المسؤوليَّة المجتمعيَّة للأفراد: كُنْ أنتَ صاحبَ المبادرة بالتغيير
المسؤوليَّة المجتمعيَّة للأفراد: كُنْ أنتَ صاحبَ المبادرة بالتغيير
يتوجَّه مفهوم المسؤوليَّة المجتمعيَّة للأفراد نحو أولئك الذين يصبحون أكثر مسؤوليَّةً في أفعالهم التي تؤثِّر في المجتمعات، في دائرتهم المباشرة من العائلة والأصدقاء وخارجها أيضًا، فهم بالتأكيد يعملون على مستوًى عالٍ من التحوُّل لأجل حياة سعيدة هادفة.
كثير من الناس يستهلكون المنتجات الخضراء، ويستثمرون في القضايا التي تستهدف الصالح العام للمجتمع، ويمنحون وقتهم لخير الجميع، وإلى جانب كونهم مدفوعين بالإيثارِ الجوهريِّ الحقيقيِّ، فإنهم يُضيفون إلى ذواتهم الاحترام بعد كل شيء.
تتجاوز المسؤوليَّة المجتمعيَّة للأفراد (ISR) إسداء العمل الخيري إلى مَنْ يستحقُّه؛ لتُعبِّر عن جوهر الإنسانيَّة: كيف تكون إنسانًا؟ في علاقة تكافليَّة مع محيطنا القريب ومجتمعاتنا البعيدة والعالم بأَسْره، يتعلَّق الأمر بالتحلِّي بالاستدامة والالتزام الشخصيِّ بالأخلاق والنزاهة؛ لذلك تُعدُّ المسؤوليَّة المجتمعيَّة للأفراد هي صانعة التغيير عالي التأثير.
المسؤولية المجتمعية للأفراد هي أسلوب حياة؛ فدائمًا ما تتَّسِمُ حياة أولئك المبدعين من المتطوعين المسؤولين مجتمعيًّا -ظاهرًا وباطنًا- بالحماس والرغبة في تمكين الآخرين أثناء رحلتهم أيًّا ما كانت عِلميَّة، مِهنيَّة، اجتماعيَّة.. إلخ. كما أنَّ المسؤولية المجتمعية للأفراد ليست قاصرةً على مجتمع أو مدينة أو حتى بلد، بل لا بُدَّ أن يتحلَّى بها الجميع بوصفه أسلوبَ حياة؛ في سبيل معالجة مشكلات المجتمعات عامَّةً، من خلال حَشْد جهود كل فرد في اتجاهٍ إيجابيٍّ.
فيبين جودواني، مسؤول تطوير الأعمال في HCI Group، لم يكن هذا الرجل عاديًّا في هذا الأمر، حيث كان يستثمر وقته بِجِدٍّ ويُسهم بالفعل في تنمية مجتمعه؛ فعلى مدار 11 عامًا كان فيبين متطوعًا مع New Providence Rescue Squad باعتباره مسعفًا مُعتَمَدًا من ولاية نيو جيرسي؛ لدعم نظام الاستجابة للطوارئ 911.
كان فيبين يعمل في نهاية كل أسبوع من الساعة 7 صباحًا حتى 7 مساءً، في دوريات مدتها 12 ساعةً لإكمال 40 ساعةً من خدمته التطوُّعيَّةِ في شهر واحد، الأمر ليس سهلًا على الإطلاق لرجل أعمال ليس في حاجة إلى القيام بهذه المهام، إلَّا أن تفانيه في جعل مجتمعه أكثر استدامةً أكسبه احترامًا وتقديرًا مجتمعيًّا.
وهذا مثال آخرُ لفتاة تبنَّت فكرة المسؤولية المجتمعيَّة، فكان لها أعظم الأثر على شخصيَّتها من كل جوانبها، «تيجاسفي بوداباتي»، مهندسة برمجيَّات، تبلغ من العمر 22 عامًا، من «حيدر أباد»، قامت بعمل استثنائي في تنظيف مسقط رأسها، Ongole، في ولاية «أندرا براديش».
على مدار عامين، كانت تسافر 300 كم في نهاية كل أسبوع؛ لتشارك في حملة تنظيف في مسقط رأسها؛ لجعلها أفضل مما كانت عليه في الأسبوع السابق، حتى بلغ قوام هذه الحملة 1000 متطوع والعدد في تزايُد، فحصدت «تيجاسفي» العديد من الجوائز والتقديرات من قِبَل الحكومة، وبساطة «تيجاسفي» شجَّعت الآخرين على الاقتداء بها.
يمكن أن تُسْهم المسؤوليَّة المجتمعيَّة للأفراد في إحداث تأثيرٍ إيجابيٍّ مُضاعَفٍ في المجتمع، حيث يمكن للجهود الفرديَّة أن تتجمَّع وتُصبح قوةً جماعيَّة، فقد حان الوقت الآن لنبدأ بالتغيير، كلٌّ من موقعه.. كُنْ أنتَ صاحبَ المبــــادرة بالتـغييـر وكن معنا من «حماة الأرض»!
يُحدِّد سلوكُنا شخصيَّتَنا وما نحن عليه، ليس فقط في نظر الآخرين، ولكن أيضًا في أعيننا!