أخبار الاستدامة

باريس تستضيف ملتقى قادة الواقع المناخي

باريس تستضيف ملتقى قادة الواقع المناخي

أطلقت منظمة الواقع المناخي (Climate Reality Project) جولة عالمية من الفعاليات بهدف رفع الطموحات وتسريع العمل في مواجهة التغيرات المناخية، استعدادًا لانعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين COP30 في البرازيل خلال نوفمبر 2025، ومن بين هذه الفعاليات يُعقد في مارس الجاري ملتقى لإعداد قادة المناخ؛ ليكون من المحطات البارزة ضمن سلسلة من الأنشطة العالمية للتوعية والتحفيز على التغيير.

يأتي هذا الحدث في وقت تتزايد فيه التحديات البيئية ويشتد تأثير التغير المناخي، بعد مرور عقد كامل على توقيع اتفاقية باريس، وسط ارتفاع مستمر في درجات الحرارة والانبعاثات العالمية. وانطلاقًا من أهمية هذا الحدث العالمي، تسلط حماة الأرض في هذا المقال الضوء على تفاصيله المحورية، بما في ذلك الموعد المحدد، والمحاور الأساسية التي سيتم مناقشتها، وأبرز الحضور، والفعاليات المصاحبة التي تهدف إلى تعزيز الوعي والعمل المشترك؛ فتابعوا القراءة.

تعد الفعاليات التي تنظمها منظمة الواقع المناخي من أبرز الفعاليات العالمية التي تسعى إلى تمكين الأفراد وتزويدهم بالمهارات والأدوات الضرورية لدفع عجلة التغيير البيئي المستدام، وسوف يعقد الملتقى القادم لقادة الواقع المناخي في مدينة باريس، في الفترة من 28 إلى 30 مارس 2025، بمشاركة قادة الفكر والنشطاء وصناع القرار من جميع أنحاء العالم.

محاور الملتقى

يعمل الملتقى على تقديم معرفة علمية دقيقة تتعلق بالتغير المناخي، بما يشمل بيانات انبعاثات الغازات الدفيئة وتأثيراتها في البيئة والصحة العامة، كما سيتم استعراض سيناريوهات مستقبلية في حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه الأزمات، مع التركيز على الكوارث المناخية مثل الفيضانات، والجفاف، وحرائق الغابات، وتأثيراتها المباشرة في الحياة اليومية للمجتمعات المحلية، حيث ينظر إلى هذه الكوارث باعتبارها جزءًا من تحديات أكبر تتطلب تحركًا دوليًّا مشتركًا.

وسيكون للعدالة المناخية نصيب مهم من المناقشات، وهي مفهوم يربط بين أزمة المناخ وحقوق الإنسان، حيث يتطرق الملتقى إلى تأثير التغير المناخي في الفئات الأكثر ضعفًا مثل الدول النامية والشعوب الأصلية والأقليات، التي غالبًا ما تتحمل آثارًا أكبر رغم أنها الأقل إسهامًا في هذه الأزمة.

الفعاليات المصاحبة للملتقى

وسيتضمن الملتقى ورش عمل تفاعلية تهدف إلى إدارة الحملات البيئية، وتعزيز مهارات التحدث أمام الجمهور، وبناء التحالفات، إضافة إلى تعلم استراتيجيات التأثير في صناع القرار والسياسات المناخية، وسيتم تطبيق هذه المهارات عمليًّا من خلال جلسات محاكاة واقعية يتلقى فيها المشاركون ملاحظات من خبراء متخصصين في العمل البيئي والسياسي، بهدف تحسين أدائهم وتطوير أساليبهم.

كما ستتاح فرصة لعرض تجارب ناجحة لمشروعات التحول إلى الطاقة المتجددة وحلول الاستدامة، مع تقديم نصائح حول كيفية تصميم خطط عمل بيئية تتناسب مع احتياجات المجتمعات المحلية، والاستفادة من التمويل الأخضر للحصول على الدعم المالي والفني لتنفيذ المشروعات.

وسوف يشارك في الملتقى متحدثون بارزون من بينهم “آل جور” نائب الرئيس الأمريكي السابق ومؤسس ورئيس منظمة الواقع المنَاخي، و”آن هيدالغو” -عمدة باريس- التي ستتحدث عن دور المدن في مكافحة تغير المنَاخ، و”لورانس توبيانا” -الرئيسة التنفيذية لمؤسسة المنَاخ الأوروبية- التي ستناقش أهمية التمويل المنَاخي والسياسات الدولية.

وسيحصل المشاركون على شهادة قيادة مناخية معترف بها دوليًّا، وسيكونون جزءًا من شبكة عالمية تضم آلاف القادة المنَاخيين؛ مما يفتح لهم آفاقًا للمشاركة في حملات ومبادرات بيئية محلية ودولية، حيث يُنظر إلى هذه الشهادة باعتبارها وسيلة لدعم الجهود المحلية والإقليمية لمواجهة أزمة المنَاخ.

يمثل ملتقى قادة الواقع المنَاخي فرصة فريدة للراغبين في إحداث تغيير حقيقي في مجال العمل المنَاخي، من خلال الجمع بين المعرفة العلمية والمهارات القيادية وفرص التواصل العالمي، حيث يسعى الملتقى إلى بناء جيل جديد من القادة القادرين على مواجهة تحديات المنَاخ وقيادة العالم نحو مستقبل أكثر استدامة وعدالة، مع تعزيز الروابط بين الناشطين البيئيين حول العالم لتوحيد الجهود وتحقيق التأثير المنشود.

وترى حماة الأرض أنَّ نجاح هذه المبادرات لا يتوقف عند إقامة الفعاليات والمناقشات، وإنما يمتد ليشمل تفعيل دور القادة المنَاخيين في المجتمعات المحلية، وتشجيعهم على مواصلة العمل نحو تغيير السياسات والممارسات البيئية على أرض الواقع؛ فالطريق نحو مستقبل أكثر استدامة وعدالة يتطلب التزامًا طويل الأمد، وتعاونًا دوليًّا مستمرًّا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى