أخبار الاستدامة

نيفين القباج «حماة الأرض» تهدف إلى نشر الوعي وتغيير السلوك المجتمعي

وزيرة التضامن الاجتماعي: التنمية المستدامة على رأس أولوياتنا.. وسنشارك في مؤتمر المناخ.

حماة الأرض

أعربَت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي عن سعادتها بإطلاق مجلة «حماة الأرض»

مشيرةً إلى أهمية مشاركة جمع كبير من القطاع الخاص ومن أعضاء مجلس النواب والإعلاميين والفنانين، ومؤكدة أن حماية البيئة وحماية الأرض لا تقتصر على طرف واحد؛ بل إنها تعد مجالًا نكسِر فيه جميع الحواجز سواء المحلية أو العالمية؛ من أجل تحقيق غاية واحدة؛ ألا وهي حماية الأرض.

– كما كشفت الوزيرة عن الإجراءات التي اتخذتها الدولة لمواجهة الأزمات الاقتصادية، خاصة في الآونة الأخيرة، في ظل ما يحدث في العالم من تحولات اقتصادية أثَّرت على كل الدول؛ نتيجة الأزمات المتلاحقة، مؤكِّدة أن ملف الحماية الاجتماعية يحظى باهتمام كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأشارت الوزيرة إلى أنه من خلال هذا الملف تم ضم 400 ألف أسرة جديدة، بواقع مليون و700 ألف مواطن لبرنامج الدعم النقدي في ظل برنامج تكافل وكرامة.

وأضافت القباج أن تكافل وكرامة يغطي 4 مليون أسرة، بواقع 17 مليون مواطن -حتى الآن- مشدِّدة أن هذا الرقم قابل للزيادة خلال الشهور المقبلة.

ما يحدث في وزارة التضامن الاجتماعي يستحق الثناء، ويشير إلى وجود طفرة كبيرة في الوزارة.

حدثينا عن إستراتيجية الوزارة بشكل مفصل؟

– وزارة التضامن الاجتماعي رسالتها الأساسية هي أنها تستثمر في تنمية قدرات البشر وبصفة خاصة في الفئات الأَوْلى بالرعاية، ونحن نتكلم حاليًّا عن التنمية المستدامة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالبيئة المستدامة، ولو تحدثنا عن أي مشروع فنتناوله من كل الجوانب بيئيًّا وصحيًّا ومن ناحية الأمن الغذائي، علاوةً على ثقافة وأمن المواطن، وموضوعات أخرى كثيرة يَنتجُ عن دمجها تحقيق فرص للاستثمار والاستدامة معًا، ولذلك وزارة التضامن معنيَّة بأكثر من ملف، من أهمها الموضوعات الخاصة بحياة الفقراء وتحسين جودة الحياة، وجزء من تحسينها هو تحسين البيئة التي يعيش عليها هذا الفرد، وعندنا أيضًا جانب مهم بالمجتمع المدني، وموضوعات أخرى.

لماذ كان إطلاق مجلة «حماة الأرض»؟

– من أجل أن نحمي هذه الأرض ونعمِّرها مثل ما كلفنا الله سبحانه وتعالى؛ فعمارة الأرض هي مسؤوليةٌ لكل إنسان، وفي حفل إطلاق مجلة «حماة الأرض» كان هناك جمع من القطاع الخاص ومن السادة أعضاء مجلس النواب والإعلاميين والفنانين، وأعتقد أن حماية البيئة وحماية الأرض ليست مقتصرة على طرف واحد، فهي تعُدُّ المجال الذى نكسر فيه كافة الحواجز، سواء المحلية أو العالمية؛ ولذلك نتحدث عن علاقات مصر أيضًا الدولية الخاصة بحماية بيئة مصر.

وزارة التضامن معنيَّة بأكثر من موضوع يخص البيئة، ونحيي القيادة السياسية الواعية والحكيمة؛ لاتخاذها من الحياة الكريمة عنوانًا لكل مواطن يعيش على أرض مصر، فكيف سيعيش حياة كريمة إن لم يكن يعيش حياة نظيفة، ويتنفس هواء نظيفًا، ويستخدم منتجات صحية، ويحافظ على الأرض الزراعية؛ لهدف مستدام للأجيال القادمة، وهذا ما وعاه الرئيس بشكل تام، ومن ثَمَّ كانت توجيهات نقل سكان العشوائيات من البيئة غير الآمنة وغير النظيفة إلى مناطق متطورة بها مساحات خضراء كثيرة، ونحن في وزارة التضامن الاجتماعي نساهم في تغيير وعي هذه المجتمعات، ونساهم في فرش وتأثيث هذه الوَحدات السكنية، وفي الاستزادة من المباني الخضراء، ونساهم في المشروعات المتناهية الصغر؛ ليصب في الاقتصاد الأخضر.

ذكرتِ مساهمتكم في تطوير العشوائيات .. حدثينا عن تلك المساهمة؟

– بعد تطوير المناطق العشوائية دخلنا على حياة كريمة أو ما يُطلق عليه «مشروع القرن»؛ لأن الهدف منه كان إصلاح المنظومة الكاملة للريف المصري؛ لأن ريفنا به ثروات كثيرة، فالمحافظات تتمتع بموارد طبيعية رائعة نراها جليةً في سيناء ومرسى مطروح والوادي الجديد، ولدينا في مصر أكبر مساحة بها رقعة زراعية في بعض المحافظات، ولكنها لم تُستغَلَّ بالقدر الكافي، ونحن في الوزارة نطلق مجموعة من المشروعات متناهية الصغر بتيسيرات مالية، كما أن بنك ناصر الاجتماعي يساهم معنا في تقديم مشروعات؛ مثل استبدال سيارات بالغاز أو بالكهرباء، وهذا ما تبنَّته الدولة المصرية والحكومة العام الماضي في مبادرة إحلال السيارات، أيضًا هناك مشروعات خاصة بالطاقة الشمسية نساهم فيها؛ لكي نتمكن من ترشيد استهلاكنا للكهرباء والبنزين والجازولين، ونستخدم أكثر الشمس؛ لأننا من الدول التي تحظى بشمس على مدار العام، وهذه ثروة حبانا بها الله.

حدثينا عن ملف الجمعيات الأهلية الناشطة في مجال البيئة؟

– نعمل على بناء منظومة من الجمعيات الأهليَّة المتخصصة في مجال البيئة؛ لكي نرى أي المناطق الجغرافية التي تعاني فجوة تمويليَّة، وأي القطاعات الخاصة بالبيئة التي تحتاج مزيدًا من العمل.

لكن، هل هذه الفجوة كبيرة من حيث انعدام الخدمات البيئية؟

– هناك محافظات يمكن أن نعدَّها «محافظات محرومة» من المجتمع المدني المتخصص في هذه الموضوعات.

هل تقصدين محافظات الصعيد فقط أم هناك محافظات أخرى؟

– هذا موجود في الصعيد وبعض المحافظات الأخرى في وجه بحري، والحقيقة نحتاج إلى دعم الجمعيات عبر عمل قاعدة بيانات يتم توزيعها جغرافيًّا، ومن حيث النشاط والاهتمامات، سواء تلك التي تعمل في الطاقة الشمسية، أو زيادة رقعة الأرض الزراعية، أو المباني الخضراء، أو تدوير المخلَّفات، خاصة لانتشار ظاهرة حرق قش الأرز في الريف خلال السنوات الأخيرة؛ مما يُؤثِّر سلبًا على البيئة.

لكن ثقافة التعامل مع القش قد تغيرت؟

– كلما تقدمت التكنولوجيا كانت هناك أشياء ووسائل أكثر حداثة، ولدينا الجزء الخاص بالاستزادة من زراعة النخيل، ونتوسع فيه مع الجمعيات الأهلية بمحافظة الوادي الجديد، فالنخيل من ضمن المزروعات المنتجة للتمور، وتستخدم مصدَّات هوائية، بالإضافة إلى دورها المناخي، ونعمل على توعية سلوك المواطن اليومي من أول ترشيد استخدام المياه، وعدم الإجارة على الأرض الزراعية، ونؤسس أولادنا منذ الطفولة المبكرة على احترام موضوعات البيئة.

هل ترين أن وزارة التضامن الاجتماعي من الوزارات التي لديها جاهزية برؤية واضحة لتشارك في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ؟

– نحن نعمل مع الزملاء في وزارات الخارجية، والبيئة، والتعاون الدولي على مؤتمر المناخ، ونحن معنيُّون بموضوعات محددة؛ مثل مشاركة المجتمع المدني في الاستدامة البيئية، ولدينا جزء خاص بالمتطوعين، وأطلقنا مبادرة لتطوع 1000 شاب في مجالات البيئة؛ بهدف نشر هذا الفكر لمتطوعين آخرين، وهو ما يحتاج إلى نشاط ميداني، وليس نشاطًا بحثيًّا فقط، كما سنقوم بالعمل على إتاحة المؤتمر لذوي الهمم الخاصة؛ فلا يُحرمون من حقوقهم، كتجهيز المكان بلغة الإشارة؛ وذلك من منطلق عملنا على دمج ذوي الهمم بصورة فعَّالة وعمليَّة.

كثير من فئات المجتمع المصري عندها رغبة ومشاركة، وكانت وزارة التضامن الاجتماعي تفكر بدقة شديدة كيف بإمكانها إشراك أكبر شريحة، وإتاحة الفرصة لذوي الإعاقة وأصحاب الهمم للمشاركة في المؤتمر، ونحن في الوزارة نعمل على تقييم استدامة أنشطة الجمعيات الأهلية، ومدى مشاركة القطاع الخاص ومسؤوليته المجتمعية، والتزامه بما تنص عليه الاتفاقيات والالتزامات الدولية التي طبقتها مصر ووقَّعت عليها، فلم تعد الربحية فقط هي التي تحكم القطاع الخاص، ولكن توافقه أيضًا مع المسؤولية المجتمعية والاستدامة البيئية، والحقيقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أطلق إستراتيجية حقوق الإنسان، وهي أيضًا إستراتيجية لحقوق البيئة وحقوق كل طفل من الأجيال القادمة على أرض مصر.

ماذا ستضيف مجلة «حماة الأرض» إلى الإعلام المصري؟

– هناك موضوعان أساسيان، الموضوع الأول: هو استعراض تجارب المجتمع المدني في موضوعات الحفاظ على البيئة والاستدامة البيئية، وكيف يمكن أن نرى ذلك مطبَّقًا بشكل فعلي، بدءًا من جمعيات تنمية المجتمع المحلي الموجودة في الريف، وصولًا إلى أكبر الجمعيات في الجمهورية، ونستعرض الخبرات الناجحة.

الموضوع الثاني: استعراض المشروعات المتناهية الصغر التي نطبِّقها، فربما تكون هي متناهية الصغر لكن تأثيرها كبير في البيئة والأمن الغذائي المتأثر بالبيئة، وهناك أيضًا تثقيف المواطن العادي؛ فهناك كثير من المواطنين لا يعلمون كيفية إفادة البيئة، وأعتقد أن هذه مسؤوليتنا تجاه الأرض.

الأداء المستدام لوزارة التضامن الاجتماعي ووزيرته في كل المجالات خلفه أداء إنساني، حدثيني عن الاستدامة في حياة الوزيرة نيفين القباج؟

– الإنسانية شيء عظيم، وكل إنسان له رسالة، وأتمنى أن أمضي في طريق هذه الرسالة التي كلفني بها الله، والرئيس عبدالفتاح السيسي، وقد أولى الرئيس ثقته بي، وأتمنى أن أكون على قدر المسؤولية في الأداء، وأعتقد أن الإنسانية ليست مجرد كلمة، إنما هي أثر وبصمة يتركها الإنسان في حياة من حوله، سواء وأنا وزيرة أو حتى بعد ذلك؛ فالإنسانية سيرة وعمل طيب مستدام قمتُ به، وهي أيضًا أن أحوِّل أي ألم لإنسان إلى أمل وإلى عمل وأثر طيب.

كلمة أخيرة عن «حماة الأرض»؟

– أتمنى أن تنجح «حماة الأرض» في تحويل المجلة إلى سلوك يومي لحماية الأرض؛ فالمسؤولية كبيرة، ونتمنى كل النجاح والتوفيق إن شاء الله.

حماة الأرض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى