراكز البحث، حول مستقبل الطاقة والمياه في ظل التغير المناخي، ويُتوقع أن تناقش جلساته قضايا محورية، مثل خفض البصمة الكربونية، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، وتبني نماذج إدارة مبتكرة قائمة على العدالة المناخية.
وسيتيح المؤتمر فرصة حقيقية للربط بين الابتكار البيئي والاستثمار المستدام في البنية التحتية المستدامة، بما يُعزز قدرة الدول على بناء منظومات مرافق أكثر كفاءة وشمولًا، من خلال عرض تجارب إقليمية ناجحة، وصياغة توصيات قابلة للتنفيذ تسهم في دعم خطط التنمية المستدامة، وتُلبي احتياجات المجتمعات من الطاقة والمياه بشكل منصف ومسئول.
مشاركة رفيعة تواكب تطلعات الاستدامة
وفي هذا السياق، أشار وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، السيد/ سهيل بن محمد المزروعي إلى أهمية المؤتمر العالمي للمرافق 2025 في تعزيز الحوار الدولي حول مستقبل قطاع المرافق، موضحًا التزام الإمارات بالمضي نحو الحياد المناخي بحلول 2050، كما أكد أهمية الابتكار باعتباره عنصرًا رئيسيًّا في تعزيز كفاءة الموارد، وتوسيع قاعدة الحلول البيئية ذات الكربون المنخفض.
ومن جانبه شدد السيد/ جاسم حسين ثابت -الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة أبو ظبي الوطنية للطاقة- على أهمية الاستثمار الاستباقي في البنية التحتية المستدامة، ودور المؤتمر العالمي للمرافق 2025 في تسهيل حوارات استراتيجية تدفع القطاع نحو مزيد من التعاون العابر للحدود. وأشار إلى ضرورة تسريع وتيرة الابتكار لتأمين خدمات الطاقة والمياه بصورة موثوقة ومستدامة؛ من أجل مواجهة التقلبات المناخية والاقتصادية.
المؤتمرات المصاحبة للمؤتمر العالمي للمرافق
وتشهد فعاليات المؤتمر العالمي للمرافق 2025 تنظيم عدد من المؤتمرات المتخصصة التي تسلط الضوء على حلول خفض الانبعاثات، وتقديم تقنيات متقدمة لتعزيز كفاءة إدارة المياه، إلى جانب استعراض مبادرات مبتكرة لتسريع التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، ويُتوقع أن تسهم هذه الجلسات في دعم أصحاب القرار بوضع استراتيجيات فعالة لتحقيق الاستدامة.
وستشهد المؤتمرات المصاحبة مشاركة وزراء وخبراء تنفيذيين وأكاديميين من مختلف دول العالم؛ لمناقشة فرص التعاون في مواجهة التحديات البيئية، وصياغة سياسات تدعم التوسع في الطاقة النظيفة، وتعزيز الاستثمارات في البنية التحتية، في إطار تحقيق التوازن بين تأمين الخدمات الحيوية وحماية البيئة، وهو ما يجعل هذه المنصات التفاعلية مدخلًا مهمًّا لتعزيز المسارات المستقبلية للتنمية المستدامة.
رسالة عالمية في مواجهة تحديات المستقبل
ويوجِّه المؤتمر العالمي للمرافق 2025 رسالة إلى العالم مفادها أن تكامل الجهود هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل مستدام، ويعكس هذا الحدث أهمية التحرك الجماعي نحو الابتكار، وإعادة تصور قطاع المرافق باعتباره قاطرة للتنمية المستدامة، وليس مجرد مزود للخدمات.
ومِن هنا ترى حماة الأرض أنَّ اشتداد الضغوط البيئية وارتفاع تكلفة التغيرات المناخية يضعان العالم أمام لحظة حاسمة تتطلب تحركًا فعَّالًا في مجال استدامة البنية التحتية؛ لذا تنقل حماة الأرض كل المستجدات الخاصة بهذا المجال؛ استمرارًا لجهودها في تسليط الضوء على جميع مساعي التنمية المستدامة محليًّا وإقليميًّا.