صحة ملف الصحة
صحة ملف الصحة
ربما يحظى الإعلاميون -الذين أشرُف بكوني واحدًا منهم- بنصيب وافر من الرؤية الشاملة والواضحة للمشهد السياسيّ والتنمويّ؛ ما يعطي الفرصة للوقوف على مدى التقدم والتطور في عديد من الملفات، سواء أكان هذا التقدم والتطور دقيقًا أم عظيمًا. ومِن حُسن الحظ أننا نعيش في عصر يشهد قفزاتٍ تنمويةً كبيـرةً، وتطورًا واضحًا في كثيـرٍ من الملفات؛ ما يجعل من اليسير علينا الإشارة إلى مواطن الإشادة والتقدير، أو التنبيه على مواطن القصور والضَّعف. ولعل ملف الصَّحة في بلدي الحبيب واحدًا من هذه الملفات، التـي يجب علينا الوقوف عندها.
تأتي الصَّحة -بكل تأكيد- في مقدمة أهداف التنمية المستدامة، فالهدف الثالث «الصَّحة الجيدة والرفاه» يُعدُّ أساسًا لتحقيق النمو المستدام الذي نتطلع إليه؛ فالأمة ذات الصَّحة الجيدة قادرة على بناء مجتمعات مزدهرة واقتصادات قوية، كما تُعدُّ الصَّحة الجيدة شرطًا أساسيًّا لتمكيـن الأفراد من المشاركة الفاعلة في جميع مجالات الحياة، من التعليم، ومرورًا بالعمل، ثم الإبداع.
لا يستطيع عاقل أنْ ينكر الإنجازات غيـر المسبوقة التي شهدها القطاع الصحيّ منذ تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادةَ مصر، ما بين مشروعات لتحسين البنية التحتية الصحية، ومبادرات أُطلقت بعناية لمواجهة أبرز ما يعاني منه ملف الصَّحة.
وبالرغم مما مرَّ به العالم من ظروف عصيبة إبَّان جائحة كورونا، فإنَّ مصرَ استطاعتْ أنْ تَعبُـر هذه الأزمة بفضل وعي وإدراك قيادتها السياسية، وجهد وتضحية أبنائها من العامليـن بالقطاع الصحيّ؛ لتبرهن مصرنا الحبيبة على مدى تقدم وقوة قطاعها الصحيّ.
وكما نعلم، فالملف الصحيّ متشعب أيُّما تشعب، ما بيـن بنية تحتية، وصناعات دوائية، وطواقم طبية، أضف إلى ذلك ما تعانيه مصرُ من زيادة سكانية مضطردة وغيـر مسئولة؛ كل ذلك قد يكون كافيًا لتثبيط الهمم، وإخفاء أيّ جهد مبذول، لكن ذلك لم يحُلْ دون الإرادة الوطنية المخلصة للسيد الرئيس في تكثيف جهود تطوير القطاع الصحيّ، والعمل على تذليل الصعاب أمام المواطنيـن في جميع مراحل تلقي الخدمة.
100 مليون صحة، التأميـن الصحيّ الشامل، المستشفيات النموذجية، إنهاء قوائم الانتظار، وغيرها الكثيـر؛ كلها نقاط مضيئة في الملف الصحيّ لمصرَ في الأعوام العشرة الماضية، حيث استطاعتْ أنْ تجلب الطمأنينةَ والسلامَ إلى الملاييـن من الشعب المصريّ.
إننـي أعي -بشكل كامل- حجمَ التحدي الذي تواجهه مصر لتحسين صحة الملف الصحيّ، إلَّا إننـي في الوقت نفسه على يقيـن تام بأنَّ الوعـي الكامل والفهم الشامل للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي سيكونَانِ خيـرَ مُعيـنٍ على مواجهة هذا التحدي الذي ظل عصيًّا عقودًا طويلةً.
ولا ينبغي في هذا المقال أنْ أنسـى ما يقع على عاتقي وزملائي من الإعلاميين والصحفيين من مسئولية عظيمة في نشر الوعي بكل ما يعزز الصحة العامة، وتسليط الضوء على الإنجازات الكبيـرة في ملف الصَّحة، وكذا الإشارة إلى مواطن القصور والضعف في هذا القطاع الحيويّ، وكيف يمكن العمل على تحسينها.
وفي الختام، لا بدَّ مِن تأكيد أنَّ الصَّحةَ ليست مجردَ غايةٍ فحسب، وإنما وسيلة مهمة لتحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات؛ ولهذا يجب على الحكومات والمجتمعات الدولية والقطاع الخاصَّ العمل معًا لضمان حصول الجميع على خدمات الرعاية الصحية ذات الجودة العالية؛ مما يُسهم في بناء مستقبل أفضل للجميع.