أخبار الاستدامة

ختام المنتدى العربي للتنمية المستدامة تحت عنوان “إعادة الأمل، إعلاء الطموح”

ختام المنتدى العربي للتنمية المستدامة تحت عنوان إعادة الأمل، إعلاء الطموح

في سعي حماة الأرض نحو تعزيز الفعاليات الدولية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة سلطت الضوء منذ أيام على انعقاد المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2025، مستكشِفةً أوجه التعاون البنَّاء بين الدول العربية، ومستطلِعةً سبل التمكين العربي في مجال الاستدامة، بما يحقق الريادة العربية المستحقة.

واليوم تتابع بشغف آخرَ توصياتِ المنتدى وقراراته، بعدما اُختتمت فعالياته أول أمس -الأربعاء- في العاصمة اللبنانية -بيروت- تحت عنوان “إعادة الأمل، إعلاء الطموح”، والذي نظَّمته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، بالتعاون بينها وبين جامعة الدول العربية، وبرعاية رئيس الجمهورية اللبنانية؛ العماد جوزاف عون.

وقد جمع المنتدى أكثر من 300 مشارك، وكان من بينهم مسئولون حكوميون، وممثلون عن المجتمع المدني، ومؤسسات أكاديمية، وخبراء من الدول العربية كافةً؛ وذلك من أجل تقييم التقدم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة على الصعيد العربي، واقتراح الحلول التي من شأنها تسريع هذا المسار وفق التغيرات العالمية الحالية.

ولم يكن هذا المنتدى ملتقى حواريًّا فقط، بل شكَّل منصة استراتيجية لطرح قضايا محورية، وتقديم رؤى جريئة لإعادة رسم معالم التنمية في العالم العربي، بما يتجاوز الخطابات إلى التقيد الفعلي بأجندات عمل واضحة تلتزم التزامًا حقيقيًّا بالعمل المشترك، وتعمل على الحد من أوجه عدم المساواة، وتسهم في تعزيز العدالة وبناء مؤسسات قوية.

رسالة تتجاوز الشعارات

في كلمتها أمام الحضور، أكدت رولا دشتي -الأمينة التنفيذية للإسكوا- أنَّ عنوان المنتدى يجب أنْ يُترجم إلى التزام فعليّ بالعمل، مشددةً على أنَّ “إعادة الأمل، إعلاء الطموح” ليست مجرد حالة شعورية، بل دعوة لحماية الكرامة الإنسانية. وأضافت قائلةً: «القصص العربية مليئة بالأمل والمبادرات الخلاقة بالرغم من الأزمات، ويجب أنْ يتحول الطموح إلى سياسات ملموسة تعزز الشمول، وتدعم الفئات الأضعف».

وقد خصص المنتدى حيزًا واسعًا من مناقشاته للتحولات التكنولوجية الكبرى، لا سيما الذكاء الاصطناعي والتسلح التكنولوجي، حيث أشار المشاركون إلى الأخطار الجيوسياسية المحتملة لهذه التقنيات، ومن بينها استخدام التكنولوجيا الحديثة في النزاعات، خاصةً في الحرب على غزة.

وبناء على ذلك، أوصى المنتدى بإطلاق مبادرات عربية جماعية على المستوى الدولي؛ لضبط التسلح التكنولوجي، وتأسيس مبادئ تحكم استخدام التكنولوجيا في خدمة السلام، وليس في خدمة النزاعات والصراعات. كما شدد على ضرورة تأسيس تحالفات دبلوماسية جديدة تعزز من موقف الدول العربية في التفاوض والضغط الدولي لصالح الشعوب وحقوق الإنسان في كل مكان.

العدالة، المساواة، العمل المناخي

وفي محور لا يقل أهمية ناقش مشاركو المنتدى الترابطَ بين قانون الأسرة وبقية الأطر القانونية، مؤكدينَ حاجةَ العالم -بخاصة العالم العربي- إلى مراجعات شاملة للقوانين الخاصة بالنساء والأسرة، بما يتوافق مع مبادئ العدالة والكرامة.

كما دعا المنتدى إلى استثمار الإمكانات البشرية بجميع فئاتها، والحفاظ على تنوع النسيج الاجتماعي العربي بوصفه قيمة تنموية وثقافية، مشددًا على أهمية الشمول المالي الذي هو دعامة للنمو الاقتصادي، مع الاهتمام بدور البنوك التنموية والصناديق الإقليمية في توسيع نطاق الدعم التنموي.

وبدوره أوضح أحمد أبو الغيط -الأمين العام لجامعة الدول العربية- أنَّ التحديات البيئية والاقتصادية والصراعات تعرقل جهود التنمية المستدامة في المنطقة العربية، وهناك إرادة عربية لتحويل الأزمات إلى فرص، وهذا بتعزيز التعاون الإقليمي، والاستثمار في قطاعات الطاقة المتجددة، والتعليم، والاقتصاد الأخضر.

ولم تغفل الجلسات الختامية للمنتدى الجانبَ المالي، حيث تم التطرق إلى المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، الذي سوف يُعقد في إشبيلية -في شهر يونيو القادم- باعتباره فرصة لإعادة هيكلة النظام المالي العالمي بما يضمن تدفق الموارد نحو الدول الأكثر احتياجًا.

وفي السياق نفسه، أشادت رولا دشتي بمبادرات مثل “مقايضة الديون بالعمل المناخي”، التي تقودها الإسكوا؛ لكونها أدوات خلاقة تسمح بتحويل أعباء الدين إلى فرص بيئية وتنموية، خصوصًا في البلدان الهشة كلبنان واليمن والسودان.

وفي الختام، تؤكد حماة الأرض التزامها بدعم أهداف التنمية المستدامة، عبر تسليط الضوء على قضاياها وأبعادها المختلفة، مع تقديم رؤى مبتكرة تساعد المجتمعات العربية على بناء مستقبل أكثر توازنًا وإنصافًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى