تعزيز الأمن الغذائي في ظل التغير المناخي
تعزيز الأمن الغذائي في ظل التغير المناخي
تؤثر التغيرات المناخية في الأمن الغذائي العالميّ؛ فمع ارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط الطقس، واشتداد الظواهر المناخية المتطرفة – أصبحت الزراعة التقليدية أقلَّ إنتاجيةً، وغيرَ قادرةٍ علَى مواجهة كل التحديات العالمية الجديدة؛ لأنَّ هذه التغيرات المناخية عقبة أمام زيادة إنتاج المحاصيل الأساسية، وهي سبب من أسباب اضطراب سلاسل إمداد الغذاء بصورة عامة. وكل ذلك يحتاج إلى التكيف مع آثار التغيرات المناخية باستراتيجيات مستدامة، حتى يمكننا أنْ نلبي احتياجات السكان المتزايدة في ظل هذه الظروف البيئية المتغيرة.
إنَّ الدول جميعها تعاني من آثار تغير المناخ، وأحداث الطقس المتطرفة، والكوارث المرتبطة بالمناخ؛ ولهذا ارتفعت أصوات المؤسسات العالمية المعنية بشئون الأمن الغذائي، ومن هذه المؤسسات برنامج الأغذية العالميّ التابع للأمم المتحدة، والذي شاركَ وزارةَ التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدوليّ في تلك القضية الحيوية؛ فقد دعا الاثنانِ -الوزارة والبرنامج- الشركاتِ المصريةَ الناشئةَ القائمةَ علَى تقديم حلول مبتكَرة للمناخ إلى تقديم طلب للحصول علَى منحة لدعم الابتكارات ذات التكلفة الميسورة والشاملة؛ أي الابتكارات المعزِّزة للتكيف مع التغير المناخيّ، والمساعِدة علَى دعم الأمن الغذائي.
وهذا التعاون يندرج ضمن برنامج “تسريع الابتكار في التكيف مع المناخ – CAIAP”، وهذا بدعم من صندوق التكيف التابع للأمم المتحدة، وهو جزء من شراكة لبرنامج “تسريع الابتكار في التكيف مع المناخ – AFCIA” مع برنامج “تسريع الابتكار” التابع لبرنامج الأغذية العالميّ في ميونيخ.
يأتي هذا التعاون في ظل الخطة التي أطلقها برنامج الأغذية العالميّ عام 2023، حيث أعلن عن استراتيجيته 2023 – 2028 في مصرَ، وهي الاستراتيجية التي تركز على مجالات تعزيز الأمن الغذائي، مثل مجال التنمية الزراعية والريفية في صعيد مصر.
بهذا البرنامج الدوليّ تسعى مصر إلى توسيع نطاق الابتكارات عالية التأثير، التي تعزز التكيف مع المناخ، حيث تدعو مبدعِي ورواد الأعمال وصنَّاع التغيير إلى طرح حلول مبتكرة؛ لأجل تحسين القدرة على الصمود، وتعزيز التنمية المستدامة وأهدافها السبعة عشر، وخاصة الهدف الثاني: القضاء التام علَى الجوع، والهدف الثالث عشر: العمل المناخيّ.
ويستند هذا التعاون إلى المسابقة الدولية “ClimaTech Run”، التي نظَّمتها مصرُ قُبيل انعقاد COP27؛ دعمًا لرواد الأعمال والمبتكرين الرقميين؛ حتى نستطيع معالجة التحديات الأكثر إلحاحًا في مجال المناخ والأمن الغذائي. وقد استطاعت هذه المسابقة -بنسختيها- جذب أكثر من 422 شركةً ناشئةً من 77 دولةً حول العالم.
وعن هذا التعاون قالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدوليّ -الدكتورة/ رانيا المشاط-: «إنَّ تمكين الشركات الناشئة ومشاركة القطاع الخاص محرك من المحركات الرئيسية للابتكار والتنمية الاقتصادية، وتسريع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة».
وفي السياق نفسه، قال رئيس برنامج تسريع الابتكار في التكيف مع المناخ -برنهارد كواتش-: «نعتبر إطلاقَ البرنامج شهادةً قويةً على أنَّ الابتكار أمر بالغ الأهمية لمعالجة انعدام الأمن الغذائي، ولمعالجة تغير المناخ. وسوف تمثل هذه الشراكة فصلًا مهمًّا في نضالنا لأجل مستقبل آمن غذائيًّا في عالم سريع التغير».
ومِن جهته يقول ممثل ومدير مكتب برنامج الأغذية العالميّ في مصر -چان بيير دومارچوري-: «نفخر بالعمل مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدوليّ، ودعم إطلاق البرنامج في مصرَ، وتسخير قوة الابتكارات المحلية؛ كي نوفر حلولًا مستدامةً وملموسةً للمناخ والأمن الغذائي».
ومِن المقرر أنْ تحصل المقترحات الناجحة على التوجيه اللازم والدعم العمليّ والفرصة الحقيقية للمشاركة في عمليات برنامج الأغذية العالميّ، بالإضافة إلى مِنَحٍ تصل إلى 200 ألف دولار أمريكيّ. وما هذا إلَّا خطوةً نحو تعجيل وتنفيذ كل الخطط الوطنية والعالمية المتعلقة بمكافحة التغيرات المناخية، وهو أمر يحظى باهتمام حماة الأرض؛ لذا سلطت الضوء علَى هذا التعاون المصريّ الدوليّ في مجال الأمن الغذائي، المجال الأشد تضررًا من التغيرات المناخية.