علوم مستدامة

تأثير فيتامين د وأهميته في الصحة العامة

فيتامين د

تأثير فيتامين د  وأهميته في الصحة العامة

فيتامين د هو عنصر غذائي رئيسي للصحة، فهو يساعد على حفظ قوة العظام، كما يساعد على تعزيز وظائف العضلات والمناعة، لكنْ كثيرٌ من الناس في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على ما يكفي منه بشكل طبيعي؛ مما يجعل فيتامين د المكملَ الغذائيَّ الأكثر مبيعًا في الأسواق.

ولكن، ماذا لو علمنا أنَّ كل ما تحتاجه أجسامنا -فعلًا- لإنتاج فيتامين د هو ضوء الشمس، ومع ذلك تشير التقديرات إلى أنَّ حوالي 25% من الأمريكيين وحوالي 40% من الأوروبيين يعانون نقصَ فيتامين د ، وهي مشكلة منتشرة -أيضًا- بشكل كبير حتى في المناطق المشمسة على الدوام، مثل: الشرق الأوسط، وآسيا، وأستراليا.

كيف يؤثر فيتامين (د) في الصحة؟

يساعد فيتامين د الجسمَ على امتصاص الكالسيوم من الطعام، مما يحافظ على قوة العظام، ويساعد على الوقاية من أمراض الهشاشة. كما يحمينا فيتامين د -أيضًا- من الحالات الأكثر خطورةً، مثل: لِيْن العظام، ويحمي الأطفال من الكُساح؛ وهو مرض يُسبب ضعفَ العظامِ، وتقوسَ الساقينِ.

ويؤدي فيتامين د -أيضًا- أدوارًا مهمةً في حركة العضلات، والتواصل بين الأعصاب، وتعزيز الدفاعات المناعية ضد البكتيريا والفيروسات، كما أنَّ عشراتِ الدراساتِ وجدتْ أنَّ علاجَ الأشخاص بفيتامين د مرتبطٌ بانخفاض أخطار الإصابة ببعض أنواع السرطان، وسكري النوع الثاني، والاضطرابات المعرفية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، إلى جانب الأمراض المزمنة الأخرى، وأمراض المناعة الذاتية، والأمراض المُعدية.

مَن المعرَّضون لخطر نقص فيتامين (د) ؟

يمكن لأي شخص أنْ يعاني نقصَ فيتامين د، ولكن هناك عوامل معينة يمكن أنْ تزيد من الأخطار، فكلما تَقدَّم العمرُ أصبح من الصعب على البشرة إنتاج فيتامين د عند تعرضها لأشعة الشمس، مع انخفاض إنتاجه بنحو 13% لكل عقد من العمر.

يؤثر لون البشرة -أيضًا- في كفاءة إنتاج فيتامين د ، حيث نجد الأشخاص ذوي البشرة الداكنة التي تتميز بالكمية الأكبر من صبغة الميلانين؛ ينتجون كميةً أقل من فيتامين د . وتُشير بعضُ التقديراتِ إلى أنَّ البشرةَ الداكنةَ أقل كفاءة بنسبة 90% في إنتاج فيتامين د ، مقارنةً بالبشرة الفاتحة. والسمنة تعتبر -أيضًا- عاملًا مهمًّا؛ فكلما زادتْ زاد احتياجُ الجسم لفيتامين د.

الأشخاص الآخرون المُعرَّضون لخطر نقص فيتامين د  هم: الحوامل، والرُّضع، والأشخاص الذين يعيشون في دوائرِ العرْضِ الشمالية، التي تحصل على قدر أقل من الشمس. ومِن الجدير بالذَّكْرِ، هو أنَّ الجسمَ يحول فيتامين د إلى شكله النشط، عبر عملية مِن خطوتينِ، تبدأ في الكبد وتنتهي في الكلى؛ لذا فإنَّ أيَّ شخصٍ يعاني أمراضًا متقدمةً في أيٍّ من هذينِ العضوينِ يواجه أخطارًا كبرى، بسبب نقص فيتامين د).

كيف نحصل على فيتامين (د) من الشمس؟

يصل نوعانِ من الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض، ويخترقانِ بشرتنا: الأشعة فوق البنفسجية الطويلة (UVA)، وهي المسئولة -غالبًا- عن تَسمير البشرة وشيخوخة الجلد. والأشعة فوق البنفسجية (UVB) ذات الموجات الأقصر، التي ترتبط بحروق الشمس، وإنتاج فيتامين د ، وكلاهما يمكن أنْ يسبب سرطانَ الجلد.

بالنسبة إلى الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، يُعتبر التعرضُ لأشعة الشمس لمدة بين 10 إلى 20 دقيقة ثلاث مرَّاتٍ في الأسبوع كافيًا لتوفير مستويات كافية من فيتامين د ، في حين يحتاج الأشخاص ذوو البشرة الداكنة إلى تعرض أطول بثلاث إلى خمس مرَّاتٍ للحصول على الكمية نفسها. لكن هذه التوصيات العامة تعتمد -بشكل كبير- على الموسم، والوقت من اليوم، والمكان.

ولكن، تجب الإشارة هنا إلى أنَّ الاعتمادَ على الشمس للحصول على فيتامين د  أمرٌ غير أكيد، حيث لا يحصل كثيرٌ من الناس على ما يكفي من التعرض الصحي للشمس، كما أنَّ التوعيةَ بسرطان الجلد عزَّزَتْ عزوفَ كثيرينَ عن التعرض للشمس.

فيتامين د

هل يكفي الطعام للحصول على فيتامين (د) ؟

أفضل المصادر الطبيعية لفيتامين د هي الأسماك الدهنية، مثل: سمك السلمون، والتونة، والماكريل؛ كما توجد كميات أقل في صفار البيض، والجبن، وكبد البقر. أما عن الخضروات والفواكه فهي -ويا للأسف- أصبحتْ ذات فائدة أقل في توفير فيتامين د ، مقارنةً بالسابق.

ونظرًا إلى أنَّ معظمَ الناس لا يتناولون ما يكفي من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (د)، نجد أنَّ بعضَ المنتجات يتم إضافة فيتامين د  إليها، مثل: الحليب، وعصير البرتقال، والزبادي، بالإضافة إلى البدائل النباتية، مثل: حليب الصويا، واللوز، والشوفان.

ولكن، كل ما سبق لا يكفي، فإننا نجد -على سبيل المثال- أنَّ الحليبَ المعزز بفيتامين د يحتوي على 3 ميكروجرام لكل كوب، مما يعني أنَّ الشخصَ البالغَ محتاجٌ إلى شرب 5 أكواب من هذا الحليب يوميًّا؛ لتوفير احتياجات جسده من فيتامين د، حيث يبلغ الحد الأدنى، الذي يجب الحصول عليه للشخص البالغ دون السبعين عامًا من فيتامين د؛ 15 ميكروجرام يوميًّا.

كيف نحصل على فيتامين (د) بشكلٍ كافٍ؟

على الرغم مِن كل ما سردناه في السطور الماضية، ما يزال بإمكاننا الحصول على فيتامين د بشكل أيسر مما نتصور؛ فالأمر يتعلق بإيجاد توازن بين التعرض لأشعة الشمس بشكل معقول يضمن الحصول على الفائدة وتجنب الضرر، وكذا اتباع نظام غذائي غني بفيتامين د، وربما تدعيم كل ذلك ببعض المكملات الغذائية حسب طبيعة جسد كل منا.

ولكن، كما أنَّ للحصولِ على كميات كافية من فيتامين (د) آثارَه الجيدةَ، فالإفراط في المكملات الغذائية للحصول على المزيد منه له تأثيرات سلبية شديدة؛ فالكثير من فيتامين د يمكن أنْ يسبب الغثيان، وضعف العضلات، والقيء، والجفاف. وفي الحالات الشديدة، يمكن أنْ يسبب حصوات الكلى، والفشل الكلوي، وعدم انتظام ضربات القلب، بل وحتى الوفاة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى