الهيئة العامة للرعاية الصحية على مسار الاستدامة
الهيئة العامة للرعاية الصحية تُصدر تقريرها الأول للتنمية المستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة لعام 2024
الهيئة العامة للرعاية الصحية على مسار الاستدامة
إنَّ الصحة تاج علَى رءوس الأصحاء، فدونها يصبح الإنسان بلا قيمة، وهو ما يجعل بناء صحته علَى رأس الأولويات جميعًا؛ لذا رسَّخت الحكومة المصرية التزامها الوطنيّ بالسعي نحو قطاع صحيّ أكثر استدامةً، وهو أمر شكَّلته محاورُ الأجندة الوطنية “رؤية مصر 2030“.
مِن هنا خطتِ الهيئةُ العامة للرعاية الصحية خطوةً واسعةً نحو تطبيق ذلك الالتزام الوطنيّ؛ إذْ أصدرت برئاسة الدكتور/ أحمد السبكي -رئيس مجلس إدارة الهيئة، والمشرف العام علَى مشروع التأمين الصحيّ الشامل- تقريرها الأول للتنمية المستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة لعام 2024.
وطن مستدام
لقد جاء هذا التقرير ثمرةً من ثمارِ الشراكة بين الهيئة والقطاع الخاص؛ لأجل تحسين خدمات الرعاية الصحية، والعمل علَى تحقيق تكامل بنَّاءٍ بين القطاعين العامّ والخاصّ، وبما يتوافق مع “رؤية مصر 2030″، التي تقوم أُسسها علَى محاور التنمية المستدامة الشاملة، انطلاقًا من أنَّ الاستدامة طريق النهوض والتقدم.
وهذا التقرير يُعدُّ أولَ تقريرٍ من نوعه تُصدره هيئة حكومية، حيث تستعرض به الهيئة العامة للرعاية الصحية استراتيجياتها وإنجازاتها في مجال تحقيق الاستدامة، وهذا من خلال أبعاد ثلاثة: الاستدامة البيئية، والاستدامة الاجتماعية، واستدامة الحوكمة، مما يعكس التزام الهيئة بتعزيز الممارسات المستدامة في قطاع الرعاية الصحية؛ ذلك القطاع الحيويّ.
وبخصوص الاستدامة البيئية استعرض التقريرُ مفهومَ التحول الأخضر في القطاع الصحيّ، مشيرًا إلى مشروعات رائدة، ومنها التحول الأخضر في مستشفى شرم الشيخ الدوليّ، ومستشفى الرمد التخصصيّ في بورسعيد، وهما نموذجانِ متقدمانِ في تحقيق معايير الاستدامة البيئية؛ فقد حصلت بهما الهيئة العامة للرعاية الصحية علَى اعتراف دوليّ من شبكة المستشفيات العالمية الخضراء (GGHH)، لتكون الهيئة بهذا أولَ عضوٍ حكوميّ مصريّ ينضم إلى هذه الهيئة الصحية العالمية.
وفي السياق ذاته أشار التقرير إلى مبادرة الصيدلة الخضراء، التي تهدف إلى تحسين كفاءة الطاقة، والحفاظ علَى المياه في صيدليات المستشفيات، وضمان التخلص الآمن من النفايات الطبية، وتعزيز الاستخدام المسئول للمضادات الحيوية.
أمَّا محورُ الاستدامة الاجتماعية فقد أبرز التقرير بخصوصه دورَ الهيئة في تقديم خدمات صحية تتمحور حول المريض نفسه، حيث يركز هذا المحور علَى تحسين الخدمات الصحية، وتعزيز التوعية الصحية والمبادرات الصحية في محافظات الجمهورية. وكذلك أشار التقرير إلى أهمية التواصل المجتمعيّ مع الجهات المعنية، وهو الأمر الذي راعته الهيئة العامة للرعاية الصحية؛ حتى تلبي احتياجات المواطنين، وهذا في إطار استراتيجية شاملة لبناء نظام صحيّ إنسانيّ وشامل.
وفي ما يتعلق بالحوكمة فقد أشار التقرير إلى أنَّ الهيئة قد تَبَنَّتْ خمسةَ مبادئ رئيسية؛ هي: الشفافية، والإفصاح، وإدارة حالات تعارض المصالح، والتوعية والتدريب، وتعزيز الاستقلالية بين أعضاء مجلس الإدارة؛ أي أنَّ الهيئة تسعى سعيًا حثيثًا إلى إرساء نظام حوكمة يعزز كفاءة وفعالية منظومة الرعاية الصحية الشاملة.
المسئولية المجتمعية
من جهة أخرى أشار الدكتور/ أحمد السبكي إلى الجوائز والتكريمات الدولية التي حصلت عليها الهيئة -الهيئة العامة للرعاية الصحية- ومنها الجائزة الذهبية في المسئولية الاجتماعية والبيئية لعام 2024، التي يمنحها الاتحاد الدوليّ للمستشفيات، وأيضًا الجائزة الذهبية -فئة مقاييس السلامة- التي يمنحها اتحاد المستشفيات العربية. وهاتانِ الجائزتانِ -وغيرهما- انعكاس واضح لمدى التزام الهيئة بتعزيز الاستدامة، وتفعيل دورها في تطبيق المعايير العالمية الخاصة بخدمات الرعاية الصحية.
وعن هذا الدور التنمويّ الذي تؤديه الهيئة أكَّد الدكتور/ أحمد السبكي أنَّ هذا التقرير لا يعكس التزام الهيئة بتحقيق أهداف الاستدامة فقط، وإنما يعكس -أيضًا- التزامها بالاستدامة البيئية والاستدامة الاجتماعية مع تفعيل نُظم الحوكمة، وذلك يبلور جهود الهيئة في تقديم نموذج متكامل للرعاية الصحية الشاملة والمستدامة.
لأجل ذلك أعرب الدكتور/ أحمد السبكي عن شديدِ فخرِه بالإنجازات التي حققتها الهيئة العامة للرعاية الصحية، مشيرًا إلى استمرار الجهود لتعزيز مكانة مصر باعتبارها نموذجًا رائدًا في تقديم الرعاية الصحية المتكاملة والمستدامة، ليس علَى الصعيد المحليّ وحده، وإنما علَى الصعيدينِ الإقليميّ والعالميّ كذلك.
وهكذا هي الخطوات المصرية مستدامة وشاملة بشكل يسترعي الانتباه، وهو ما يجعل حماة الأرض في الصفوف الأولى؛ توعيةً بكل ما هو مستدام، وتحفيزًا لجميع خطوات التنمية علَى كل الصُّعُدِ؛ تحقيقًا لـ”رؤية مصر 2030″، حيث أصبح بناءُ الإنسان المصريّ وصحته أولويةً وواجبًا.