أخبار الاستدامة

بيروت تستضيف المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2025

بيروت تستضيف المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2025

تواصل حماة الأرض متابعة أبرز الأحداث المتعلقة بالتنمية المستدامة في المنطقة والعالم، وتسلط الضوء في هذا المقال على المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2025، الذي يُعد حدثًا رسميًّا بالغ الأهمية لتقييم التقدم المحرز، ومناقشة التحديات الراهنة، وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية بالتنمية في وقت إقليمي حاسم.

وتستضيف العاصمة اللبنانية بيروت المنتدى في مقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، خلال الفترة من 14 إلى 16 إبريل الجاري، بمشاركة عربية واسعة تشمل وزراء ومسئولين حكوميين، إلى جانب ممثلين عن المنظمات الدولية والإقليمية، وهيئات المجتمع المدني، والمؤسسات الأكاديمية، والقطاع الخاص.

ومن المنتظر أن تشهد الجلسة الافتتاحية الرسمية للمنتدى كلمات لعدد من كبار المسئولين، على رأسهم رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزف عون، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير التخطيط العراقي محمد علي بصفته الرئيس الحالي للمنتدى. كما ستُلقي رولا دشتي -وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا- كلمة في الافتتاح، إلى جانب رسالة مسجلة من أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة.

محاور المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2025

ويأتي المنتدى هذا العام تحت شعار “إعادة الأمل، إعلاء الطموح”، في سياق عربي وإقليمي يتسم بتزايد التحديات الاقتصادية والاجتماعية والمناخية، وتسعى نسخة هذا العام إلى تسليط الضوء على سبل تجاوز الأزمات التي تمر بها المنطقة عبر حلول مستندة إلى الأدلة، وتعزيز الالتزام بتنفيذ خطة 2030 في نصفها الثاني.

ويركز المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2025 على مراجعة خمسة أهداف رئيسية من أهداف التنمية المستدامة، تشمل الهدف (3) “الصحة الجيدة والرفاه” الذي يُناقش تعزيز النظم الصحية وتحسين الوصول إلى خدمات الرعاية عالية الجودة، وتعزيز التغطية الصحية الشاملة وتقليل أعباء الأمراض المزمنة.

كما يسلط الضوء على الهدف (5) “المساواة بين الجنسين”، عبر تعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار السياسي والاقتصادي، وضمان تمكين الفتيات من التعليم والفرص الاقتصادية، بالإضافة إلى الهدف (8) “العمل اللائق ونمو الاقتصاد”، حيث يركز المنتدى على خلق فرص عمل مستدامة تُراعي احتياجات الشباب، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

إلى جانب ذلك، يتناول المنتدى الهدف (14) “الحياة تحت الماء”، الذي يُعنى بالتهديدات البيئية التي تواجه السواحل العربية والنظم الإيكولوجية البحرية، مثل التلوث البلاستيكي والصيد الجائر، كما يتناول الهدف (17) “الشراكات لتحقيق الأهداف”، الذي يُعتبر هدفًا محوريًّا لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، خاصة في مجالات التمويل المستدام ونقل التكنولوجيا؛ وذلك لضمان تنفيذ فعّال لخطة 2030 في المنطقة.

أنشطة المنتدى والمشاورات التحضيرية

ويسبق هذا المنتدى تنظيم عدد من الاجتماعات والمشاورات التحضيرية، التي تهدف إلى صياغة الأولويات العربية استنادًا إلى احتياجات كل دولة، بالإضافة إلى تنظيم منتدى موازٍ للمجتمع المدني تُشرف عليه شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية، ويُعد مساحة مستقلة لعرض تصورات المجتمع المدني العربي عن قضايا التنمية المستدامة.

وضمن أنشطة المنتدى، تُقام جلسات مخصصة لمناقشة الاستعراضات الوطنية الطوعية التي تُقدّمها الدول لتقييم تقدمها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني، وتُعتبر هذه الاستعراضات أداةً محورية لتعزيز الشفافية وتبادل الخبرات من أجل تحسين السياسات التنموية، على أن تُرفع تقاريرها إلى المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة في نيويورك.

ويمثّل المنتدى هذا العام محطة تحضيرية مهمة لعدد من الأحداث العالمية المقبلة، منها المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية الذي سيُعقد في مدينة إشبيلية الإسبانية في يونيو المقبل، والقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية التي تستضيفها الدوحة في نوفمبر 2025.

كما يُتابع المنتدى تنفيذ “ميثاق المستقبل” الذي اعتُمِد في قمة الأمم المتحدة المعنية بالمستقبل، التي عُقدت في نيويورك في سبتمبر 2024، إلى جانب مناقشة العمليات الأممية الجارية، مثل استعراض إعلان ومنهاج عمل بيجين بعد مرور ثلاثين عامًا، والتحضير لمؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات 2025.

وفي ختام أعماله، يُتوقع أن يصدر عن المنتَدى مجموعة من الرسائل الرئيسية، التي تعبّر عن الموقف الإقليمي العربي وتُرفع إلى المنتَدى السياسي رفيع المستوى، إسهامًا في النقاش الدولي حول مسار التنمية المستدامة في المرحلة المقبلة. وتسعى حماة الأرض إلى متابعة هذه المخرجات التي تكتسب أهمية خاصة لكونها تعكس واقعًا معقدًا في المنطقة، وحاجة ملحّة إلى تعزيز العمل الجماعي الإقليمي والدولي لتحقيق الأهداف المشتركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى