مصر تتسلم رئاسة الانتوساي.. 7 رسائل مهمة للمنظمة الدولية لأجهزة الرقابة المالية

مصر تتسلم رئاسة الانتوساي.. 7 رسائل مهمة للمنظمة الدولية لأجهزة الرقابة المالية
تُمثِّل الرقابة المالية محورًا مهمًّا من محاور التنمية المستدامة؛ لأنها منظومة متكاملة تُعنى بتحسين جودة الحياة عبر ترشيد الموارد، وتعزيز الحوكمة، وتمكين المؤسسات من أداء أدوارها بشفافية وكفاءة. ومن هذا المنطلق تتجه الدول نحو ترسيخ مبادئ المساءلة والمراقبة الرشيدة باعتبارها دعامة أساسية لضمان تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، تُسلِّط مؤسسة حماة الأرض الضوء على حدث تاريخي هو تسلُّم مصر -رسميًّا- رئاسة المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الانتوساي)؛ وهو حدث يحمل سبع رسائل عميقة تُجسِّد دور الرقابة المالية في تحقيق التنمية، وتعزيز الشفافية، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة الصالح العام؛ فتابعوا القراءة.
استقلالية الرقابة المالية أولوية وطنية
جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر الإنكوساي الخامس والعشرين بمدينة شرم الشيخ، وفي حضور الدكتور/ مصطفى مدبولي “رئيس مجلس الوزراء” وعدد من رؤساء الأجهزة الرقابية حول العالم، وهناك أكد الدكتور/ مصطفى مدبولي أنَّ مصر حرصت على استقلال الجهاز المركزي للمحاسبات من خلال الضمان الدستوريّ والتشريعيّ، وتمكينه تمكينًا عمليًّا من أداء مهامه بحرية، ووضع ملاحظاته وتوصياته موضع التنفيذ؛ وهو ما يعكس إيمان الدولة بأنَّ الرقابة المالية شريك في البناء والتنمية.
مصر تضع خبراتها في خدمة المجتمع الدولي
وقد أعلنت مصر أنها خلال فترة رئاستها لمنظمة الانتوساي سوف تضع إمكاناتها وتجاربها الرقابية قيد خدمة المجتمع الدولي؛ من أجل تبادل الخبرات مع الأجهزة الرقابية الأخرى، وكذلك من أجل دعم العمل المشترك في تطوير آليات الرقابة المالية الحديثة.
الرقابة ليست عقابًا
وفي السياق ذاته، أوضح رئيس الوزراء أنَّ الرقابة المالية لا تعني تصيّد الأخطاء أو تقويض الأداء، بل تعني المراجعة الواعية؛ من أجل تصحيح المسار وتحسين الأداء العام، وذلك من خلال فهم بيئة العمل، وتقديم حلول واقعية تستند إلى القانون والمساءلة.
تجربة مصر في التكامل بين الرقابة والتنمية
وقدَّم الدكتور/ مصطفى مدبولي “رئيس مجلس الوزراء” نموذجًا عمليًّا على نجاح التكامل بين الأداء الحكومي والرقابي، مشيرًا إلى أنَّ الثقة المتبادلة والشفافية في تبادل البيانات كانت مفتاح نجاح مصر في إنجاز مشروعات عملاقة خلال عقد واحد، من بينها:
- العاصمة الإدارية الجديدة
- مبادرة حياة كريمة
- شبكة الطرق والأنفاق
- برامج الإصلاح المالي والهيكلي

التزام شامل بحقوق الإنسان
ورأى الدكتور/ مصطفى مدبولي أنَّ هذه المشروعات الوطنية إنجازات عمرانية واقتصادية، وتجسيد لمفهوم شامل لحقوق الإنسان، ومن هذه الحقوق: الحق في حياة كريمة، وصحة آمنة، وعدالة اجتماعية، وذلك كله في إطار أهداف التنمية المستدامة التي توازن بين النمو والحماية الاجتماعية.
التعاون طريق المستقبل
ثم اختتم الدكتور/ مصطفى مدبولي “رئيس مجلس الوزراء” كلمته برسالة واضحة، قائلًا: «المستقبل الأفضل رهن بالتعاون لا التنافس، وبالشراكة لا الانعزال». مؤكدًا أنَّ ضمان الاستخدام الأمثل للموارد العامة وتعزيز الشفافية يتطلبانِ تضافر الجهود بين جميع الأجهزة الرقابية الدولية.
مصر تدعو إلى شراكات رقابية ذكية
ومع تسلمها رئاسة الانتوساي، أعلنت مصر التزامها بالعمل المشترك مع الأجهزة العليا للرقابة حول العالم، عبر شراكات مؤسسية لتبني أدوات رقابة حديثة، تستفيد من التطورات التقنية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي المسئول عن المراجعة العامة وتحليل البيانات.
وختامًا، فإنَّ رئاسة مصر لمنظمة الانتوساي فرصة لترسيخ نموذج مصري متوازن يجمع بين الاستقلال الرقابي، والحوكمة الذكية، والتنمية المستدامة. ومن مدينة السلام -شرم الشيخ- انطلقت رسالة مفادها أنَّ الرقابة الفعَّالة هي شريك أساسي في بناء المستقبل.
وترى مؤسسة حماة الأرض أنَّ رئاسة مصر لمنظمة الانتوساي تمثل فرصة لترسيخ الرقابة باعتبارها أداة للتنمية لا للمحاسبة فقط؛ لأنَّ الرقابة الفاعلة هي التي تربط بين النتائج المالية والسياسات العامة، وتُحوِّل الملاحظات إلى قرارات قابلة للتنفيذ؛ وهو ما يعزز من كفاءة الإنفاق ويرتقي بجودة الخدمات العامة.
وعلى ذلك تؤكد حماة الأرض أهميةَ تطوير الرقابة من خلال تقييم الأثر الاجتماعي للمشروعات، وتوظيف الذكاء الاصطناعي المسئول لتحليل البيانات واكتشاف المخاطر مبكرًا، مع ضمان الشفافية وحماية الخصوصية.
لذلك تدعو المؤسسة إلى تمكين الكوادر البشرية، وتفعيل المشاركة المجتمعية في متابعة نتائج الرقابة المالية؛ لبناء ثقة عامة تضمن تنفيذ التوصيات، وهو الأمر الذي يجعل من مصر نموذجًا عربيًّا رائدًا في الدمج بين الاستقلال الرقابيّ والمسئولية التنموية.










