انطلاق المنتدى الحضري العالمي بمشاركة دولية واسعة النطاق
انطلاق المنتدى الحضري العالمي بمشاركة دولية واسعة النطاق
تحت شعار “كل شيء يبدأ محليًّا: لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة” تسلط الدورة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي الضوءَ علَى حقيقة جوهرية؛ هي أنَّ بناءَ مستقبل مُدننا علَى أسس مستدامة يُعدُّ استراتيجيةً مهمةً لمعالجة التحديات المناخية الحالية وكل ما يعوق جهود التنمية المستدامة.
ولهذه الأهمية تناولت حماة الأرض في مقال سابق جهودَ استعداد مصر لافتتاح الدورة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي، والذي انطلقت أُولى فعالياته أول أمس -الاثنين- بمشاركة دولية واسعة النطاق في دورة تُعدُّ أهم دورات المنتدى منذ تأسيسه عام 2001؛ لأنها دورة تأتي بعد اعتماد ميثاق المستقبل في سبتمبر الماضي، فضلًا عما يواجهه العالمُ اليومَ من مشكلات دولية، وهي المشكلات التي تناولها السيد رئيس الجمهورية في كلمته التي ألقاها في افتتاح المنتدى، حيث قال: «إنَّ هذه الدورة تأتي في وقت حرج، حيث يواجه العالم كثيرًا من الأزمات والحروب التي لها تداعياتها وتأثيراتها المدمرة في المدن وأماكن السكن وجميع جوانب الحياة».
وسلطت كلمةُ رئيس الجمهورية الضوءَ علَى مقدار أهمية تحقيق التوازن بين العمران الذكيّ والحفاظ علَى موارد البيئة من حولنا؛ لنحقق أهداف التنمية المستدامة، وهو النهج الذي تقوم عليه “رؤية مصر 2030” التي تهدف إلى تحقيق تنمية حضرية متوازنة وشاملة؛ لأجل حياة كريمة لكل المصريين، وهذا من خلال تطوير البنية التحتية، وتحسين جودة الخدمات، مع مراعاة الاستدامة البيئية.
وفي السياق نفسه افتتح رئيس الوزراء -الدكتور/ مصطفى مدبولي- المعرض الحضريّ المصاحب للدورة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي، الذي يعرض أحدث الابتكارات في مجال التنمية الحضرية المستدامة، وبمشاركة 52 دولةً و136 جناحًا، وقد تَفَقَّد رئيسُ الوزراء عددًا منها، مثل الجناح السعوديّ الذي عرض التقدمَ الملحوظَ في التنمية العمرانية بالمملكة العربية السعودية، وجناح أذربيجان الذي ركَّز علَى رحلة البلاد نحو التنمية الحضرية المستدامة، إضافةً إلى جناح الأمم المتحدة الذي سلَّطَ الضوءَ علَى أهمية توفير سكن ملائم للجميع.
وعلَى هامش فعاليات اليوم الأول من المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة عقَدتِ الدكتورةُ/ رانيا المشاط -وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي- جلسةَ مباحثاتٍ ثنائية مع السيد/ نيلز أنين -وزير الدولة بالوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية- في أثناء افتتاح الجناح الألمانيّ المشارك بالمنتدى، حيث تناولَا سبلَ تعزيز التعاون بين البلدينِ في مجالات التنمية الحضرية و الطاقة المتجددة، خاصةً مشروع نقل الكهرباء ضمن محور الطاقة في برنامج “نُوَفِّي”، الذي تدعمه ألمانيا بتمويل قدره 54 مليون يورو من خلال آلية مبادلة الديون.
واستعرضتِ المشاطُ إطارَ الاستدامة و التمويل لأجل التنمية الاقتصادية الذي أطلقته مصر مؤخرًا لتحقيق نمو اقتصاديّ مستدام وشامل. وذلك قبل أنْ تختتم الجلسةَ بالإشارة إلى الاستراتيجية الوطنية المتكاملة لتمويل التنمية في مصرَ، التي تهدف إلى توفير إطار تمويليّ شامل يدعم مشاركة القطاع الخاص ويعزز التنمية الاقتصادية.
وشارك أيضًا المهندس/ شريف الشربيني -وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية- في افتتاح جلسات المنتدى الحضري العالمي، وهناك أكَّد في كلمته مدى أهمية هذه الدورة الثانية عشرة من المنتدى في مناقشة قضايا محورية ترتبط باحتياجات المواطنين وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما أشار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية إلى أهمية الجلسات الحوارية التي ينظمها المنتدى؛ لأنها تركز علَى قضايا مهمة، مثل تمكين المرأة، ودور الشباب في التنمية الحضرية، وأهمية التعاون بين الحكومات المحلية والقطاع الخاص. وبعد هذا أوضح الشربيني أنَّ سياسة مصر السكانية تراعي جميع هذه القضايا، وتسعى إلى توفير حياة كريمة لجميع المواطنين من خلال المدن الذكية الجديدة، التي توفر للمواطنين بيئةً معيشيةً مستدامةً.
ومن جانبٍ آخرَ جاءت كلمة الدكتورة/ مايا مرسي -وزيرة التضامن الاجتماعي- مؤكدةً في جلسة حوارية تحت عنوان: تعزيز الشراكات من خلال الإجراءات المحلية؛ ضرورةَ أنْ يكون صوتُ المرأة مسموعًا، وأنْ تكون مكونًا أساسيًّا من مكونات صُنع القرار علَى المستويات كافةً.
وكذلك أكدت وزيرة التضامن الاجتماعي مدى أهمية هذا المنتدى في دفع الجهود المصرية نحو مزيد من الإنجازات في مجال دعم البنية التحتية، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة. كما أشارت الدكتورة/ مايا مرسي إلى أنَّ هذه الجهود لا تثمر نجاحاتٍ إلَّا من خلال التعاون الفعَّال بين الحكومة والمجتمع، مثل منظمِي التنمية المحلية، وأصحاب المصلحة المعنيين.
كانت هذه الانطلاقة للدورة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي ذات تأثير واضح، وهي بداية مصرية في منتدى عالمي سوف يترك أثرًا طيبًا في مجال تعزيز حياة الناس، حيث تعمل مصر علَى إعلاء قيمة المواطن المصريّ أكثر فأكثر، مع تعزيز مشاركة كل فئات المجتمع، بخاصة المرأة باعتبارها شريكًا أساسيًّا في صُنع القرار؛ لذا تتوقع حماة الأرض أنْ يخرج المنتدى الحضري العالمي في أيامه القادمة بمزيد من الأفكار الرائدة، التي تزيد من معدل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.