أخبار الاستدامة

اتفاقية مصرية يونانية لجمع وتخزين الكربون في مؤتمر إيجبس 2025

اتفاقية مصرية يونانية لجمع وتخزين الكربون في مؤتمر إيجبس 2025

يشهد قطاع الطاقة تحولات متسارعة تتطلب تعاونًا دوليًا لتعزيز استدامة الموارد، وتطوير تقنيات حديثة تدعم التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون. وفي هذا الإطار، وقّعت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية ووزارة البيئة والطاقة اليونانية مذكرة تفاهم خلال فعاليات مؤتمر مصر الدولي للطاقة “إيجبس 2025″، الذي بدأت فعالياته يوم 17 فبراير، وتستمر حتى 19 من الشهر نفسه.

وفي هذا المقال، تسلط حماة الأرض الضوء على أهمية هذه الاتفاقية ودورها في دعم جهود خفض الانبعاثات، والتعاون الإقليمي في مجال الطاقة، وآفاق التعاون الدولي بين مصر واليونان، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو حلول طاقة أكثر استدامة، وتقليل البصمة الكربونية للأنشطة الصناعية المختلفة.

تفاصيل الاتفاقية وأهدافها

وقّع الاتفاقية المهندس/ كريم بدوي “وزير البترول والثروة المعدنية”، والوزير ثيودوروس سكايلاكاكيس “وزير البيئة والطاقة اليوناني”. وتهدف إلى تبادل الخبرات في تقنيات التقاط الكربون وتخزينه، وتطوير إطار تنظيمي لهذه الأنشطة وفقًا للمعايير البيئية؛ لضمان الاستخدام الآمن والفعال لهذه التقنيات، والحد من الانبعاثات الكربونية، وتعزيز كفاءة استخدام الموارد.

وتشمل الاتفاقية دراسة الجدوى الفنية لمشروعات التقاط الكربون وتخزينه، وإعداد نماذج اقتصادية قابلة للتطبيق، بالإضافة إلى بحث الاستخدامات المحتملة لثاني أكسيد الكربون في تطبيقات أخرى تدعم التحول نحو اقتصاد مستدام.

مصر مركز إقليمي للطاقة

وتأتي هذه الاتفاقية ضمن جهود مصر لتبني حلول صديقة للبيئة في قطاع الطاقة؛ مما يعكس التزامها بالاستراتيجيات العالمية الداعمة للتحول نحو الطاقة النظيفة، وتقليل التأثيرات البيئية للأنشطة الاقتصادية المختلفة، حيث أوضح المهندس/ كريم بدوي أنَّ مصر تمتلك إمكانات كبيرة تجعلها مركزًا محوريًّا لتجارة الطاقة في شرق المتوسط.

وأشار إلى أن استراتيجية وزارة البترول تستهدف الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز لمصر، إلى جانب بنيتها التحتية المتطورة، لتعزيز دورها بوصفها مركزًا إقليميًّا للطاقة؛ لتكون مركزًا لإنتاج الطاقات المتجددة والخضراء، بالإضافة إلى كونها مركزًا لإنتاج البتروكيماويات، حيث إن المحور الرابع من استراتيجية الوزارة يدعم هذا التوجه من خلال تنويع مزيج الطاقة، وزيادة الطاقات المتجددة، ودخول مجالات الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، الذي يؤدي بدوره إلى الاستفادة من الغاز في مناحٍ اقتصادية.

وأكد وزير الطاقة المصري أهمية الاعتماد على جميع المصادر، مع التركيز على إنتاج الوقود التقليدي من النفط والغاز بأساليب مسئولة بيئيًّا، وبأقل انبعاثات كربونية ممكنة. وهذا يعزز الهدف الثاني عشر من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالاستهلاك والإنتاج المسئولين.

تأمين الطاقة والتنافسية العالمية

وفي السياق نفسه، شهد مؤتمر إيجبس 2025 جلسة وزارية بمشاركة وزراء الطاقة من كل من مصر، اليونان، قبرص، نيجيريا، اليمن، وتونس، حيث ناقشوا سبل تعزيز أمن الطاقة والتنافسية العالمية، والتعاون على تطوير البنية التحتية، والتعامل مع التحديات المرتبطة بأسواق الطاقة، بالإضافة إلى استعراض استراتيجيات الدول المختلفة لضمان استدامة مواردها، وتقليل التقلبات الاقتصادية الناتجة عن التغيرات في أسعار الطاقة عالميًا.

وخلال الجلسة، أشار وزير الطاقة القبرصي إلى أهمية التعاون مع مصر في تطوير استثمارات الغاز الطبيعي، والاستفادة من بنيتها التحتية المتقدمة في هذا القطاع. في حين استعرض وزير البيئة والطاقة اليوناني جهود بلاده في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء، وتحولها من مستورد إلى مصدر للطاقة، مما يعكس التوجه المشترك لدول المنطقة نحو تعزيز التعاون في قطاع الطاقة.

في الختام ترى حماة الأرض أن هذه الجهود تمثل نموذجًا فعالًا في تعزيز الاستدامة، حيث يسهم تطوير تقنيات الطاقة النظيفة في تقليل الانبعاثات، وحماية الموارد، ودعم الاقتصادات المحلية، وهذه الشراكات الدولية خطوة نحو مستقبل أكثر توازنًا بين الاحتياجات البيئية والاقتصادية، وتوفر أساسًا متينًا للنمو المستدام في قطاع الطاقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى