خطى مستدامة

اليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات.. من أجل عالم مستدام

اليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات.. من أجل عالم مستدام

أصبحنا اليوم في عصر قائم على التكنولوجيا والابتكار، وهو عصر رقمي لا ينبغي أنْ نغفل فيه عن دور الفتاة في مجال تحقيق مبادئ المساواة بين الرجل والمرأة في كل مكان؛ لذا يُحتفل بـ”اليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات” في 24 إبريل من كل عام.

ويأتي احتفال هذا العام -عام 2025- تحت عنوان “الفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التحول الرقمي الشامل”، وهذا باعتباره احتفالًا بقِيم العدالة ومبادئ المساواة التي صارت أساس العالم المتحضر؛ دعوةً للتغيير المستدام، وتوجُّهًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا للفتيات في عالم التكنولوجيا.

ولذلك سوف تُجيب حماة الأرض في هذا المقال عن سؤال: كيف يمكن لليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أنْ يكون نقطة تحوّل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر؟ تلك الأهداف العالمية التي تتمثل في إشراك المجتمع وتعزيز التعاون من خلال الشراكات، وإلهام الفتيات لبناء مسار مهني في مجال مثل مجال تكنولوجيات الاتصالات؛ فتابعوا القراءة.

مساواة في عالم رقمي

يشهد هذا العام الاحتفال باليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالتعاون بين رابطة الدول المستقلة (CIS) ومنطقة الدول العربية، ووزارة التنمية الرقمية في جمهورية قيرغيزستان، ووزارة التحول الرقمي والابتكار في الجمهورية الإسلامية الموريتانية؛ من أجل مشاركة عالمية واسعة.

ومِن هنا، سوف يمثل اليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فرصة للاحتفاء بإمكانات الفتيات والشابات في العالم الرقمي، وتحفيزهنَّ للانخراط في هذا المجال الحيوي؛ فلو أردنا أنْ نحقق أهداف التنمية المستدامة فلا بُدَّ من إشراك الفتيات في العملية التقنية بشكل جاد وفعَّال؛ انطلاقًا من أنَّ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات محرك رئيسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بخاصة الهدف رقم (5) الذي يركز على المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتيات؛ تحقيقًا للشمولينِ المالي والرقمي.

ما وظائف المستقبل؟

هذا اليوم الذي أقره الاتحاد الدولي للاتصالات يدعو -عمومًا- إلى إتاحة بيئة داعمة ومحفزة تشجع الفتيات على دخول عالم التكنولوجيا الذي يفتقر إلى كثير من الخبرات النسائية؛ إذْ تشير التوقعات إلى أنَّ هناك أكثر من مليونَي وظيفة تكنولوجية شاغرة في السنوات المقبلة؛ بسبب نقص المتخصصين، وهو ما يفتح البابَ أمام المواهب النسائية، خاصةً في علوم الاتصالات.

وبالرغم من هذا العدد الهائل من الفرص فإنَّ هناك فتيات حول العالم بعيدات عن هذه الفرص؛ بسبب المتغيرات الثقافية والتقلبات الاجتماعية العالمية التي تقيد مشاركاتهنَّ، حيث إنَّ الواقع يؤكد أنَّ أعداد الطالبات في مجالات العلوم والتكنولوجيا لا تزال منخفضةً، وهذا مقارنةً بالطلاب الذكور.

والسؤال الآن، كيف يرتبط اليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأهداف التنمية المستدامة؟ الجواب يكمن في أنَّ هذا القطاع لا يسهم في تقدم المرأة فحسب، وإنما هو محرك أساسي لتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي على مستوى العالم؛ ذلك لأنَّ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) هي العمود الفقري للمستقبل.

التغير المناخي مشكلة الجميع

عندما نضع في اعتبارنا أنَّ التنوع في مجال التكنولوجيا يسهم إسهامًا واضحًا في استكشاف حلول مستدامة، فإننا ندرك بهذا أنه لا بديلَ عن دمج الفتيات في هذا المجال التكنولوجي؛ ففي الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات التغير المناخي نجد أنَّ التكنولوجيا هي أحد الأدوات الرئيسية للتصدي لتلك التحديات، وذلك لا يكون إلَّا بتضافر جهود الجميع.

وذلك لأنَّ الفتيات اللواتي يتدربنَ على المهارات الرقمية في مجالات البرمجة وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي -على سبيل المثال- يمتلكنَ قدرةً على تقديم حلول مبتكرة تسهم في تحسين جودة الحياة، حيث يصبحنَ قادراتٍ على تطوير تطبيقات وخوارزميات من أجل حياة أكثر استدامة، فضلًا عن قدرتهنَّ على تصميم حلول لتقليل انبعاثات الكربون، وتخفيف آثار التغير المناخي؛ وبالتالي يُعتبر تمكينهنَّ في مثل هذه المجالات استثمارًا مستدامًا يلبي احتياجات الحاضر وتطلعات المستقبل.

إذن، يمكن القول: إنَّ دمج الفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو خطوة أساسية نحو تحقيق التنمية المستدامة، وإنه كلما زادت نسبتهنَّ في هذا المجال كانت الفرص أكبر لإيجاد حلول مستدامة تلبي احتياجات العالم المتزايدة والمعقدة.

وختامًا، فها هي الفرصة أمامنا لتقديم مجتمعات ذات شمول رقمي مستدام، كي لا يتخلف أحدٌ عن الرَّكْب في عالم يحتاج إلى جميع الجهود؛ تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى