أخبار الاستدامة

الهيدروجين الأخضر مستقبل إفريقيا

الهيدروجين الأخضر

الهيدروجين الأخضر مستقبل إفريقيا

تنعقدُ غدًا -4 سبتمبر- قمةُ المناخِ في العاصمة الكينية نيروبي، التي تسعى من خلالها الدولُ الإفريقيةُ إلى التصدي العاجل لتغيُّرات المناخ المتزايدة كل يومٍ، ويُتوقع أنْ تكون الحلولُ المطروحةُ حلولًا ابتكاريةً، ومِن بين هذه الحلول التحول إلى الهيدروجين الأخضر، الذي يُعد مستقبلَ إفريقيا، وهو أمر أكَّده ناشطو المناخ المصريون في محافل دولية عديدة. وعلَى رأس هؤلاء يأتي الدكتور/ محمود محيي الدين “المبعوث الخاص للأمم المتحدة المَعْنِيُّ بتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، ورائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27”.

اعتبر محيي الدين الهيدروجينَ الأخضرَ محركًا رئيسيًّا في قاطرة إفريقيا التي تتحرك نحو العالمية، حيث ستصبح مَركزًا عالميًّا للطاقة الجديدة والمتجددة؛ ولأجل هذا اشترط الدكتور/ محمود محيي الدين أنْ تستطيع القارةُ السمراءُ حشدَ رأس مال يمكنها من التحول المستدام والشامل.

ولم تكن دعواتُ رائد المناخ المصري مقصورةً علَى فاعليات “COP27″، الذي استضافته مصرُ في نوفمبر الماضي بمدينة شرم الشيخ؛ وإنما تحدَّث عن هذا في محافل إقليمية وعالمية أخرى، حتى كان مقاله الذي نشرته له مجلةُ “أفريكان بيزنس” بمشاركة الدكتورة/ فراني لوتييه “الرئيسة التنفيذية لشركة ساوث بريدج للاستثمارات، ورئيسة الخبراء للاستعراض المستقل لأطر كفاية رأس مال بنوك التنمية متعددة الأطراف”، حيث اتفقَا علَى أنَّ قمة نيروبي ينبغي أنْ تكون رؤيةً للنموِّ وخُطةً صديقةً للبيئة.

وعن دعوته -أي الدكتور/ محمود محيي الدين- إلى اتخاذ الهيدروجين الأخضر سبيلًا إلى عالمٍ مستدامٍ، أكَّد أنَّ الهيدروجين الأخضر صاحبُ إسهامٍ في إعادة بلورة مفهوم الطاقة بين جميع الأفارقة، وأنَّ هذا لن يكون إلَّا من خلال نزع الكربون مِن القطاعات المحورية.

وعن أهمية الهيدروجين الأخضر قال محيي الدين: «إنه قادر علَى مواجهة تغيُّر المناخ، وقادر -أيضًا- علَى توفير أربعة ملايين وظيفة، وهي وظائف يمكن أنْ توفرها مشروعاتُ إنتاج ومعالجة الهيدروجين الأخضر في إفريقيا».

وقد استطرد حول أهمية الهيدروجين الأخضر، حيث أوضح أنه قادرٌ علَى إعادة وضع إفريقيا علَى خريطة الاقتصاد العالمي، وحينها سيمكِّنها مِن تلبية احتياجات شعوبها الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك معالجة فقر الطاقة ودفع عجلة التنمية في الوقت نفسه، وحينئذٍ ستَتَحقق “رؤية إفريقيا ٢٠٦٣“.

لكن، كيف يمكن لطاقة الهيدروجين الأخضر أنْ تحقق هذه الأهداف الإفريقية؟ فأجاب محيي الدين بأنَّ لإفريقيا مصادرَ طاقة متعددة، مثل: طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وهي عناصر مهمة للمساعدة علَى التحول الشاملِ والعادلِ في قطاع الطاقة. مشيرًا إلى أنَّ هذا التحولَ سيكون من خلال استخدام هذه الموارد المتجددة في تشغيل محطات إنتاج الهيدروجين الأخضر.

من جهة أخرى، أشار الدكتور/ محمود محيي الدين إلى أنَّ ما يُسمَّى بـ”تحالف الهيدروجين الأخضر الإفريقي” -هو تحالف يضم مصر والمغرب وموريتانيا وكينيا وناميبيا وجنوب إفريقيا- يمكنه توفير ٤,٢ مليون وظيفة جديدة، وأنْ يرفع إجمالي الناتج المحلي التابع لدول هذا التحالف بما يتراوح بين ٦٦ و١٢٦ مليار دولار بحلول عام ٢٠٥٠؛ أي: ما يعادل مِن ٦ إلى ١٢٪؜ من إجمالي ناتجها المحلي في المدة الحالية.

ثم جعل محيي الدين نهايةَ مقالهِ نافذةً علَى ما يواجه التحول إلى طاقة الهيدروجين الأخضر من تحديات، وأكثر هذه التحديات تأثيرًا في مسار العمل المناخي عامةً والتحول إلى الهيدروجين الأخضر خاصةً هو الدعم المالي. لقد لفَتَ الدكتور/ محمود محيي الدين الانتباه إلى أنَّ مشروعات الهيدروجين الأخضر الإفريقية تحتاج إلى استثماراتٍ تراكمية ذات مقدار يبلغ ٩٠٠ مليار دولار بحلول عام ٢٠٥٠.

وفي السياق نفسه، رأى أنَّ حشدَ التمويلات المناخية يستلزم جهودًا كبيرة، وهذه الجهود تقع علَى عاتق مؤسسات التمويل، والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني. مؤكِّدًا أنَّ إفريقيا يجب أنْ تُلزِمَ البنوكَ الإنمائيةَ والتجاريةَ بتضمين الهَيدُروجِين الأخضر في تصنيفاتها التمويلية والاستثمارية الخضراء، مثل السندات الخضراء، وغيرها مِن حوافز مشروعات الهَيدُروجِين الأخضر.

وفي ختام المقال، ألمَحَ الدكتور/ محمود محيي الدين إلى أنَّه علَى الرغم مِن أنَّ هدفَ أوروبا الآن هو إنتاج ١٠ ملايين طن من الهَيدُروجِين الأخضر بحلول عام ٢٠٣٠؛ فإنها قد أعدَّتِ العُدةَ ووضعتِ الخُططَ لاستيراده؛ فعلَى إفريقيا أنْ تستعد أيضًا لتصديره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى